اختار حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (الوطد)، “الوفاء لروح الشهيد شكري بلعيد”، شعارا لمؤتمره الأول، المنعقد بتونس العاصمة من 2 إلى 4 سبتمبر الجاري.
إذ كان الشهيد حاضرا في كل جزء من فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، في كلمات قيادات الوطد والأحزاب القريبة منه، وفي الصور الموزعة في فضاء قصر المؤتمرات الذي احتضن هذا الافتتاح، عشية أمس الجمعة، وفي مقاطع الفيديو التي تم تمريرها في أكثر من مناسبة.
وقد سجل افتتاح مؤتمر “حزب الشهيد الرمز، شكري بلعيد”، كما وصفته قيادات الوطد، غياب أفراد عائلتي بلعيد والبراهمي، وهو ما أثار استغراب العديد من المشاركين، حيث تسلمت إحدى رفيقات الشهيد في ال”وطد” الدرع التكريمي المقدم لعائلته.
كما تسلم زهير المغزاوي درع تكريم الشهيد البراهمي، ولم يقدم الأمين العام للحزب، زياد الأخضر، أي تفسير لأسباب هذا الغياب، مكتفيا بالتأكيد على أنه “قد تم توجيه الدعوة للجميع”.
وغابت أيضا عن المهرجان الخطابي الافتتاحي، أحزاب الإئتلاف الحاكم، التي لم تتم توجيه الدعوة إليها، في حين كان هناك حضور لافت، إلى جانب مكونات الجبهة الشعبية، لقيادات عديدة من الإتحاد العام التونسي للشغل، من بينهم سمير الشفي، وبلقاسم العياري، وكذلك من الأحزاب “التقدمية”، ومن بينها حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي والحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري، فضلا عن ممثلين للمجتمع المدني والشخصيات الوطنية. ووجه ال”وطد” من خلال مؤتمر الأول، وفق ما جاء على لسان أمينه العام، زياد الاخضر، رسائل إلى الحكومة مفادها أنه “سيقف ضد كل إجراء من شأنه المس من السيادة الوطنية”، و”ضد الإضرار بالطبقات الضعيفة، أو استعمال القوة في مواجهة حرية التعبير والتظاهر التي يضمنها القانون”.
وأشار الأخضر في تصريح إعلامي، إلى أن “الحكومات السابقة تحدثت كثيرا عن ملف الاغتيال، لكنها لم تنجز فيه شيئا، وأن الحزب لديه العديد من الأدلة والحجج على وجود إخلالات عميقة وخطيرة في ملفات التحقيق التي تتعلق بالشهيد شكري بلعيد”، معتبرا أن “الائتلاف القائم اليوم ليس من مصلحته الذهاب في مسار الكشف عن الحقيقة”، على حد تقديره.
وبخصوص الجبهة الشعبية، وضرورة تغيير خطابها السياسي، قال الأمين العام للوطد “نحن نعتبر الجبهة عنوانا للمرحلة التي نعيشها، ونعتبرها النواة الأساسية لما يمكن أن يكون جبهة عريضة من أجل تكريس الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية، وسنطرح في المؤتمر أداءنا داخل الجبهة، وأداء الجبهة بشكل عام، بما يمكن من بلورة مقترحات نتجه بها من جديد للجبهة من أجل تجويد أدائها “.
واعتبر أن “الجبهة تحظى بتقدير كبير داخل المجتمع التونسي، ولا بد لها أن تكون في مستوى الانتظارات، من خلال تنظيم هياكلها وتطوير أدائها”.
وأفاد نائب الأمين العام للوطد، محمد جمور، في تصريح إعلامي، بأن المؤتمر سينتخب يوم الأحد القادم الهياكل القيادية للحزب، وهي بالأساس اللجنة المركزية التي تضم 45 شخصا، تقدم لعضويتها أكثر 60 مترشحا ، إلى جانب المكتب السياسي الذي يضم 25 شخصا، سيتم انتخابهم من بين أكثر من 50 مترشحا. وينتخب المكتب السياسي لاحقا أمينا عاما من بين أعضائه، وفق جمور، الذي اعتبر أن الأمين العام الحالي، زياد الأخضر، “هو الأجدر بتولي هذا المنصب، لمواصلة المسيرة، وتسيير الحزب بالتعاون مع بقية أعضاء المكتب”.
وشدد جمور على أن “الأمانة العامة ليست مسألة صراع داخل الوطد، وأن القاعدة هي العمل بطريقة جمعية، وأن الحزب لا يقف، رغم ذلك، ضد طموح أي عضو من المكتب السياسي لتولي الأمانة العامة”.
ع.ع.م. (مع وات)
شارك رأيك