يتطور المشهد في طرابلس بسرعة منذ حلول أعضاء المجلس الرئاسي ورئيسه فايز السراج الاربعاء في القاعدة البحرية. وبعد نوع من التوتر الخميس تسير الأمور نحو انفراج أكبر..
فقد دعا المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته (وغير المعترف به دوليا) ، مساء أمس، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، للحوار والعمل على توسيع دائرة التوافق حول بعض القضايا الخلافية، خصوصا منها ما أشار إليه المفتي الصادق الغرياني في تصريح الاربعاء كان محل نقد ما عدا من قبل الفصائل القريبة من ميليشيات ومجموعات ما يسمى بفجر ليبيا ذات التوجه الإخواني المعروف.
وأشار المؤتمر الوطني، في بيان نشر على صفحته الرسمية، “إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، لم يحظ بالقبول والتوافق النهائي بعد، وأن عليه أن يسلك طريقا يحظى فيه بالقبول ويكسب الشرعية وألا ينتهج منهج الانقلاب والعنف”.
وقال المؤتمر الوطني إنه إذا ما أدعى المجلس الرئاسي، تلك السلطة أو قام بالاعتداء على مؤسسات الدولة، أو المس بسير العمل فيها، فإنه يعد منقلبا على الشرعية والإعلان الدستوري، مؤكدا أنه يدعم الحوار الذي تقوده الأمم المتحدة بين الليبيين.
وأدان المؤتمر الوطني المواجهات المسلحة التي شهدتها مناطق متفرّقة من العاصمة طرابلس، والاعتداء على المعتصمين في ميدان الشهداء، كما أدان اقتحام مقر قناة النبأ، وطرد طاقم عملها ودعا الجميع إلى ضبط النفس وتجنّب إراقة الدماء، محذّرا مما أسماه بالاصطفاف المسلح الذي سيجر البلاد إلى الانفلات والحرب الأهلية، وإلى فوضى يصعب معالجتها.
ومن جهته تراجع رئيس حكومة «الانقاذ الوطني» خليفة الغويل عن لهجته العدائية والعنيفة التي اتخذها في أول الأزمة ضد المجلس الرئاسي وأوضح في بيان صدر مساء أمس أن اعتراضه على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني «سيكون بالطرق السلمية والقانونية ودون استخدام القوة أو التحريض على القتال والصراع بين أبناء الوطن الواحد».
وكان الغويل هدد في منتصف مارس الجاري رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من القدوم إلى طرابلس قائلاً: «إن هذه الخطوة غير قانونية»، مشيرًا إلى إمكانية إلقاء «القبض على أعضائها»، وقال في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس مساء الاربعاء: «إن دخول المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس غير شرعي ولن نخرج من العاصمة طرابلس حتى نطمئن على الثورة» ووصف الغويل حكومة الوفاق بـ«الحكومة المتسللة غير الشرعية» ودعا «الثوار في كل ليبيا إلى التصدي» لها.
واللافت أن عددا من نشطاء المجتمع المدني والمواطنين بالعاصمة طرابلس المجتمعين تحت اسم “حراك العاصمة” خرجوا مساء الخميس ، في مظاهرة تأييد لحكومة الوفاق الوطني، الذي وصل مجلسها الرئاسي يوم امس الى العاصمة طرابلس. وتعتبر هذه المظاهرة التي تم تنظيمها بساحة ميدان الشهداء، هي اول تظاهرة مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني منذ اعلان تشكيلها وانتقالها الى العاصمة، في محاولة لتثبيت سلطتها.
ونادى المشاركون في هذه المظاهرة برحيل حكومة الغويل، التي تسيطر على العاصمة طرابلس، رافعين اعلاما بيضاء واعلاما ليبية، وراية كتب عليها “في كف الوطن تتحدى كل انواع الفتن”.
ع.ع.م.
شارك رأيك