بسبب مثال للتهيئة يقيم طريقا سيارة في منتزه البلفيدير تستعد بلدية تونس لتنفيذه تسعى الجمعيات البيئية بكل قواها للتعبئة الجماهيرية والمواطنية ضد “مشروع يهدد رئة تونس الأخيرة” .
وقد أرسل رئيس جمعية أحباء البلفيدير الناشطة في المجال البيئي والمهتمة بأكبر حديقة في العاصمة ، والتي تكونت سنة 1989 كرد حينها على نفس المشروع البلدي ، رسالة الى رئيس البلدية الخصوصية يرفض فيها البرنامج البلدي لطريق سيارة ويذكر بأهمية الحديقة بيئيا واجتماعيا وثقافيا ويدعو البلدية الى العدول عن فكرتها . وقد كتب بوبكر حومان رئيس الجمعية يقول :
( لقد لا حظنا بكل حيرة واستغراب عند اطّلاعنا على مشروع مراجعة مثال التهيئة لمدينة تونس المعروض للاطلاع والاستقصاء العمومي انه تمّ الاحتفاظ على مسار الطّريق السّريعة التي تخترق فضاء حديقة البلفدير علما وأن هذا المشروع (X4)الذي تمّ إقراره ضمن مثال التّهيئة لمدينة تونس سنة 1989 اثارانذاك امتعاض ومعارضة المجتمع المدني الذي جابهه بكل مسؤولية بتكوين جمعية احبّاء البلفدير.
وبعد مرور حقبة زمنية تزيد على ربع قرن نجد أنفسنا في المربّع الأوّل مع مشروع الطريق السريعة وذلك دون الأخذ بالإعتبار لخصوصية هذا المنتزه ولتراثه النباتي والعمراني ولتأثيرات السّلبية على توازنه البيئي والاجتماعي المرتيط بالمواطنين الأجوار وروّاد الحديقة..
إنّ جمعية أحبّاء البلفدير، كممثل عن المجتمع المدني، تعارض بشدّة هذا المشروع الذي يتناقض مع مساعينا وشراكتنا في حماية البلفدير وتصنيفه كموقع ثقافي حيث انّه حضي على موافقة اللجنة الوطنية للتراث – يوم 28 ديسمبر 2015- لتحديد محيطه، ومن هذا المنطلق سنسعى بكل جهدنا على إلغاء هذا المشروع الذي يهدد في كل لحظة كيان الحديقة و ما فتىء منذ ما يزيد عن 26سنة مسلطا على الحديقة كسيف دموقليس).
ويذكر الناشطون في جمعية أحباء البلفيدير أن الحديقة التي صممها المهندس الفرنسي جوزيف لافوركاد سنة 1892 تشكل جانبا مهما من التراث الوطني وأنها تأوي أشجارا معمرة يفوق عمرها المائة سنة كما أن المشروع سيمس المقهى التاريخي والباب الرئيسي والبحيرة الاصطناعية في باب الحديقة ..
وتنوي الجمعية القيام بسلسلة من الاحتجاجات تحت شعار : (كلنا للبلفيدير ..البلفيدير لنا كلنا) تزامنا مع عطلة الربيع التي يزيد فيها الاقبال على الحديقة بشكل كثيف.
م.ع.
شارك رأيك