إستقبل الرئيس الباجي قايد السبسي اليوم بقصر قرطاج تباعًا كل من محمد الفاضل خليل، عبد الكريم الزبيدي وعبد الرحيم الزواري .
وكان الرئيس قد استقبل صباح اليوم أيضا رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وكذلك رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار . وتأتي هذه اللقاءات في إطار المشاورات حول مبادرة تكوين حكومة الوحدة الوطنيّة.د
ومن المنتظر أن يجري الرئيس الباجي قايد السبسي لقاءات أخرى غدا الاربعاء مع كل من أحزاب رباعي الائتلاف الحاكم وكذلك كل من حزب المبادرة وحركة الشعب وحزب المسار وحركة مشروع تونس هذا اضافة الى لقاءات جديدة منتظرة غدا مع حسين العباسي ووداد بوشماوي عن منظمتي الأعراف والعمال.
وتأتي هذه اللقاءات لمحاولة انقاذ مبادرة حكومة الوحدة الوطنية التي اقترحها رئيس الجمهورية والتي تثير العديد من الأسئلة حول امكانية انجاحها وخاصة حول امكانية اقالة الحبيب الصيد والشخصية التي ستعوضه .
ومع تقدم النقاشات تظهر شيئا فشيئا الخلافات العميقة التي تثيرها المبادرة..فرئاسة الجمهورية لم تحسم أمرها في الحبيب الصيد ونداء تونس يناصبه العداء جهارا الى درجة أن حافظ قائد السبسي المدير الحقيقي حاليا لما تبقى من النداء أقدم على عقد اجتماع “سري” مع راشد الغنوشي ليحاول اقناعه بترشيح سليم شاكر لرئاسة الحكومة وهذا ما أثار حفيظة قائد السبسي الأب ..
أما النهضة فقد اغتنمت الفرصة التي أتاحها لها مرة أخرى ساكن قرطاج لتطالب علنا بتوسيع مشاركتها في الحكومة بما يليق “بوزنها” في المجلس النيابي…وحتى بأن تكون لها كلمتها في اختيار رئيس الحكومة المقبل.
كل هذا اضافة الى موقف الحبيب الصيد الذي يبدو متماسكا في موقعه ملفتا الى أنه لن يستقيل وأن اقالة الحكومة تضبطها أحكام الدستور..
وهكذا نرى كيف تتخبط الرئاسة ومن حولها من “اللاهثين ” في متاهات المبادرة الرئاسية التي يجمع الملاحظون أنها جاءت في توقيت غير موات تماما سياسيا واقتصاديا من جهة ضعف وتمزق حركة نداء تونس ومن جهة تردي الوضع الاقتصادي وتهاوي الدينار التونسي وضعف مؤشر النمو في السداسية الأولى . ولا شك أن شركاء تونس في الخارج وفي المنظمات الدولية يتابعون بقلق مثل هذه الاضطرابات في الاداء السياسي التي لا تبشر بانفراج واضح في الافق.
ع.ع.م.
شارك رأيك