ألقى رئيس الحكومة الحبيب الصيد صباح اليوم محاضرة بالقاعدة العسكريّة ببرطال حيدر موضوعها “الاستراتيجية الوطنية لمقاومة الإرهاب والتهريب”.
وتأتي هذه المحاضرة في اطار الدورة الوطنية الثالثة والثلاثين لمعهد الدفاع الوطني، والتي انطلقت في اكتوبر 2015 وتنتهي في جويلية 2016.
وأشار رئيس الحكومة إلى أنّ الإرهاب ومقاومة التّهريب من أهم الإشكاليات المطروحة على الحكومة، بالنظر إلى خطورة الإرهاب على الإقتصاد عموما وعلى القطاع السياحي بالخصوص، من ذلك النتائج السلبيّة التي خلفتها العمليات الارهابية التي طالت عددا من الأماكن في تونس وباردو وسوسة وبن قردان، مضيفا أنّ التهريب لا يقلّ خطورة عن الإرهاب باعتباره أنّ 50 بالمائة من الاقتصاد يمر عبر التّهريب.
وكشف الحبيب الصيد عن ارتباط كلي بين الظاهرتين وأنّ الإرهاب مموّل في قسط كبير منه من التّهريب، إلى جانب الدّور الكبير للمهرّبين في تنقل الارهابيين خاصة عبر المسالك الصعبة التي لا يعرفها غير المهربين، لافتا إلى عمليّات إرهابيّة عديدة قام بها إرهابيّون هم في الأصل مهرّبون على غرار قائد عمليّة بن قردان الأخيرة.
وأكّد الحبيب الصّيد أنّ من مكوّنات الإستراتيجية الوطنية لمقاومة التهريب والارهاب تتمثل في تدعيم قوات الجيش والأمن الداخلي والدّيوانة بامكانيات اضافيّة هامة، لافتا إلى أنّه تمّ تخصيص ميزانية اضافية بـ 90 مليون لفائدة دعم الديوانة واصلاح هياكلها و550 مليون دينار لمقاومة الارهاب منها 380 مليون دينار لدعم القوات المسلحة بأصنافها جيش وأمن و170 مليون دينار اضافية لقطاعات اخرى خصّصت للوقاية من الارهاب، منها 20 مليون دينار لوزارة العدل، بالتحديد لفائدة القطب القضائي، وذلك من أجل تفادي نقص الامكانيات المادية والبشرية للقيام بعمله في أحسن الظروف والفصل في القضايا في أسرع الآجال.
وذكر رئيس الحكومة أنّه تم إفراد وزارة الثقافة بما قيمته 15 مليون دينار بالنظر إلى دورها الهامّ والحيوي في الوقاية من الإرهاب والتوقّي منه وذلك عبر التثقيف والتوعية، مشيرا إلى أنّه في السياق نفسه تمّ تخصيص 7 مليون دينار لوزارة الشباب والرياضة بهدف إنجاز برامج للتوعية والتثقيف موجّهة للشباب، و20 مليون دينار لوازرة التربية لإنجاز برامج خصوصية على مستوى المؤسسات التربوية تتعلّق أساسا ببرامج التحسيس والتوعية.
وقال السيّد الحبيب الصيد أنّه تمّ للغرض تخصيص 24 مليون دينار لفائدة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإنجاز الدراسات والبحوث، كما تمّ تخصيص ما قدره 23 مليون دينار لوزارة الشؤون الدينية قصد نشر الثقافة والوعي الديني السليم الذي يمر عبر الجوامع، اضافة إلى إنجاز برنامج خصوصي لنشر قيم الاعتدال الديني والتسامح.
وأشار رئيس الحكومة إلى أنّ 20 مليون دينار أفردت لوزارة المرأة والطفولة لا سيما بعد اكتشاف وجود العنصر النسائي في العمليّات الإرهابيّة، وذلك لتأطير الأم والإحاطة بالاسرة بالنظر إلى جسامة دور الأمّهات في التوقيّ من خطر الإرهاب وفي عمليّة توجيه الأبناء وأثرها في العائلة، مضيفا أنّه تمّ تخصيص 35 مليون دينار لوزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي لإنجاز برامج تنموية خاصة بالمناطق الحدودية، و6 مليون دينار لوزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي لاقتناء التكنولوجيات اللازمة للمساهمة في مجابهة ظاهرة الإرهاب.
وبالنسبة لظاهرة التهريب، أبرز السيّد الحبيب الصيد أنّ معالجتها تمرّ عبر نوعين من الحلول، يتمثّل الأوّل في احداث مناطق حرة للتبادل التجاري تمكن من تحويل المهربين الى مساهمين اساسيين في الحركيّة الإقتصاديّة عن طريق احداث وايجاد مناطق قارة بها، مؤكّدا أنّه تقرّر في هذا الإطار احداث منطقة حرة بالشوشة ببن قردان تدخل حيّز النشاط في 2017 ، وأنّها حاليّا في طور الدراسة بكلفة تناهز 120 مليون دينار للشروع في تنفيذها، وذلك الى جانب اعداد وزارة التّجارة واقرارها لبعث 14 منطقة حرة أخرى على الحدود التونسية الجزائرية وسيتم إنجازها بالتوازي مع منطقة الشوشة، والتي ستشمل بعضها مناطق “ساقية سيدي يوسف” بالكاف و”تلابت” بولاية القصرين.
وأوضح رئيس الحكومة أنّ الحلّ الثاني يتمثّل توفير مواطن شغل اضافيّة وإنجاز برامج خصوصية تشمل عددا من الجهات والقطاعات وخلق مواطن رزق بها باعتبار أنّ الوظيفة العموميّة لم تعد تستوعب اعدادا اضافية، لافتا إلى أنّ ما تم اقراره من انتدابات بالجيش الوطني سيمكّن من امتصاص عدد هام من العاطلين عن العمل وطالبي الشغل من كافّة المستويات والإختصاصات وإدماجهم بالمؤسّسة العسكرية.
ع.ع.م. (بلاغ)
شارك رأيك