تراجع عدد الطلبة بجامعة قابس خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ وتقلص العدد خلال العام الجاري (2016)، وفق بعض المتابعين لهذه الجامعة، إلى حوالي 15 ألف طالب وطالبة، بعد أن كان بلغ خلال السنوات القليلة الماضية، ما يناهز 23 ألفا .
وقد كان لتراجع عدد الطلبة بجهة قابس حسب ما نشرته اليوم وكالة تونس إفريقيا للأنباء، انعكاس سلبي على العديد من المشاريع التي تم بعثها في مجال السكن الجامعي الخاص، إذ تشير بعض المصادر المسؤولة في قطاع الخدمات الجامعية، إلى أن الجهة شهدت غلق حوالي 10 مبيتات جامعية كانت تربطها عقود مناولة مع ديوان الخدمات الجامعية، فيما بقي مصير عدد من المشاريع التي هي في طور الإنجاز، مجهولا خاصة وأن مبيتات أخرى مرشحة بدورها لغلق أبوابها .
وقد ارتكز الإستثمار في قطاع المبيتات الجامعية بقابس على إحصائيات من مصادر مسؤولة، تشير إلى تطور عدد الطلبة بالجهة وإمكانية وصوله إلى حدود 30 ألف طالب وطالبة و هو ما حدا بوزارة الإشراف منذ سنوات، إلى تهيئة أرض بمنطقة بوشمة كانت ستقام فيها مدينة جامعية وهو مشروع لم ير النور، رغم الإعتمادات التي تم صرفها في أشغال التهيئة.
وينظر إلى قطاع التعليم العالي بجهة قابس، على كونه يمثل قاطرة للتنمية بالجهة ومجالا هاما للإستثمار. وفي هذا السياق ساهم تطور هذا القطاع في السنوات الفارطة في إحداث ديناميكية كبيرة بمدينة قابس، حيث استثمر الكثير من المواطنين في الخدمات التي يحتاجها الطلبة. وساعد هذا القطاع على التخفيف من أزمة البطالة الخانقة التي تعيشها الجهة، بما وفره من مجالات للمبادرة والإنتصاب للحساب الخاص
ولا يخفي العديد من نشطاء المجتمع المدني بقابس، تخوفاتهم من أن يتسبب تراجع عدد الطلبة بالجهة، في إشكاليات عديدة للمواطنين الذين استثمروا في هذا القطاع، فضلا عن مزيد استفحال أزمة البطالة التي فاقت نسبتها 24 بالمائة، بعد أن قارب عدد العاطلين عن العمل 28 ألفا منهم حوالي 9 آلاف من حاملي الشهائد العليا .
ويأمل المجتمع المدني بقابس في أن يتم التفكير بجدية في تطوير القطب الجامعي بقابس وإدراج اختصاصات جديدة تنسجم ومتطلبات سوق الشغل، خاصة وأن الجهة تتميز بموقع استراتيجي هام جعل منها بوابة للجنوب الشرقي وللمناطق الصحراوية.
شارك رأيك