بقلم أحمد الرحموني*
عدد من اعضاء الحكومة التي اقترحها رئيسها المكلف تفوح من جنباتهم رائحة بنفسجية .ودون ان اكررما سبق التنبيه اليه استطيع ان اؤكد ان “كوكبة ” من المترشحين لحكومة “الثورة”- على الاقل في ظل ثورة لم ينطفئ نورها – سبق لهم الارتباط هيكليا و “نضاليا “بالتجمع الدستوري الديمقراطي بل يمكن القول انهم اكلوا “ملحه وخبزه “وتمعشوا من خيرات الشعب التي نهبها “لصوص العهد البائد”.
وفي هذا الخصوص من الثابت على سبيل المثال ان ثلاثة من كتاب الدولة المعروضين لمنح الثقة على نواب الشعب وهم السادة فيصل الحفيان(1) (كاتب دولة لدى وزير الصناعة و التجارة مكلف بالتجارة ) وشكري بلحسن (2)(كاتب الدولة للشؤون المحلية ) ورضوان عيارة (3) (كاتب دولة للشؤون الخارجية مكلف بالهجرة و التونسيين بالخارج) هم من الاطارات التجمعية المتقدمة الذين انتسبوا لهياكل الحزب المنحل وعملوا على تجذير وجوده ونشر فكره واستغلال نفوذه وسطوته .
وربما لم انتبه – مع عدد كبير من الملاحظين- الى مفاجأة من العيار الثقيل- في هذه الحكومة “الكارثة” – وهي وزيرة المرأة والأسرة والطفولة:السيدة نزيهة العبيدي .فرغم ان الوزيرة “تجمعية حتى النخاع “فقد سها عنها الكثيرون لحصول” التعمية ” على لقبها المتداول وهو “الزوابي” وتخفيها (على سبيل التنكر) تحت لقب اقل تداولا وهو “العبيدي”.
لكن الادهى من ذلك ان وزيرة من المفترض ان نسلم لها –لا قدر الله – حظوظ الاشراف على تنفيذ سياسة الدولة في مجالات المراة و الاسرة و الطفولة (وقد لا نجد اكثر خطرا على مصيرنا من هذه المجالات ) فضلا عن الاشراف على كافة المؤسسات المختصة وتطوير الحياة الجمعياتية في تلك المجالات كانت منذ عهد قريب احدى العضوات النشطات باللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي التي انتخبت لها عن منطقة المنزه في 2 اوت 2008 بمناسبة انعقاد ما سمي بمؤتمر “التحدي”.
واضافة لذلك عملت السيدة نزيهة الزوابي العبيدي – بوعي و ادراك- وخصوصا بعد ان تولت ادارة شؤون المراة بتلك الوزارة على الدعاية لنظام “قمعي” لا شك انه ساهم في امتهان المراة و استغلالها وتوظيف قضايا الاسرة و الطفولة لفائدة دعاية رخيصة طالما تحدثت عن ” انجازات عظمية ومبادرات رائدة من اجل صنع ربيع اطفال تونس وضمان مصلحتهم الفضلى”وعن” الالتفاف حول الرئيس بن علي وقائمات التجمع الدستورى الديمقرطي الذى تمثل المراة ضمن منخرطيه نحو 800 الف من بين مليونين و300 الف منخرط به” الخ…(وكالة تونس افريقيا للانباء – 20 اكتوبر2009 حول ندوة بمشاركة الوزيرة تحت عنوان ” مساهمة المرأة والشباب فى رفع التحديات”).
ومن عناية القدر ان الذاكرة القريبة قد احتفطت لنا ببعض المساهمات المكتوبة للسيدة نزيهة الزوابي التي شملت دعايتها للرئيس ولحرمه وتعدت مجرد التنويه بانجازات النظام الى الاشراف على برنامج ليلى بن علي عند توليها رئاسة منظمة المرأة العربية سنة 2009 .
ويمكن في هذا الصدد ان نقرا من ضمن المداخلات المخصصة “لمكانة المراة والشباب في فكر الرئيس بن علي”بعض المقتطفات التي ابرزت من خلالها السيدة نزيهة الزوابي عضو اللجنة المركزية للتجمع المكانة التي تتبوؤها المراة في استراتيجيات الرئيس بن علي مشيرة الى انها ستكون على موعد لتجديد نضالاتها في دعم مرشحها الاجدر والمضي قدما نحو مزيد من المكاسب”.( ندوة بوزارة الفلاحة حول مساهمة المرأة والشباب فى رفع التحديات – وكالة تونس افريقيا للانباء -20 اكتوبر 2009).
وفي نفس السياق ورد في فعاليات يوم مفتوح انعقد بخيمة منتزه زين العابدين بالمرسى سنة 2009 ببادرة من النيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمراة وبحضور عدد من الاطارات التجمعية والنسائية والشبابية بالجهة “ان السيدة نزيهة الزوابي عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستورى الديمقراطي القت ..محاضرة حول رئاسة السيدة ليلى بن علي لمنظمة المراة العربية ابرزت فيها دور حرم رئيس الجمهورية في التعريف بتجربة المراة العربية.”
و يضيف نفس المصدر انه “بعد ان ذكرت باهداف منظمة المراة العربية واجهزتها اشارت المحاضرة – وهي السيدة نزيهة الزوابي- الى المقترحات الهامة التي تقدمت بها السيدة ليلى بن علي لدفع العمل العربي ودعم التعاون بين بلدان المنطقة من ذلك تخصيص جائزة لافضل عمل اعلامي حول المراة العربية …الخ”( يوم مفتوح بخيمة قرطاج تحت عنوان” المراة التونسية في عهد التغيير رمز للاصالة وعنوان للحداثة – وكالة تونس افريقيا للانباء -20 اكتوبر2009).
فهل يمكن بعد ذلك ان نامل من وزيرة المرأة و الاسرة و الطفولة غير ما تعودت وان نمحو من ذاكرتنا و سلوكنا تلك الثقافة التي طبعت تاريخنا القريب؟!
و هل يمكن ان ينسى المسحوقون و المطاردون وجرحى الثورة و ايتام الشهداء ومن خرجوا يهتفون “تونس حرة حرة و التجمع على بره ” كيف جر ذلك الحزب (الذي ابتلع الدولة ) العباد و البلاد الى شفا جرف هار؟.لكن كيف يمكن ان تقنع هؤلاء ان التجمع الذي طردوه اول مرة عاد سريعا ليحكم مصيرهم ويحدد مستقبلهم ويرسم سياستهم ؟!
………………………………………………………….
- فيصل الحفيان : كاتب دولة لدى وزير الصناعة والتجارة مكلف بالتجارة.
– آخر امين مال لمنظمة طلبة التجمع الدستوري الديمقراطي.
– مستشار سياسي لدى رئيس الجمهورية السيد الباجي قايد السبسي.
– ورد بمصادر اعلامية ان مجموعة من المحامين قامت بتقديم قضية عدلية ضد السيد فيصل الحفيان لشبهات فساد مالي لما كان يشغل خطة أمين مال منظمة الطلبة بحزب التجمع المنحل خلال الفترة الممتدة من 2008 الى 2011 .
2.شكري بلحسن : كاتب الدولة للشؤون المحلية.
– متخرج من الاكاديمية السياسية للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل سنة 2002.
– كاتب عام المكتب الجامعي لطلبة التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل بالوسط من سنة 2000 الى سنة 2003.
– كاتب عام مساعد جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل بأكودة من سنة 2001 الى سنة 2005.
– شغل بعد الثورة خطة وال على صفاقس ثم القيروان.
3. رضوان عيارة : كاتب دولة الشؤون الخارجية مكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج.
– كانب عام لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل ببون (ألمانيا) سابقا (2010)
– شغل بعد الثورة خطة وال على الكاف.
– صاحب المقولة المشهورة “الزين من فوق وربي من بعد”.
……………………………………..
*أحمد الرحموني ،رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء
………………………………………………..
شارك رأيك