أصدرت 12 شخصية من قياديي نداء تونس التاريخيين بيانا اعتبرت فيه أن الاجتماع المنظم من طرف حافظ قائد السبسي يوم الأحد 18 سبتمبر في قمرت محاولة انقلابية.
وجاء في البيان أن الاجتماع قد دُعي له دون علم الهيئة السياسية وهو يهدف الى تكريس هيمنة واستيلاء حافظ قائد السبسي على قيادة الحركة بعد أن ألحق بها جسيم الأضرار وذلك اثر فشله في إرباك الكتلة النيابية لنداء تونس من أجل توظيفها لنفس الغرض على حد ذكر البيان.
وشدد البيان على أن الأخطر من هذه المحاولة الانقلابية هو إقحام حافظ قائد السبسي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية يوسف الشاهد وهو غير منتم للهيئة السياسية والوزراء الندائيين في هذه المناورة دون وعي منه ولا تقدير لخطر الأضرار التي ستعرقل لا محالة مسيرة حكومة الوحدة الوطنية بتصدير الصراعات الحزبية إليها والانحراف بدورها التجميعي لكافة القوى الوطنية الداعمة لها.
ودعا البيان كافة إطارات حركة نداء تونس للمشارك في لقاء الإنقاذ المقرّر عقده اليوم الاثنين 19 سبتمبر بالعاصمة كما جدد الدعوة لعقد اجتماع الهيئة السياسية بكافة أعضائها يوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 للنظر في تحوير النظام الداخلي لحزب نداء تونس والغاء خطة المدير التنفيذي الممثل القانوني (وهي الخطة التي يشغلها حافظ قائد السبسي حاليا) وإعادة توزيع المسؤوليات صلب الهيئة السياسية.
وقد وقع البيان 12 قياديا هم : بو جمعة الرميلي ومنصف السلامي وفوزي معاوية ورضا بلحاج وفوزي اللومي والطيب مدني وناصر شويخ وخميس قسيلة وسفيان طوبال نبيل القروي عبد العزيز القطي ورمزي خميس.
وكان القيادي في نداء تونس فوزي اللومي قد نشر من جهته أمس تدوينة على صفحته الخاصة في الفايسبوك معلقا على حيثيات اجتماع قمرت وما فعله حافظ قائد السبسي ومنددا بها بشدة .
وقال فوزي اللومي خاصة : “…لكن المدير التفيذي للحزب ولانه كان يعرف ان التيار في الحزب يسير نحو الإصلاح وإيقاف الانفراد بالرأي والهيمنة واجه هذه المبادرة الإصلاحية بحركة انقلابية لا تراعي لا القانون الداخلي لحزب نداء تونس ولا المصلحة العليا لا للحزب ولا بالبلاد …حيث انه قام بمفرده ودون استشارة الهيئة السياسية بالدعوة لعقد اجتماع بين أعضاء الحكومة ونواب حركة نداء تونس …وأثناء هذا الاجتماع حاول ( دون استشارة الهيئة السياسية) ان يمرر مقترح تعين يوسف الشاهد رئيسا للهيئة السياسية للحزب وحاول ان يمرر ضم كل الوزراء وكتاب الدولة لهذه الهيئة وذلك لأنه يعتقد انه يستطيع ان يواجه التحركات الداعية للإصلاح داخل الهيئة السياسية بضم الوزراء وكتاب الدول الذين لا يقدرون على قول لا حسب اعتقاده(وهذ اعتقاد غير صحيح).
أمام هذه الحركة من المدير التنفيذي أريد ان أوضح باسمي وباسم عدد هام من مؤسسي ومناضلي نداء تونس ما يلي:
1)نشكر كل قيادات نداء تونس (من نواب ومنسقين جهويين وأعضاء حكومة) الذين تصدوا اليوم الى هذه المحاولة الانقلابية الجديدة وتمسكوا بوحدة الحزب والصف وبضرورة ان نجد حلولا ناجعة نابعة من أخلاقيات التعامل ونابعة من القانون ونابعة من الرغبة المشتركة في الإصلاح
2) نؤكد انه ليس لنا اي إشكال مع السيد يوسف الشاهد ونحن نسانده ونساند حكومته لقناعتنا بان نجاح الحكومة هو نجاح لتونس وان جزء من تحركاتنا لإصلاح الحزب الهدف منها إعادة تنشيط هياكل الحزب لدعم الحكومة ..لكننا ضد طريقة الإسقاط الفوقي
3) نحن نعتقد ان الصعوبات التي تواجهها الحكومة كبيرة جدا وحزب نداء تونس يعيش أزمة عميقة وبالتالي مقترح المدير التنفيذي بتعيين الشاهد وأمام الوضع الخطير الذي يعيشه حزب نداء تونس قد يصدر مشاكل نداء تونس الى الحكومة والدولة بشكل مباشر وفي ذلك مخاطر كبيرة..
4) نستنكر هذه التصرفات من قبل المدير التنفيذي الذي وقف ومزال يقف في وجه كل محاولات الإصلاح والتصحيح رغم تعددها وصدقها ..ونؤكد ان هذه التصرفات لا تخدم لا نداء تونس ولا تخدم البلاد
5) نؤكد ان قيادات نداء تونس لن تخضع للأساليب الملتوية وستواصل عملها من اجل تصحيح الوضع وسيستمر التشاور والعمل المشترك من اجل تكوين قيادة مصغرة ذات مصداقية تقود الحزب الى مؤتمر انتخابي نزيه
وهذه حلقة جديدة في تصعيد الخلافات التي بدأت تظهر منذ مدة طويلة حول شخصية حافظ قائد السبسي ودوره في حركة نداء تونس وذلك حتى قبل انعقاد مؤتمر سوسة وخاصة من بعده.
وقد برز للعيان انفراط العقد من حول نجل الرئيس وتخلي أقرب الذين كانوا أنصاره في خلافه الأول مع محسن مرزوق وفي مختلف شطحاته الموالية. ولكن بعض المراقبين يتساؤولون بجدية هل أن حافظ قائد السبسي هو الذي يدبر كل هذه الترهات المتعددة والمتكررة أم أن الرئيس المؤسس يباركها على كل الأحوال أو ربما يقف ورائها؟ وان كان ذلك كذلك ..وهذا ممكن طبعا فإن التحليل والتفسير يأخذان منحى آخر مختلف تماما..
ع.ع.م.
شارك رأيك