كتبت الجامعية التونسية فتحية السعيدي تدوينة على الفايسبوك بالغة الأهمية حول اليسار التونسي وتمثلاته السياسية اليوم والبلاد في واحدة من أخطر حقبها السياسية ..
وهذا نص التدوينة التي نشرتها فتحية السعيدي :
” الجبهة الشعبية ليست الوكيل الشرعي لليسار تماما كما النهضة ليست الوكيل الشرعي للإسلام… وإني أفهم توظيف الدين في السياسة لدى جماعة الإسلام السياسي وبالتالي أفهم وكالته على الإسلام ولكن لم أستطع أن أتبين وكالة الجبهة على اليسار وبأي حق؟…
ما أعرفه حسب فهمي المتواضع، بأن اليسار فكر متحرك وغير ثابت والماركسية أداة تحليل وليست عقيدة والوعي اليساري وعي نقدي وتحليلي وواقعي وعقلاني وليس انتقادا انفعاليا… والسياسة فن الممكن وليست الوقوف عند محطّة والقطار يمضي…
وإني أذكر بأنني عندما حضرت ندوة حول الحزب اليساري الكبير ذات 6 فيفري 2016 على هامش إحياء ذكرى الرفيق الشهيد شكري، صعقت بالفهم المتكلس لما يعنيه اليسار وفهمت بأن “رفاق كثر” ما زالو لم يتجاوزوا سنة 1917 وبأن التحاليل لم تعتمد إلاّ قراءات تحتاج الكثير من المراجعة لأن الزمن قد تجاوزها…
فما وجدت إشارة واحدة لليسار النسوي وما وجدت تحليلا يدمج المجتمع المدني كبراديغم وكمقاربة للتحليل السياسي الراهن، ولا سمعت تعريجا واحدا لمفاهيم المدراس الماركسية النقدية…
فيا رفاقا جمعتنا بهم محطات وما زالت ستجمعنا بهم محطات، العالم متحرك والفكر أيضا… فلْيَكُف البعض عن المزايدة التي لا تعني غير توكيد لأنا متضخمة… التاريخ وحده يسجل وسيسجل، وكيف ما يقول المثل التونسي: “ما يعجبك في الزمان كان طولو”… إذن، قليلا من التروي قبل إصدار الأحكام القيمية والمواقف المستعجلة يكفي…”
……………………………………………………..
*النص نشر في تدوينة على حساب الاستاذة فتحية السعيدي في الفايسبوك..
……………………………………………………
شارك رأيك