استنكر المجتمعون من حفظة القرآن بولاية القيروان، مساء اليوم الإربعاء، في “بيان القيروان ليلة نزول القرآن”كل المحاولات التي ترمي إلى ربط الإسلام بالترويع والتخويف والإرهاب الإجرامي معلنين رفضهم كلّ الصّور النّمطيّة التي تستهدف تشويه سمعة هذا الدين الحنيف.
وأدانوا الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره مهما كانت بواعثه وأسبابه، ويعتبرونه تهديدا خطيرا للإنسانيّة وللأمن والسلم الدولي، بحسب بلاغ وزارة الشؤون الشؤون الدينية.
وأكد المُجتمعون من حفظة القرآن ومحبّيه في رحاب جامع عقبة ابن نافع بالقيروان بإشراف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، وبرعاية وحضور الحبيب الصيد رئيس الحكومة للعالَم أنّ كتاب الله المجيد هو كتاب هداية ورسالة سلام وأمان وتسامح واعتدال، وهو قادر بمضامينه ومبادئه وقيَمه على تحصين الأجيال القادمة ضدّ كل أشكال الانحراف والتطرف.
كما شددوا على أنّ الإنسانية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى اجتثاث أسباب الصراع، ودواعي الفتن، وإلى مواجهة التطرّف العنيف الذي لا يهدد المسلمين فحسب بل يُهدّد البشريّة جمعاء بإحلال منطق القوة بَدَلَ قوة المنطق.
واعتبروا أنّ من يقرأ ويحفظ القرآن ويتدبّر معانيه لا يُمكن أن يكون عنيفا ولا لعّانا ولا متنطّعا، وأنّ حافظ القرآن هو راقي السلوك، وسليم الوجدان ونظيف الفكر، وفق بلاغ وزارة الشؤون الدينية.
وأكد المجتعمون على ضرورة تظافر الجهود الخيّرة والعزائم الصادقة للقضاء على هذه الظاهرة واجتثاث جذورها وأسبابها، وعلى نشر قيم الإسلام السمحة الرامية الى تحقيق السلام والوئام والضامنة للوفاق وللتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.
وأهابوا بالقادة وبأهل الفكر والسياسة وبعلماء الدين والمثقفين، أن يعملوا على إشاعة ثقافة السّلم وعلى نشر قيم الحوار التي تُفضي إلى التلاقي وتفتح سبل التعاون والتضامن.
ودعوا مختلف مؤسّسات الإعلام ووسائل الاتّصال العربية والإسلاميّة والعالمية إلى التعريف بالصورة المشرقة للإسلام الحنيف، والى مزيد العمل على إبراز قيم الوسطية والاعتدال والسماحة لتجنيب المسلمين والإنسان في كل مكان دواعي الانفعال والتشنّج وأسباب الصدام العقائدي والفكري والعرقي.
إنّ تونس الزيتونة والقيروان، وهي تحتفي بالقرآن لتستحضر في نخوة واعتزاز جهود المُصلحين عبر تاريخها الطويل في تجذير قيم التسامح والسلام ونشر مبادئ التعاون والوئام واستلهام مختلف هذه المعاني من كلام رب العالمين في القرآن الكريم، الذي هو رسالة سلام ومحبّة وأمان، والضّامن لتحصين المجتمع من كل أشكال التحجّر والفهم العقيم للإسلام، الدين الذي ينشُد الحياة ويحثّ على إعمار الأرض وعدم الإفساد فيها.
وورد بذات البيان أنّ تونس تقول لمواطني العالم ما قاله الله تبارك وتعالى في محكم كتابه.
بلاغ
شارك رأيك