أفادت جريدة الشروق الجزائرية، مساء الثلاثاء، أن ناشطين اجتماعيين من الجالية المسلمة قد شرعوا بداية شهر سبتمبر في نشر فيديوهات صادمة تم التقاطها من داخل أحد أسواق بيع لحوم الحلال على أنها أضاح، وجهت من خلالها دعوة إلى مقاطعة شراء أضاحي أسواق المسالخ الفرنسية التابعة للدولة، المعروفة بقضايا تجاوزات تحرير شهادات لحم الحلال المزورة في السنوات الماضية ومن دون مراقبة، أولها سوق رنجيس المشهور جنوبي شرق باريس بمقاطعة فال دو مارن، يوفر منتجاته بثمن زهيد للمسلمين في فرنسا وحتى لكامل أوروبا بما فيها أيضا بعض المذابح الصغيرة الإسلامية التي تعتمد على الصعق في نحر الحيوان المعتمدة والمتعاقدة مع العديد من المجمعات التجارية الكبرى ككارفور وأوشان وكورا وغيرها.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للديانة الإسلامية، أنور كبيبش، للشروق الجزائرية استحواذ فكرة الطلب والعرض على هذه المؤسسات من دون مراعاة لأي مشاعر أو وازع ديني يذكر.
واعترف بمشاركته في دوريات المراقبة، في الساعات الأولى قبل صلاة العيد للعديد من المذابح المعتمدة من أجل تفقد شروط التجهيزات ما قبل الذبح، فإذا به يكتشف شحن شاحنات بآلاف ذبائح المواشي، استغرقت عملية ذبحها ليلة كاملة، وهي طلبات لعائلات مسلمة كانت قد وصلت قبل يومين على الأقل من أجل تسليمها في الوقت المتفق عليه مع المراكز التجارية والعديد من الجزارين المسلمين، ليتم بيعها مباشرة إلى أصحابها في الساعة 10 إلى 11 بعد صلاة العيد. وهو ما يتنافى مع شروط الأضحية.
وتعاني الجالية المسلمة بفرنسا من غلاء فاحش ومفاجئ للمواشى، التي تعدت 260 يورو، في المدن الفرنسية، عكس ما كانت عليه في السابق، تزامنا مع مصاريف الدخول المدرسي لعام 2016-2017. ولهذا السبب وجدت في عروض على بوابات أكبر المراكز التجارية الفرنسية و مواقع الإنترنت من حيث فارق السعر المنخفض ونوعية الخدمات المقدمة، سبيل النجاة وتبييض الوجه أمام أطفالهم الذين لا يعون كما يجب جشع تجار المواشي في مثل هذه المناسبات وككل عام.
وفي استسلام عائلات فقيرة والرجوع عن فكرة شراء الأضحية، قررت أخرى ربحا للوقت والجهد البحث عن شراء أضاح مذبوحة وجاهزة من مراكز “كارفور” و”أوشان”، فيما اختار الباقي ركوب الكليومترات بمسافة تفوق 300 كيلومتر، حيث مزارع يمتلكها خواص فرنسيون في غالب الوقت، نجحت بعض العائلات المسلمة في الوصول إليها إما عن طريق الإنترنت أو بواسطة توجيه أحد الأصدقاء أو الأقرباء، حيث يتم شراء الأضحية بثمن مناسب بين 180 يورو إلى 220 يورو كحد أقصى وذبحها بأنفسهم اتباعا للسنة النبوية. كما هي الحال في مزارع مدينة شاتوروا شرقي باريس، التي تبعد بمسافة 200 كلم، وبلدية شاتوميون بمدينة فالدوار وسط فرنسا، التي تبعد عن العاصمة باريس في حدود 300 كلم.
م.غ
شارك رأيك