الطاهر بن عمار على يسار الصورة مع بورقيبة والأمين باي
اتهم الشاذلي بن عمّار نجل الطاهر بن عمار رئيس الحكومة التونسية عامي 1954 و1955 الزعيم بورقيبة بالغدر بوالده .
وقد عاش الطاهر بن عمار بين 1889 و1985 وشارك في تحرير البلاد من الاحتلال وهو الذي أمضى وثيقة الاستقلال بحكم توليه منصب الوزير الأكبر للباي محمد الأمين باي آخر البايات الحسينيين..
وقد خصّص رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم الأحد الفارط خلال الاحتفال بـالذكرى ستين للاستقلال جانبا من كلمـته للحديث عن دور الطاهر بن عمار في الاستقلال واعتبر السبسي أنّه تعرض لمظلمة خلال تلك القترة.
وتطرق الشاذلي بن عماّر في حوار معه اليوم في اذاعة أكسبرس أف أم الى فترة ما قبل الاستقلال، حيث أشار إلى أنّ والده هو من ترأس الوفد المفاوض مع الحكومة الفرنسية للحصول على الاستقلال الداخلي في أفريل 1955 والاستقلال التام سنة 1956 حينما كان بورقيبة مبعدا وقتها بسبب رفض السلطات الفرنسية التفاوض معه لأنه كان مندفعا وغير ديبلوماسي في تعامله مع الفرنسيين، بحسب تقدير الشاذلي بن عمّار والذي قدّم وثائق ومقالات صحفية ورسائل تثبت صحّة كلامه الذي تطرّق إليه أيضا في كتابه الذي نشره العام الماضي.
وأوضح أنّ مفاوضات الاستقلال كانت شاقة وطويلة مع المستعمر الفرنسي بين سنوات 1954 و1956 واستمرت لأشهر طويلة.
وحسب الشاذلي بن عماّر، فإن تعيين والده بمنصب رئيس الحكومة سنة 1954 كان حوله إجماع وطني كبير بين مختلف الحساسيات السياسية بالإضافة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل.
واتّهم نجل الطاهر بن عمار بورقيبة بإدخال والده السجن عقب ترأسه للجمهورية وذلك للانفراد بالسلطة وإقصاء جميع المناضلين ونسب الاستقلال لنفسه فقط، حسب رأيه.
وطالب بن عمار بإعادة كتابة التاريخ من جديد وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، خاصة أنّ والده تم تغييبه من المناهج الدراسية ومن وسائل الإعلام والتاريخ المعاصر والحركة الوطنية كما قال إنّ بورقيبة قام بتعذيب والده ووالدته.
وأوضح الشاذلي بن عمار أنّ والده الذي وقّع على وثيقة الاستقلال ساند ودعم بورقيبة لخلافته وسلّم له السلطة ووثق به في قيادة البلاد بعد تحقيق الاستقلال، غير أنّ بورقيبة لم يكن في المستوى وعمل طيلة فترة حكمه على التعتيم على بقية المناضلين الذين كان لهم دور كبير في تحرير تونس ومن بينهم والده الذي قاد المفاوضات مع السلطات الفرنسية، حسب تقديره.
وفي سياق متّصل، أوضح الشاذلي بن عمّار في كتابه الذي نشره أنّ بورقيبة هو من اتّخذ القرار باغتيال صالح بن يوسف، قائلا إنّ والده هو من ساعد بن يوسف على الهرب خارج البلاد.
ع.ع.م.
شارك رأيك