استعرض خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية رفقة نظيره الصيني وانغ يي أمس سير العلاقات الثنائية و مجالات التعاون بين البلدين.و ذكر الضيف الصيني -الذي يؤدي زيارة عمل الى تونس تستغرق يومين- ان زيارته هذه الاولى الى بلادنا يريدها ام تكون رسالة الى العالم تعرب من خلالها الصين عن مساندتها لتونس في انتقالها الديمقراطي و مواكبة الاوضاع الجديدة بها مؤكدا ان بلاده لا يمكنها الا ان تحترم اختيارات الشعب التونسي في تحديد المنهج التنموي الذي يراه مناسبا لظروفه الوطنية.
و قال في هذا السياق” لقد توصلنا الى توافقات كثيرة كفيلة بدعم التعاون الثنائي في مجالات عديدة مثل البنية التحتية و الصحة و السياحة و التعليم مؤكدين استعدادنا الكامل لمساعدة تونس على رفع التحديات التي تواجهها ولا سيما مكافحة الارهاب”.
وبخصوص الاوضاع الراهنة في العالم اوضح الضيف الصيني ان بلاده تسعى دوما الى ايجاد الحل السياسي لكل القضايا الساخنة التي تهز العالم اليوم.
و من جهته وصف خميس الجهيناوي هذه الزيارة بانها مهمة جدا و انها تندرج في اطار دعم الجهود التي تبذلها تونس لمجابهة التحديات التنموية و تحديات الارهاب مؤكدا ان هذه الزيارة مكنت من التوقيع على اتفاق مالي اضافي تمنح بمقتضاه الصين لتونس مبلغا ب31 مليون دينارلتمويل المستشفى الذي سينجز في صفاقس اضافة الى ما تقدمه الصين من دعم لانجاز العديد من مشاريع الصحة الاولية بالجهات الداخلية.
و معلوم ان وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي كان قد تراس الوفد التونسي في اشغال الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي احتضنته الدوحة ( قطر ) يومي 11 و 12 ماي الجاري.
و اشار الوزير في كلمة القاها بالمناسبة الى مبادرة الرئيس الصيني المتعلقة باعادة بناء “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”و “طريق الحريرالبحري في القرن الواحد و العشرين” مبرزا ما تمثله هذه المبادرة من دلالات تاريخية و رمزية حضارية تؤكد عمق العلاقات العربية الصينية.
و دعا الوزير في هذا السياق الى تضافر جهود الجانبين العربي و الصيني من اجل التدفق السياحي و برامج التبادل الثقافي و التربوي و العلمي بين الطرفين.
و جدد حرص تونس على تسريع الاجراءات المتعلقة بانشاء المركز العربي الصيني في قطاع التكوين في السياحة و الفندقة بتونس.
و للتذكير فان الميزان التجاري التونسي مع الصين سلبي اذ الفرق شاسع بين الواردات و الصادرات ففي حين انخفضت الصادرات التونسية نحو الصين من 67,5 مليون دينار سنة 2010 الى 55,5 مليون دينار سنة 2015 فان حجم الواردات من الصين ارتفعت من 1924,8 مليون دينار الى 3318 مليون دينار سنة 2015 وهو ما جعل من الصين الشريك الثالث لتونس بعد فرنسا و ايطاليا.
اما عن مستوى الشراكة و الاستثمار بين البلدين فانه مازال محدودا اذ لا يتعدى حجم الاستثمارات الصينية في تونس 12,9 مليون دينار توفرها عشرة (10 ) مؤسسات لا تشغل اكثر من 538 شخص.
وجدي مساعد
شارك رأيك