بقلم : الحبيب الجمني
اليوم 5 سبتمبر 2016. و لكن ماذا يعني تاريخ 5 سبتمبر 1934 ؟ للوطن و للحركة التحريرية الوطنية و لمدينة المكنين على وجه الخصوص ؟فهل من متذكر للذاكرة الوطنية ؟
كان يوم الإربعاء 5 سبتمبر 1934 يوم السوق الأسبوعية و هو على نفس الموعد إلى يوم الناس هذا . كان الإحتقان على أشده نظرا لإعتقال زعماء الحركة الوطنية و أقطاب الحزب الحر الدستوري التونسي يوم 3 سبتمبر 1934 و على رأسهم الزعيم الحبيب بورقيبة الكاتب العام للحزب و رفاقه و كما طالت الإعتقالات حتى الكوادر الجهوية و المحلية للحزب و بما في ذلك بعض مناضلي المكنين .
و أذكر منهم على وجه الذكر لا الحصر السيد حسن بن صالح والد الزعيم النقابي أحمد بن صالح و الدكتور المناضل إمحمد بن صالح . و كانت قوات الجندرمة في كل شبر من السوق .
فقرر أحرار المكنين الإنتفاض في وجه المستعمر البغيض و بدأت مناوشات ثم تجمهر الناس و لا يخفى عليكم مدى تجمهر الناس بمناسبة يوم سوق أسبوعية … و بدأت الاصطدامات و المواجهات العنيفة التي جرت مع الجندرمة و الجيش الفرنسي.
وقد كان أول الذين ألقي عليهم القبض إثر تلك الاشتباكات المناضل سالم شقير وفرج الحمروني وعاشور بن عبد الله الذين أجبروا على الجثو على الركبتين فوق الحصى تحت أشعة الشمس الحارقة، وقد بلغ عدد الموقوفين من المكنين وحدها 59 موقوفا، أما عدد المعتقلين من قصر هلال فقد بلغ 26 معتقلا.
أمام هذا المقهى المحاذي للسوق الاسبوعية اندلعت الأحداث يوم 5 سبتمبر
أما أول الشهداء فهو محمد التومي شهر ولد حليمة من عرش أولاد نجم بالمكنين ثم توفي أحمد شرف الدين متأثرا بجروحه، أما البقية وهم محمد الوسلاتي الڤماز شُهر الدّحي وفرج العريبي وصالح الزواغي ومحمد المجدوب فقد استشهدوا في ظروف غامضة بسجني حرّاش ولامباز بالجزائر، وبالتالي يكون العدد الجملي للشهداء في هذه الأحداث 16 شهيدا ( 6 من المكنين، 5 من قصر هلال، 3 من طبلبة، 1 من بوهلال العليّ و1 من البرجين.
شارك رأيك