أشرف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي على إجتماع حول حكومة الوحدة الوطنية، صباح اليوم في قصر قرطاج بحضور المنظمات والأحزاب المشاركة في المشاورات.
وقد حضر اجتماع اليوم كل من الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، رئيس الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري و المسؤولون عن أحزاب حركة نداء تونس، حركة النهضة، الاتحاد الوطني الحر، آفاق تونس، حركة مشروع تونس، حركة الشعب، حزب المبادرة الوطنية الدستورية، الحزب الجمهوري وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي.
ويبدو أنه وقع الاتفاق على أن تجتمع لجنة الخبراء التي ستنظرفي كل المقترحات المقدمة من كل المشاركين على أن تستأنف المحادثات الاسبوع المقبل . وقد صرح راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة أن الحسم النهائي في المبادرة سيكون يوم 25 جويلية القادم.
وتفيد عديد الملاحظات أن المبادرة التي أطلقها الباجي قائد السبسي والتي كان الهدف غير المعلن منها ابعاد الحبيب الصيد بعد تعكر علاقته بنجل الرئيس اثر آخر تحوير وزاري قد بدأت تترنح ..وأنها قد تنتهي بما لم يكن يتوقع الساعون فيها..
فقد لوحظ في الآونة الأخيرة عودة قوية لسينارية بقاء الحبيب تالصيد على رأس الحكومة واحداث تغييرات فيها وفي برنامجها.وفي هذاالخصوص صرح راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة لصحيفة الشروق الجزائرية أمس ان حزبه لم يرفع يده عن الحبيب الصيد و أنهم متمسكون به نافيا أن يكون السبسي يهدف من خلال مبادرته التي دعا إليها مؤخرا التخلص من رئيس الحكومة الحالي حبيب الصيد بل إن الهدف كان دعوة لمشاورات حول الحكومة و برنامج عملها و ليس شخصية رئيس الحكومة ..
ولم تأت هذه الملاحظة من الغنوشي فقط فها أن أربعة من كبار قياديي النداء وهم رضا بلحاج وفوزي معاوية وخميس قسيلة وبوجمعة الرميلي يصدرون بيان مطولا ينتقدون فيه التخلي عن الصيد محذرين من : ” إصرار بعضهم على التنصل من تحمّل مسؤولياتهم وتقديم كبش فداء والتعنت لمواصلة السير في طريق لا محالة مسدودة من شأنها أن تعرّض إدارة البلاد إلى ارباك والى شلل مع خطر تحول الأزمة إلى أزمة حكم مستعصيه”.
وكان محسن مرزوق منسق حركة مشروع تونس من الأوائل الذين ناصروا الحبيب الصيد وقد كتب في هذا الغرض في صفحته على فيسبوك قائلا :” “إنما يجب تغييره هو المنهجية والفاعلية التنفيذية لبرنامج تتحدد أولوياته وترابطات عناصره بوضوح في إطار مجهود تواصلي وبيداغوجي واضح”.
وأضاف: “لقد أخطأ من وثب على المبادرة، ليحولها مناسبة لتغيير رئيس الحكومة، أو بعض وزرائه”. مشيرا “لم يكن هذا ما قاله رئيس الدولة حين أعلن مبادرته وليس هذا ما سينقذ وضعنا الصعب. فالمتحمسون لإعادة بناء حكومة تقوم على محاصصة قديمة بوجوه جديدة يعيدون إنتاج نفس آثام الماضي”.
وقد لاحظ المتابعون في هذا الصدد قيام محسن مرزوق صباح أمس بلقاء الحبيب الصيد في القصبة قبل أن يتوجه لقرطاج أين التقي بالرئيس قائد السبسي وكل ذلك في ظل تكتم كبير عن فحوى المحادثتين التي من الواضح أنها على علاقة بمباحثات مبادرة الحكومة الوطنية .
ع.ع.م.
شارك رأيك