قدمت مساء أمس بمسرح الهواء الطلق بالحمامات مسرحية الصابرات للمخرج والمسرحي حمّادي الوهايبي من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان.
عمل مسرحي مغامر، تدخل بنا إلى الهامش الإجتماعي. تعالج المسرحية في مستوى الخرافة وضعية مجموعة من النسوة البغايا اللواتي يعملن في دور الخناء الرسمية التابعة للدولة، إذ انّهن يدفعن الضرائب للقباضة المالية مثلهن مثل بائع الملابس المستعملة. وفي بداية الثورة طالهن النّهب والعبث والتشريد.
هجم جمع من الناس بقيادة الملتحين المتشددين دينيا وأخرجوا النساء تحت وابل من الشتائم والضرب والإهانة والتّشفي. وخرجن دون وجهة محددة. بلا مأوى ولا سند ولا عائل ولا حامي لهنّ سوى خميّس الذّي ولد في الماخور بلا أب وهو ابن “العرفة”، الذي يحاول هو بدوره استغلالهن والثورة على وضعه وتفجير مخزون الحقد الذّي يحمله جرّاء واقع لم يختره.
صراع بين النسوة الهاربات وصراع داخلي تعيشه كل واحدة منهن وهي تشق لها عبر مساحات احلامها طرق الخلاص والنجاة، لكن دون جدوى. بين انغلاق أفق الواقع الذّي جلببه “الدّواعش” وأذرع المتأسلمين في السلطة وفي الشارع تبخّرت احلامهن في الخروج من مأزق الرفض الاجتماعي.
فالمقاربة التي تناولت بها المسرحية لوضعية المومسات في تونس ارتكزت على نقل الواقع ونبّهت إلى أنّ هذه الفئة ستفرّخ في شوارع المدينة مواخير سرّية ونساء طريق في كل أحياء المدينة.. فتنغلق المسرحية على مشهد فيديو يصوّرهنّ على قارعة الطّريق ينظّم وقوفهم ورصد زبائنهم تحت حماية خميّس الفتى الذّي ولد في الماخور.
م.ص.ع.
شارك رأيك