احتضنت تونس يومي 18 و19 أكتوبر الجاري اشغال الملتقى الدولي للتمويل و الاستثمار في القطاع الصحي.
وينتظم الملتقى ببادرة من الجامعة الوطتية للصحة التابعة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة و الصناعات التقليدية و يدعم من المنظمة العالمية للصحة و وزارة الصحة الليبية ومن بعض المؤسسات التونسية مثل وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي و مركز النهوض بالصادرات..
تواصل و تبادل للخبرات
و شكل هذا الملتقى فرصة للتواصل و تبادل الخبرات و المعلومات و التجارب بين كبار المسؤولين و المهنيين و الجامعيين و أصحاب القرار المعنيين بالشان الصحي في تونس و في عدد من البلدان المشاركة عربية و مغاربية و افريقية و أوروبية.
وهو الأول من نوعه في المنطقة المغاربية لتعميق التفكير و الدراسة حول افضل السبل لتمويل المنظومات الصحبة و لا سيما عير تفعيل الشراكة بين القطاعين العمومي و الخاص.
و تم التطرق من خلال المحاضرات و المداخلات التي القاها خيراء و متخصصون في المجال الصحي- الى عديد المسائل ذات العلاقة بتمويل الخدمات الصحية والجراحية وتحقيق التغطية الشاملة في مجال الرعاية الصحية، وتمويل الأدوية عالية التكلفة في البلدان ذات الامكانيات الضعيفة والمتوسطة، وإمدادات الأدوية والبرامج المشتركة أثناء الطوارئ.
ابتكار سبل افضل
يقول رئيس الملتقى، رضا العوكلي، في كلمة لدى افتتاح اشغال الملتقى “أن الهدف الذي نروم بلوغه من وراء هذا المؤتمر هو استنباط الطرق المبتكرة لتحسين الأداء في تمويل قطاع الصحة والتعريف بنظم أكثر نجاعة من ذلك اعتماد نظم التامين الصحي المرتكز على تحديد الموارد المالية للموازنات الخاصة بالصحة” مضيفا ان الضرورة تقتضي إقناع أصحاب القرار بمراجعة سياساتهم في مجالي التكافل والضمان الاجتماعي ضمانا للحلول المطلوبة لمعالجة إشكاليات التمويل في هدا القطاع الحيوي .
لذلك ابرز عبد الله الفرشيشي رئيس لجنة تنظيم الملتقى-من جانيه- الدور الهام الذي يضطلع به القطاع الصحي في دفع الحركة الاقتصادية مؤكدا أهمية الاستثمار في هذا المجال الواعد و القادر على المساهمة الناجعة في تنشيط الدورة التنموية بابعادها الاقتصادية و الاجتماعية .
و بين في هذا السياق أن الملتقى يعد محطة هامة لدفع نسق السياحة الطبية والاستشفائية في تونس حتى تصبح قطبا طبيا مشعا في افريقيا مبينا أن الاهتداء الى أقوم المسالك للتمويل والاستثمار في المجال الصحي هو بوابة تفتح لتطوير عديد الخدمات الاخرى ذات العلاقة.
حضور ليبي متميز
و اذ لاحظنا حظورا ليبيا مكثفا و متميزا من خلال مشاركة عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي و من المسؤولين عن القطاع الصحي الذين تولوا التعريف بالمنظومة الصحية الليبية و الإشكاليات القائمة امامها و الحاجة الملحة لدعم التعاون الثنائي بين تونس و تيبيا في المجال الصحي فقد اكد عبد الله الفرشيشي أن إقامة هذه التظاهرة بشراكة تونسية ليبية يشكل أرضية صلبة لتحقيق مكاسب اقتصادية مشتركة تضاف الى رصيد التعاون و التكامل المتميز القائم بين الشعبين الشقيقين.
الحاجة الى التجديد
ولم يشذ سعيد العايدي الوزير السابق للصحة عن هذه القاعدة التكاملية اذ اكد في مداخلته ان الشؤون الداخلية الليبية لا تغيب البتة عن اهتمامات الشعب التونسي و العكس صحيح اذ ان التحديات المطروحة على الشعبين و البلدين تستدعي تظافرالجهد المشترك مبينا ان اهم تحد يواجهه القطاع الصحي هو غياب الرؤية التجديدية في أنظمة التصرف و التنظيم و التكوين وهي رؤية تستشرف الامد البعيد و تأخذ في الاعتبارالمقاريات الجهوية.
أما رئيس الجامعة التونسية للصحة، أبوبكر زخامة، فقد أكد، من جهته، الحاجة الملحة الى الخدمات رفيعة الجودة باقل التكاليف داعيا الى ضرورة التحكم في النفقات الصحية، في ظل ما تعانيه الصناديق الاجتماعية من أزمة نتيجة تفاقم ديونها وإلى الحد من تكلفة العلاج بما يدعم تنافسية المؤسسات الصحية التونسية .
وجدي مساعد
شارك رأيك