أصدرت منظمات حقوقية تونسية أول أمس بيانا أعلنت فيه تضامنها الكامل مع المنظمات الحقوقية المصرية وقاداتها الذين شملهم قرار جائر بالتحفظ على أموالهم وأموال منظماتهم .
وكان هذا القرار قد أصدرته محكمة جنايات القاهرة، يوم السبت 18 سبتمبر الجاري، على خلفية اتهامات تتعلق بنشاطهم في مجال حقوق الانسان.
وأشار البيان أن المادة 78 من قانون العقوبات المصري الذي تم تعديله في 2014، تنص على عقوبة السجن المؤبد لكل شخص حصل على أموال من الخارج بغرض “ارتكاب عمل ضار بالمصالح القومية أو باستقرار السلام العام أو استقلال البلاد ووحدتها أو القيام بأي من أعمال العدو ضد مصر أو الاضرار بالأمن والنظام العام”
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، و هي من بين المنظمات الحقوقية المصرية المستهدفة ، أن قرار محكمة جنايات القاهرة، المستند الى تحريات أمنية “زائفة ومفبركة”، جاء في سياق القضية 173 لسنة 2011، المعروفة اعلاميا بقضية “التمويل الأجنبي”، لمعاقبة المؤسسات الحقوقية المستقلة، بسب تقاريرها وندواتها الاعلامية، التي “تتضمن انتقادات للانتهاكات المتفشية في مصر” منذ امساك الجيش بزمام الحكم” في 3 جويلية 2013.
ومن بين من شملهم قرار المحكمة بعد اتهامهم : جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وحسام بهجت، صحفي ومؤسس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. اضافة إلى ثلاث مؤسسات حقوقية ومديريها: مركز الحق في التعليم ومديره عبد الحفيظ طايل، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومديره بهي الدين حسن، ومركز هشام مبارك للقانون ومديره مصطفى الحسن.
وأشار بيان المنظمات الحقوقية التونسية الى أن هذا التضييق الخطير على المنظمات الحقوقية يأتي في سياق هجومات متعددة ما انفك يشنها النظام العسكري في مصر منذ مدة ضد الحقوقيين والاعلاميين والنقابات وكل المعارضين لتوجهاته.
كما افاد البيان أن معلومات نشرها مؤخرا مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان تفيد أن عدد الممنوعين من السفر في القضية 173 لسنة 2011 بلغ 12 حقوقيا في الأشهر الماضية، وان عدد المطلوبين للتحقيق ارتفع الى 17 حقوقيا. كما أن عدد المنظمات الحقوقية المستهدفة باجراءات قمعية نابعة من نفس القضية بلغ 12 منظمة.
كما طالبت المنظمات التونسية الموقعة على البيان السلطات المصرية بوضع حد لمسلسل الانتقام من النشطاء الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني المستقلة والنقابات والإعلاميين وشباب الثورة وكل المعارضين، والكف عن انتهاك التزاماتها الدولية واستهداف كل القوى الحية في مصر، وهو ما يعرقل قدراتها على مواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتكاثرة ومجابهة العنف والتطرف.
المنظمات الممضية على البيان هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومركز تونس لحرية الصحافة وجمعية يقظة من اجل الديمقراطية والدولة المدنية واللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس وجمعية بيتي وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية…
شارك رأيك