كان فوزي اللومي حتى قبل مؤتمر سوسة التوافقي قد تموقع أثناء الصراع الكبير الذي عاشه نداء تونس في خانة الناقدين دون اصطفاف مع أحد الشقين.
وقد لوحظ حضوره مؤتمر سوسة وكذلك تواجده ضمن القيادة بمنصب مهم ..وكان اللومي قد لوح ايضا إلى امكانية انشاء تيار نقدي اسماه تيار الأمل ..
وهاهو بعد يومين فقط يفجر موقفا جديدا .. ففي تدوينة على صفحته في الفايسبوك يعتبر فوزي اللومي أن المؤتمر قد انقلب على توافقات لجنة 13 بطريقة مدبرة ويرى أن نتيجة المؤتمر مهزلة سياسية زعزعت صورة الحزب ويعلن انشاء تيار الأمل بصفة رسميةمع عدم اعترافه بالقيادة الجديدة للحزب..
وفي ما يلي نص التدوينة التي نشرها فوزي اللومي:
” يعلم جميع مناضلي نداء تونس أننا نبهنا منذ عدة أشهر الى ان الحزب يسير في الطريق الخطأ بعد ان شعرنا ان هنالك مساعي للسطو على هذا الحزب، الذي بناه عشرات ألاف المناضلين، من قبل مجموعة من الأشخاص بطرق لا ديمقراطية…
ورغم شعورنا بهذا الخطر كنا قد حاولنا بكل الطرق ان نصلح الأمور من الداخل وان نحافظ على تماسك الحزب ووحدته حتى لا يضيع حلم أكثر من مليون و300 الف تونسي تونسي صوتوا له….
وأملا في إيجاد حل ينهي الأزمة داخل الحزب كنا قد شاركنا في الاجتماع الأخير بسوسة خاصة وان التوافقات التي توصلت لها لجنة 13 والتي تم اطلاعنا عليها قبل المؤتمر كانت مرضية في مجملها …لكن داخل المؤتمر وفي الدقائق الأخيرة تم الانقلاب على توافقات لجنة ال13 بطريقة مدبرة وتم تغيير كل شيء بمنطق فرض سياسة الأمر الواقع وتم تعيين أشخاص محسوبين على طرف واحد داخل الحزب، فكانت النتيجة مهزلة سياسية بما للكلمة من معنى تسببت في زعزعة صورة الحزب لدى الرأي العام …
وبناء عليه وبعد التروي واخذ الوقت الكافي للتشاور مع عدد كبير من مناضلي الحزب قررت ما يلي:
1) عدم اعترافي التام والمطلق بكل ما وقع في هذا الاجتماع وبكل القرارات الصادرة عنه واعتبار ان ما وقع عملية انقلاب وسطو لا علاقة له لا بالديمقراطية ولا بالتوافق .
2) انسحابي من المهمة التي أسندت لي داخل المكتب السياسي لان الوفاء للعهد وللمناضلين أهم بالنسبة لي من المواقع
3) تحميلي لكل من شارك في الانقلاب على التوافقات المسؤولية الأخلاقية الكاملة لاهتزاز صورة الحزب لدى الرأي العام وتعميق الأزمة .
4)اعلن تأسيس تيار جديد داخل الحزب طبقا للفصل 2 من النظام الاساسي للحزب مع مجموعة من المناضلين أطلق عليه تيار” الامل” سيكون هدفه العاجل والأكيد محاولة انقاذ الحزب وإعادة الأمل الى مناضلي الحركة وقواعدها وأنصارها والدفاع على الديمقراطية وتدعوا في هذا الإطار كل الندائيين الرافضين لما وقع داخل الحزب للالتحاق بهذا التيار.
وهكذا يزيد يوما بعد يوما وضوح صورة المؤتمر التوافقي للنداء بعد أن أعلن أول أمس 8 نواب من كتلته انسحابهم من الحزب واحتجاجهم الشديد على طريقة تسيير ونتائج المؤتمر. وها هو اليوم أحد القياديين المؤسسين ، والذي لا يمكن أن يحسب من “اليسار الاستئصالي” على كل الأحوال ، ينتقد ما أفرزه المؤتمر ويعلن حربا داخلية على قيادته الجديدة..وكل هذا يصب في ماهب إليه محسن مرزوق وأنصاره من اتهامات للشق الذي استولى على الحزب في مؤتمر سوسة.
ع.ع.م.
شارك رأيك