أطلقت وزارة التربية برنامجا نموذجيا يتمثل في المزرعة البيداغوجية او المدرسة المنتجة من أجل المساهمة في دعم المحتويات التعليمية و ملاءمتها للواقع و دعم مكتسبات التلميذ المتعلقة بتقنيات انتاج الغذاء و بالتغذية عموما.
كما تهدف هذه المبادرة الي تحفيز التلاميذ على العناية بالمزارع داخل الوسط المدرسي و تحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة على مستوى الأكلة المقدمة.
و تتوفر لدى وزارة التربية العديد من الهكتارات المهملة و التي تعد بالآلاف و التابعة لمؤسساتها التربوية منها البور و منها ما يضم بعض الأشجار المثمرة و التي يستغلها المارة والمتساكنون …و منها التي تحولت الى مصب للفضلات يشوه المنظر العام للمدرسة و يجلب الأمراض لأسرة المدرسة…
إضافة إلى توفير الأكلة المدرسية لحوالي مليون تلميذ أما السبب المباشر فإن الأكلة المقدمة في المدارس التي تضم مطاعم مدرسية تضل لا تستجيب للشروط الأكلة الجيدة و المتوازنة لارتفاع التكاليف و محدودية ميزانية هذه الهياكل
و لهذا وضعت وزارة التربية خطة استراتيجية متكاملة لتعميم الأكلة المدرسية في جميع المدارس الابتدائية الى حدود سنة 2020 ليتمكن من الاستفادة منها حوالي المليون تلميذ لذا وجب التفكير في ايجاد الموارد و كيفية النهوض بمستوى الأكلة المدرسية المقدمة و توفيرها بأقل التكاليف.
وقد جاءت مبادرة تركيز 1000 مزرعة بيداغوجية كلبنة في إطار مشروع متكامل يتنزل بدوره في إطار الإصلاح التربوي لا يهدف فقط تلقين التربية الخضراء للأطفال و غرس قيم المواطنة بل أيضا تدريبهم على كيفية إدارة وتنفيذ المشروعات الخاصة بالوحدة المنتجة داخل المدارس، وأهمية العمل الجماعى، ودورة حياة المشروع ، والاستثمار البشرى و تمكين الأطفال من اكتشاف السلسلة الغذائية و تحقيق الاكتفاء الغذائي.
ويعمل هذا المشروع على حماية البيئة وتثمين مهن الأرض لدى الطفل و تلقينه سلوكا إيجابيا حيال الطبيعة وكذا فهم جيد للبيئة عموما والحيوانات والنباتات و جعله “ايكولوجيا صغيرا”.
ويشمل مشروع المزرعة البيداغوجية غراسة انواع مختلفة من الأشجار تركيز مداجن للأرانب و الطيور مع زراعات صغرى ( طماطم، بقدونس، بصل، جزر …) و احداث بيوت محمية و تركيز شبكات للريّ قطرة قطرة.
و تعمل وزارة التربية على تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع منظمة الأغذية الدولية ووزارة الفلاحة حيث يعد مشروع مدرسة المناقع و جرادو من ولاية زغوان و مدرسة الرماثي من ولاية قابس و من المشاريع النموذجية في هذه التجربة التي توفر كل حاجياتها الغذائية من المزارع البيداغوجية التابعة لها و حتى احتياجاتها التربوية من عائدات هذا المشروع.
و.ق
شارك رأيك