بدأ يوسف الشاهد أمس زيارة رسمية الى فرنسا واستقبل من قبل الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس وعدة مسؤولين آخرين وتتواصل زيارته اليوم.
وأكد مانويل فالس، عقب لقاء جمعه بقصر ماتينيون بباريس مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أن فرنسا “ملتزمة تماما بالوقوف الى جانب تونس وحكومتها، من أجل مساعدتها على تطوير إصلاحاتها والمساهمة في إنجاح انتقالها الديمقراطي”، مبرزا حرص بلاده على المساعدة في تعبئة المجتمع الدولي والمؤسسات والمستثمرين والجهات المانحة قصد دفع التنمية في تونس، في إطار مسار إصلاحي وصفه ب “الشجاع”.
كما أعلن أنه سيقوم نهاية شهر نوفمبر بزيارة تونس، للمشاركة في الندوة الدولية حول الاستثمار “تونس 2020″، التي ينتظر عقدها يومي 29 و30 من الشهر الجاري.
وتم التطرق خلال المحادثة، إلى مخطط الدعم الفرنسي الموجه لتونس، والذي يتمثل بالخصوص في خطة دعم بقيمة 1 مليار أورو على مدى 5 سنوات، والذي كان أعلن عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سنة 2015 .
من جهته، أعرب رئيس الحكومة يوسف الشاهد، عن إرتياحه للمستوى “الممتاز” لعلاقات التعاون التونسية الفرنسية في هذه المرحلة الفارقة التي تمر بها البلاد، مبينا أن تونس تعول على شركائها من أجل تعزيز مسارها التنموي وفي مقدمتهم فرنسا.
وأكد رئيس الحكومة أن “تونس هي اليوم في حرب على الإرهاب، ما يفرض عليها تعزيز قدراتها الأمنية، وهو أمر لايتسنى سوى على حساب أولويات أخرى”، مؤكدا في هذا السياق “حاجة تونس إلى دعم قوي” (من المجموعة الدولية).
وقال الشاهد في محاضرة ألقاها على منبر معهد الدراسات السياسية بباريس (سيونس بو) “إن تونس لديها عديد المقومات الذاتية، لكنها تظل بحاجة إلى دعم شركائها التقليديين من أجل دفع اقتصادها”، مشددا، في هذا الصدد، على أن “الرهان الذي تواجهه تونس اليوم هو رهان الإقلاع الاقتصادي”.واعتبر أن “الدعم المقدم لتونس لم يرتق إلى مستوى الرهانات والتحديات التي تواجهها”.
وذكر يوسف الشاهد في محاضرته، بالانجازات التي تحققت في تونس في مجالات عديدة، وبثراء تاريخها وتميز تجربتها مقارنة بدول الربيع العربي الأخرى، قائلا “تونس تشكل الاستثناء في الربيع العربي، رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها”.
وفي سياق متصل أكد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، كلود بارتلون، التزام بلاده بمرافقة مسار الإصلاح والتنمية الذي أطلقته تونس، بالرغم من الصعوبات العديدة التي تواجهها. وأشار لدى استقباله، الأربعاء بباريس، رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، إلى أن فرنسا كانت وستظل معنية بتوفير السند لتونس في مواجهة تحديات النمو.
وفي الجانب الأمني، أكد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، التزام بلاده بتقديم دعم أكبر لتونس يكون موجها لتوفير تجهيزات أكثر تطورا لقواتها الخاصة، وبتعزيز التعاون في مجال الاستعلامات.
ومن جهة أخرى تحادث رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، أمس الاربعاء، بمقر سفارة تونس بباريس، مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، جون مارك ايرو.
وأفاد المسؤول الفرنسي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أن اللقاء كان مناسبة لتدارس الوسائل الممكنة لتوفير ظروف النجاح للندوة الدولية للاستثمار “تونس 2020” المنتظر عقدها يومي 29 و30 نوفمبر الجاري.
وتم خلال هذا اللقاء التطرق إلى التعاون الأمني بين البلدين، إضافة إلى بحث الوسائل والآليات الضرورية للتشجيع على العودة السريعة للسياح الفرنسيين إلى تونس، حسب أيرو، الذي أكد أن “فرنسا تشجع مواطنيها بكل حماس على التوجه إلى تونس”، قائلا “إن من يؤمن بالديمقراطية التونسية، يجب ألا يتردد في زيارة تونس” .
ع.ع.م. (وات)
شارك رأيك