منذ اعلان وزارة المرأة والأسرة والطفولة عزمها ملاحقة وغلق كل مؤسسات الطفولة غير الشرعية بما في ذلك الروضات القرآنية تصدى بعض أنصار حركة النهضة وقياديوها للقرار.
ويذكر أن حركة النهضة كانت قد ناصبت الوزير السابق للشؤون الدينية عثمان بطيخ العداء لأنه اراد تنفيذ تعهدات والتزامات الدولة في استرجاع دور العبادة وعزل الأيمة المعروفين بغلوّهم وتطرفهم وتسييسهم للخطاب الديني.
وقد استعانت حركة النهضة في حربها ضد بطيخ بقيادييها وببعض الأئمة وكذلك بواسطة المنظمة النقابية الاسلامية (المنظمة التونسية للشغل) خاصة في مدينة صفاقس وانتهت بأن اضطرت الحبيب الصيد للتخلي عن وزيره في التحوير الوزاري.
وقد فتح قادة النهضة الحرب من جديد ضد وزارة المرأة مثل رئيس كتلة النهضة في مجلس نواب الشعب نورالدين البحيري الذي قال ان قرار سميرة مرعي وزيرة المرأة يشكل لبسا لدى المواطنين ويخلق حالة احتقان كبرى لا تحتملها البلاد بل وأضاف انه قد يشجع المتطرفين في حربهم على تونس .
وبينما تتلاحق مواقف عديد الأطراف المجتمعية والمثقفين والمهتمين بشأن الطفولة مناصرة للوزيرة سميرة مرعي في قرارها محاربة هذا “الانتصاب الفوضوي” لمؤسسات تمس طفولتنا وتوجهها توجهات لا يراقبها أحد، تتمادى حركة النهضة في خلطها بين مرتكزات قرارالوزيرة الذي لا يمس في شيء من معتقدات التونسيين أو ديانتهم وبين ظاهرة فتح مؤسسات الطفولة لمن هب ودب. وتعدى الأمر المعقول عندما عمدت صفحات في شبكات التواصل الاجتماعي قريبة من الاسلاميين نشر صورة للوزيرة مرعي والوزير سعيد العايدي وقع استغلالها عمدا في حملة التشويه على أساس أنها مخلة بالأخلاق.
حركة النهضة شريك في الحكم عبر الرباعي الحاكم اليوم وعليها أن تبين موقفها بوضوح وبدون خلط بين مبادىء الدين الاسلامي الذي هو دين الجميع وبين الاستغلال الفاحش للدين من قبل المتطرفين وغيرهم من تجار العقائد.
ع.ع.م.
شارك رأيك