ارتحل عنا الشاعر التونسي الكبير محمد الصغير أولاد أحمد اليوم عن عمر يناهز 61 عاما وبعد معاناة مع المرض ..
وقد حاول أولاد أحمد مغالبة المرض الخبيث بما استطاع من قوة وايمان بالمحبة والبلاد والعباد ..ولكن المرض غالبه أيضا وقد عاد الى المستشفى العسكري منذ شهر تقريبا ..
محمد الصغير اولاد احمد خلف ولدا وبنت ، ناظم وكلمات ..وقد سمى ابنه على اسم الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت وخلف بنته التي سندعوها دائما …كلمات أولاد أحمد..
محمد الصغير أولاد أحمد ولد يوم 4 أفريل 1955 في سيدي بوزيد ،عاش في بيئة فقيرة وقاسية في فترة خروج الاستعمار الفرنسي وبداية بناء الدولة التونسية.
بدأ تعليمه في كتّاب القرية، فتعلم القراءة، وحفظ القرآن ثمّ دخل المدرسة الابتدائية بمنطقة النوايل في سيدي بوزيد ومنها حصل على شهادة التعليم الابتدائي عام 1968. ولم تكن هناك في تلك الفترة مدرسة ثانوية في مدينة سيدي بوزيد فانتقل إلى ولاية قفصة لمواصلة تعليمه الثانوي. وانتقل إلى العاصمة التونسية حيث واصل دراسته بالمدرسة العليا لأطر الشباب بمنطقة بئر الباي بين 1975 و1977 وحصل على شهادة منشط شباب. في عام 1978 عاد إلى سيدي بوزيد وحصل على شهادة البكالوريا، وسافر إلى فرنسا حيث درس علم النفس في جامعة رانس.
كتب محمد الصغير الكثير من الأشعار وأصدر عددا من الدواوين مثل ديوان نشيد الأيام الستة وجنوب الماء وغيرها واشتهرت قصائده لدى الجميع ومنها خاصة رائعته “نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد ” وهذا نصها..
نحبّ البلاد
نحبُّ البلادَ…
كما لا يحبُّ البلادَ أحدْ
صباحًا مساءً
وقبل الصّباحِ
وبعد المساءِ
ويوم الأحدْ
ولو قتّلونا
كما قتّلونا
ولو شرّدونا
كما شرّدونا
لعُدنا غزاة لهذا البلدْ
وعادَ إلى أرضنا الشجرُ
وعادَ إلى ليلنا القمرُ
وصاحَ الشهيدُ:
سلامٌ
سلامٌ
على من صمدْ
نحبُّ البلادَ
لكي لا يحبَّ البلادَ أحدْ
ولو قتَّلونا
ولو شرَّدونا
لعُدنا غزاةً… لنفسِ البلدْ
(كتبت في تونس 4-4-88)
ومن آخر ما كتب محمد الصغير أولاد أحمد هذه الكلمات الحارقة في تدوينة على صفحته في الفايسبوك بعد ظهر أمس :
ع.ع.م.
مقالات متصلة:
شارك رأيك