سيعود تمثال الزعيم الحبيب بورقيبة على حصانه الى موقعه القديم في شارع بورقيبة في وسط العاصمة بعد أكثر من 29 سنة من المنفى القسري في مدخل ضاحية حلق الوادي.
وقد ظن الرئيس السابق زين العابدين بن علي مثلما ما أوحى له بذلك بعض المتملقين من مستشاريه ومثلما وجد ذلك هوى في نفسه أنه سوف يتمكن من التخلص من ظل الأب المؤسس بابعاد تمثاله الى حلق الوادي أين نزل صباح ذات يوم في 1 جوان 1955 معلنا نصره على فرنسا وقد صنع التمثال في الأساس تخليدا لهذه الذكرى وأنجز في احدى دول أوروبا الشرقية الشيوعية سابقا.
ولم يكتف بن علي بنفي تمثال بورقيبة الى حلق الوادي بل أنه دفع بأجهزته الى ملاحقة اسمه وذكره أينما استطاع . في أسماء شوارعه وفي الأوراق المالية التي تحمل صورته وفي أرشيف الاذاعة والتلفزة أين تختبأ خطاباته وحتى في اسم الشارع الأكبر في العاصمة الذي أصبح يسممى في اللغة الخشبية الرسمية لنشرة الثامنة “الشارع الرئيسي” عوضا عن شارع بورقيبة.
وفات الرئيس الدكتاتور (كما فات بورقيبة نفسه الذي فعل بالمثل لأسماء عدد من زعماء الحركة الوطنية) أن التاريخ وحده والأفعال وحدها هي التي تصنع المجد.
وها أن الرئيس الباجي قايد السبسي مثلما ووعد بذلك يستعد لاعادة بورقيبة الى جيرة العلامة ابن خلدون الذي يحرس أبواب سفارة فرنسا …في آخر الشارع..
ومن المنتظر أن يعاد تمثال بورقيبة الى مكانه في الساحة المسماة حاليا ساحة 14 جانفي بينما من المنتظر أن تُحوّل الساعة التي اشتهرت بها المدينة الى ساحة باستور غير بعيد عن منتزه البلفيدير شمال العاصمة.
ع.ع.م.
شارك رأيك