اهتمت مراكز الأبحاث الأمريكية بدراسة الأشخاص الذين ينضمون إلى “داعش” وتنظيمات مسلحة أخرى، ويقاتلون معهم في سوريا والعراق تحت اسم “المقاتلين الأجانب” .
ويقدر عددهم بنحو 4500 مقاتل، في محاولة من هذه المراكز لتحديد سماتهم الشخصية وأسباب انجذابهم لهذه الأيديولوجية المتطرفة. وقد صدرت مؤخرا عدة دراسات في هذا الصدد، من أهمها الدراسة التي أصدرتها مؤسسة نيو أمريكا New America تحت عنوان ” داعش في الغرب : الوجوه الجديدة للتطرف “، والتي أعدها بيتر بيرغن و كورتنى تشستر و ديفيد ستيرمان ، في نوفمبر 2015 ،وقد اعتمدت على تجميع معلومات عن 474 شخصاً من 25 بلدة غربية تركوا بلدانهم من أجل الانضمام لتنظيم داعش أو لجماعات جهادية أخرى في سوريا أو العراق .
وفي نفس الإطار،أصدر برنامج التطرف Program on Extremism” ” في جامعة جورج واشنطن دراسة تحت عنوان “داعش في أمريكا: من إعادة التغريد إلى الرقة” بقلم الباحثين لورينزو فيدينو وشيموس هيوز، ، وتركز على المواطنين الأمريكيين الذين انضموا “لداعش”، وصدرت في ديسمبر 2015. قامت الدراسة بتحليل وثائق قانونية ، وتقارير إعلامية ، وما نشر في وسائل التواصل الاجتماعي ، بالإضافة إلى إجراء مقابلات شخصية، فيما يتعلق بالأشخاص الذين تم اتهامهم بالتورط في أنشطة ترتبط بتنظيم “داعش”.
هذا وقد لقي ما يقرب من خمسي المقاتلين الأجانب فى سوريا و العراق منيتهم وفقاً لقاعدة بيانات مركز ” نيو أمريكا ” ، حيث قتل تقريباً نصف المقاتلين الأجانب الذكور ونحو 6 % من الإناث . و يرجع ذلك الارتفاع في عدد القتلى إلى عدة عوامل منها استخدام تنظيم “داعش” للمقاتلين الأجانب كحائط دفاعي في الخطوط الأمامية للقتال و الاستفادة منهم في تنفيذ العمليات الانتحارية بالإضافة إلى إعدام التنظيم للعديد من المقاتلين الأجانب الذين حاولوا العودة إلى ديارهم و ذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن التنظيم قام بإعدام 116 من المقاتلين الأجانب الذين طلبوا العودة إلى ديارهم .
ولا تتجاوز نسبة المقاتلين الغربيين الذين سافروا إلى سوريا و العراق المقبوض عليهم من قبل الحكومات 15% من إجمالي المقاتلين، بينما لا يزال أكثر من 43% في سوريا و العراق .
وكانت تركيا هي المنفذ الأكثر رواجاً للاستخدام من أجل دخول سوريا ، وقد تم توثيق أن 42% من المقاتلين الأجانب الغربيين يصلون إلى سوريا أو العراق عبر تركيا ، بينما وثقت حالة واحدة استخدمت طريق بديل هو”لبنان” ، أما بالنسبة لبقية المتقاتلين الغربيين ليس من المعلوم حتى الآن كيف وصلوا إلى سوريا.
التنظيمات التي ينتمون إليها: انضم أغلبية المقاتلين الأجانب إلى تنظيم “داعش” ، بينما انضم 10/1من إجمالي أعداد المقاتلين إلى “جبهة النصرة” ، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وانضم 6٪ فقط إلى جماعات متشددة صغيرة.
التركيبة الديموغرافية “للمقاتلين الأجانب”
بحسب الدراسات المذكورة،تختلف التركيبة الديموغرافية للمقاتلين الأجانب في سوريا والعراق عن المسلحين الأجانب الذين قاتلوا في أفغانستان عام 1980 أو في البوسنة عام 1990، ومن أبرز سمات الجيل الجديد من “المقاتلين الأجانب”:
دور كبير للإناث: هناك تمثيل قوي للإناث ، حيث هناك أنثى واحدة لكل سبعة من المسلحين وفقاً لقاعدة بيانات دراسة مركز “نيو أمريكا”. وبالرغم من أن المرأة الأجنبية لا تشارك في القتال في سوريا، إلا أنها تلعب أدوار مساندة ،منها الزواج من المقاتلين والمساعدة في تطبيق قواعد “داعش” الصارمة على المجتمعات التي يسيطرون عليها . وتشير الدراسة إلى أن نسبة النساء تمثل أقل من 5% من بين الذين اتهموا بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب في الفترة ما بين هجمات 11 سبتمبر 2001 وبداية الحرب الأهلية السورية .
الشباب يمثلون الفئة العمرية الأكثر انضماما للتنظيم: يبلغ متوسط عمر من ينضمون إلى التنظيم 24 عاماً، وقد بلغ متوسط عمر الإناث المنضمات21 عاماً ،تراوحت أعمارهن بين 15 و 44 عاماً بينما بلغ متوسط عمر الذكور 25 عاماً تراوحت أعمارهم بين 13 و 68 . وقد قامت دراسة مركز “نيو أمريكا” بتوثيق 89 حالة لمراهقين انضموا للقتال في سوريا، تعدت نسبة الفتيات بينهم الثلث.
تفاعل نشط عبر الشبكة الالكترونية: وجدت الدراسة أن ما يقرب من ثلثي المقاتلين الأجانب إما منخرطين في شبكات جهادية إلكترونية أو تبنوا الفكر المتطرف من خلال تفاعلهم عبر الانترنت. والمعروف أن تنظيم داعش يعتمد إستراتيجية متعددة الأبعاد لتجنيد وتقديم المشورة للمقاتلين الأجانب المحتملين عبر شبكة الإنترنت. و مع ذلك لا تعتمد كل حالات التجنيد على وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث أشار فريق الدعم التحليلي الخاص بالجماعات الجهادية التابع للأمم المتحدة في تقريره لعام 2015 أن معظم الدول الأعضاء قد أشارت إلى أن الاتصال الشخصي المباشر يبقى عنصر أساسي في معظم عمليات التطرف والتجنيد للمقاتلين الأجانب .
وجود روابط عائلية مع جهاديين آخرين: أكثر من ثلث المقاتلين الأجانب لديهم اتصال عائلي بأشخاص يعتنقون الفكر الجهادي، سواء بأقارب يقاتلون في سوريا و العراق ،أو من خلال الزواج أو الارتباط بجهاديين سبق لهم التورط في هجمات إرهابية. حوالي ثلث المقاتلين الأجانب يتزوجون بعد الوصول إلى سوريا ، وما يقرب من الثلثين هم أقارب لأشخاص سافروا قبلهم إلى سوريا ، مثل عائلة “الدغييس” في بريطانيا التي انضم منها ثلاثة أخوة إلى تنظيم جبهة النصرة . وهناك نسبة من المقاتلين، أقل من واحد لكل اثني عشر مقاتل، لهم ارتباط ما بمنفذي هجمات إرهابية سابقة، ومنهم الفرنسي عبدالوهاب البغدادي الذي اعتقل واتهم بالانضمام إلى المسلحين في سوريا، والذي لديه صلة أسرية بصهره محمد مراح منفذ هجوم عام 2012 على تولوز ومونتوبان الذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص .
ويحمل معظم الأميركيين الذين انضموا إلى الجهاد في سوريا، والذي وصل عددهم إلى 250 مقاتل أمريكى تمكنوا من الوصول إلى سوريا وفقا لتصريحات جيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI ، نفس ملامح التركيبة الديموغرافية للمقاتلين الأجانب من مختلف البلاد، من ناحية التمثيل الجيد للمرأة بين المقاتلين الأجانب، المتطوعين الشباب، النشاط على شبكات الإنترنت، والارتباط العائلي مع جهاديين آخرين ،وذلك حسب دراسة عينة مكونة من 83 أمريكى سافروا إلى سوريا أو العراق للقتال، أو تآمروا للقيام بذلك أو قدموا الدعم للآخرين الراغبين في السفر.
وقد رصدت الدراسة التي قام بها برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن أنه تم اعتقال 56 شخصاً خلال عام 2015 لتورطهم مع “داعش” ،وذلك يمثل أكبر عدد من الاعتقالات في عام واحد منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 . ويتوزع هؤلاء على العديد من الولايات، حيث شهدت 21 ولاية حالة اعتقال واحدة ، بينما كانت ولاية نيويورك هي صاحبة أكبر عدد من المعتقلين، حيث شهدت 13 حالة اعتقال، يليها ولاية مينيسوتا بواقع 11 حالة. ومن حيث الوضع القانوني لهؤلاء الأشخاص، أوردت الدراسة أن 58 من الأشخاص المتهمين مواطنون أمريكيون، و أن 6 منهم لديهم إقامة دائمة ، كما أن حوالي 40% من المعتقلين قد اعتنقوا الدين الإسلامي حديثا. وقد أشار التقرير إلى أن 73% من الذين تم القبض عليهم لم يتهموا بالتخطيط لهجوم إرهابي يستهدف الولايات المتحدة، و لكن تم اعتقالهم بنية إلحاق الضرر أو تقديم دعم مادي للمقاتلين في سوريا و العراق.
هل يمثل “المقاتلون الأجانب تهديدا للدول الغربية؟
لا توجد حتى الآن أدلة ، بحسب الدراسات المذكورة، على أن عودة المقاتلين تشكل تهديدا كبيرا فيما يتعلق بشن هجمات داخل الولايات المتحدة . ووفق هذه الدراسات، فمن بين 83 حالة أمريكيا رغبوا في الانضمام إلى القتال في سوريا ، نجحت 23 حالة فقط في الوصول إلى سوريا، توفي منهم 9 حالات، ومن بينهم منير أبوصالحة من ولاية فلوريدا الذي توفي فى 2014 جراء تفجير إنتحاري في شمال سوريا، إلى جانب 5 حالات من العائدين الأمريكيين تم وضعهم رهن الاعتقال و 46 حالة لم تتمكن من الوصول إلى سوريا . ويعتبر حجم التهديد الذي يمثله المقاتلون الأجانب على الدول الأوروبية أكثر بكثير من التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، نتيجة العدد الكبير من الأوروبيين وغيرهم من الغربيين الذين سافروا للقتال في سوريا. فوفقاً للعديد من المصادر الرسمية الأوروبية هناك 1800 مواطن فرنسي و أكثر من 750 بريطاني ، و 720 ألماني بالإضافة إلى أكثر من 300 بلجيكي و 110 أسترالي و 100 كندي ، و 90 من النمسا إلى جانب العديد من الدنمرك و فنلندا و هولندا و النرويج و السويد و سويسرا ، ينتمون إلى شبكات جهادية داخل سوريا و العراق . و قد أضعف هذا العدد الضخم من المقاتلين الأجانب من قدرة بعض الدول الأوروبية على مراقبة العائدين بفعالية على رأسهم فرنسا، حيث أفاد خبير الإرهاب جان شارل بريسارد أن فرنسا لديها من 3000 – 5000 شخص تحت المراقبة ، بينما لا يتوفر غير 3000 شخص للقيام بمراقبتهم ومتابعتهم .
من ناحية أخرى، توجد في القارة الأوروبية شبكات جهادية أكثر تطوراً ورسوخاً تستطيع شن هجمات أشد فتكاً ، ومنها جماعة “الشريعة من أجل بلجيكا” المتطرفة التي شجعت أفرادها و دعمتهم من أجل السفر إلى سوريا ، والتي كانت وراء هجوم 24 مايو 2014 حيث أقدم ” مهدى نموشي “العائد من سوريا على قتل أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل. ولكن حتى صدور التقريرين، لم يتم رصد أي حالة من المقاتلين الأجانب العائدين من دول أخرى لشن هجوم على الولايات المتحدة. إلا أن تجارب الولايات المتحدة منذ هجمات سبتمبر ، وتعرضها لمحاولات من تنظيم القاعدة لشن هجمات إرهابية من عناصر خارجية، مثل “مفجر الحذاء أو shoe bomber ” البريطاني ريتشارد ريد، و النيجيري عمر فاروق عبد المطلب ، يجعل التهديد من جانب المقاتلين الأجانب غير الأمريكيين غير مستبعد الحدوث. يعد هذا الاحتمال واردا أيضا في ضوء العدد الكبير من الدول الغربية التي تتمتع ببرنامج “الإعفاء من تأشيرة الدخولvisa waiver ” مع الولايات المتحدة ،مثل أستراليا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، والمملكة المتحدة ، بالإضافة إلى التحديات التي يشكلها تتبع المقاتلين الأجانب من مختلف الدول الغربية نظرا لكثرة عددهم .
ولكن الخطر الأكثر إلحاحا يأتي من كون تنظيم “داعش” مصدر وحى للتهديدات المحلية من قبل أفراد ليس لديهم صلات مباشرة مع تنظيم “داعش”. وقد شهدت الولايات المتحدة في الثالث من مايو 2015 أول هجوم فعلي داخل أراضيها مستوحى من هذا النوع، حيث أطلق رجلان النار على المشاركين في مسابقة لرسم رسوم عن الرسول محمد في جارلاند بولاية تكساس، وقد أطلقت الشرطة عليهما النار.
و من الأمثلة الأخرى على ذلك اعتداء “أميدى كوليبالى” الفرنسى في يناير 2015 على شرطية فرنسية قتلها، ثم قتله في اليوم التالي أربعة أشخاص تزامنا مع الهجوم على صحيفة شارلي ابدو عن طريق سعيد وشريف كواتشي. وقال كوليبالي في شهادته أنه قام بتنسيق الهجوم مع الأخوين كواتشي و أعلن ولاءه لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في شريط فيديو، و لم يكن كوليبالي من المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا لكنه استوحى هجماته الإرهابية من الدعاية الإعلامية الداعشية. و في السادس من فبراير 2015 قام عمر عبد الحميد حسين البالغ من العمر 22 عاماً ،والذي ولد في الدنمارك، بإطلاق النار في كوبنهاغن ما أسفر عن مقتل شخصين .ووفقاً للحكومة الدنماركية لم يذهب الحسين إلى سوريا ولكنه أعلن ولاؤه لداعش في حسابه على الفيسبوك قبل شن الهجوم . ويبدو حتى الآن أن الهجوم الأخير الذي وقع في كاليفورنيا في ديسمبر 2015يقع ضمن هذا الإطار.
محفزات الذهاب إلي سوريا:-
هناك خليط من العوامل، بحسب الدراستين، التي ساهمت في تحفيز المقاتلين الأجانب في الغرب على الانضمام إلى ساحة الحرب في سوريا و العراق ، و يمكن إيجازها فى التالي:
قوة الدعاية الإعلامية “لداعش” : اعتمد التنظيم على تطبيق إستراتيجية دعائية ضخمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعية و شبكات الإنترنت ، كما بدأ منذ يوليو 2014 في نشر مجلة باللغة الانجليزية على الإنترنت “Dabiq” ، والتي تركز في مقالاتها على الأنشطة العسكرية للتنظيم و التأكيد على أن “داعش” دولة حقيقة تقدم خدمات اجتماعية و تهتم بالبنية التحتية ، و تصدر أيضا باللغة الروسية و الفرنسية و التركية . بالإضافة إلى ذلك نشر تنظيم داعش العديد من الكتب الاسترشادية ، مثل “دليل الهجرة Hijrah” الذي يمد المقاتلين المحتملين بمعلومات عن كيفية الوصول إلى تركيا و خداع مسئولي الجمارك لاستخراج التأشيرات و قائمة بحسابات توتير الخاصة بالمقاتلين المتواجدين فى سوريا. وهناك “دليل كيفية البقاء فى الغرب “ How to Survive in the West، الذي يقدم إرشادات ونصائح حول طريقة صنع القنابل المولوتوف و إخفاء الأسلحة في أماكن سرية في المركبات و كيفية التخلص من مراقبة الشرطة و ينصح القراء بمشاهدة سلسلة أفلام Jason Bourne . إلى جانب ذلك ينشر تنظيم داعش مجموعة متنوعة من أشرطة الفيديو الدعائية و التي غالبا ما تضم مقاتلين أجانب يتحدثون باللغة الإنجليزية لحث الآخرين على الانضمام إليهم في سوريا والعراق.
دوافع شخصية : أعلن المقاتلون عن دوافع مختلفة لانضمامهم للحرب في سوريا ، منها المعارضة للقمع الشديد الذى يمارسه نظام الأسد في سوريا ، و الدافع الديني و الاستجابة للدعوة للجهاد ، وإعلان دولة الخلافة التي لعبت دوراً كبيراً في تحفيز عدد كبير للانضمام ، والرغبة في أن يكونوا جزءاً من “مشروع كبير” و البحث عن المغامرة والإثارة من خلال المشاركة في معركة حقيقية، و أخيراً مشاعر الاغتراب و العزلة التي يعيشونها في المجتمعات الغربية.
ختاماً, أشار الباحثون إلى مجموعة من التوصيات من أجل تحجيم خطر المقاتلين الأجانب فى الغرب منها ، تجنيد العناصر المنشقة عن تنظيم داعش و الاستعانة بهم لسرد حقيقة التنظيم و مايحدث في أرض المعركة، و تضخيم الأصوات المعارضة للتنظيم مثل حملة “الرقة تُذبح فى صمتRaqqa is Being Slaughtered Silently ” التي تسلط الضوء على واقع محافظة الرقة و ما تعانيه من انتهاكات لحقوق الإنسان و نقص في الخبز و إنقطاع متواصل للكهرباء ، إلى جانب دعم نشاط المجاهدين السابقين ، مثل مبين شيخ الكندي الذي يتداخل مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الشباب الذين يتم استدراجهم من قبل “داعش” ، و دعم المبادرات الدعوية لرجال الدين مثل الإمام محمد ماجد من شمال ولاية فرجينيا الذي أقنع شخصياً عدداً من المسلمين الأميركيين أن ما يقوم به تنظيم “داعش” هو ضد الإسلام ، و الاستمرار بالضغط على منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر لحجب المواد التي يبثها داعش للتحريض على العنف، بالإضافة إلى مواصلة الحملات العسكرية ضد تنظيم داعش للقضاء عليه ككيان مادي ، حيث يرى الباحثون أن كل تلك الجهود من شأنها الحد من انجذاب الشباب الغربي إلى التنظيم.
الخلاصة:
بينما ركزت الدراستان على الأشخاص الذين انضموا أو حاولوا الانضمام إلى داعش على أرض المعركة في سوريا والعراق، تثبت التطورات الأخيرة أن قاعدة البحث سوف تمتد لتشمل المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة، والذين يعتنقون الفكر المتطرف، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أوباما أن خطر الإرهاب قد تطور إلى “مرحلة جديدة” ،وهو ما سيجعل الأمر أكثر صعوبة على الأجهزة الأمنية التي تحاول تحديد العناصر التي قد تتورط في أعمال إرهابية من هذا النوع، دون أن يكون هناك أية صلة بينها وبين التنظيمات المعروفة. وقد أشار المحللون إلى نمط جديد من الأعمال الإرهابية تقف وراؤه عوامل “شخصية” ، مثل مشاكل في العمل، أو عدم الاندماج مع المجتمع بشكل عام، تتضافر مع اعتناق فكر ديني متشدد يتصاعد إلى التطرف، في بيئة يسهل فيها بشكل عام الوصول إلى الأسلحة التي تيسر عمليات القتل الجماعي، والتي تنفرد بها الولايات المتحدة عن بقية المجتمعات بحسب وصف أوباما، نتيجة للقوانين الأمريكية التي تبيح امتلاك الأسلحة النارية بشكل متساهل.ورغم تحذير أوباما من استهداف المسلمين بشكل عام وتحميلهم كأقلية ودين المسئولية عن هذه الهجمات، فمن المنتظر أن يتصاعد التوتر والعداء للإسلام. كما من المتوقع أن تنتقل عدوى “إقامة الأسوار” ووضع قيود على حرية الحركة من أوروبا إلى الولايات المتحدة، حيث يعاد النظر فيمن يسمح لهم بدخول الأراضي الأمريكية بدون تأشيرة، حتى لو كانوا يحملون جنسيات غربية، كما سيتم وضع قيود عمن يسمح لهم بالحصول على الإقامة أو الجنسية، خاصة لو كانوا من دول إسلامية.
عن موقع المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية/ القاهرة
شارك رأيك