أفادت وزارة التربية أن ديوان الخدمات المدرسية سيعمل في إطار إصلاح المنظومة التربوية على توفير النقل المدرسي .
و حسب الوزارة فإن برنامج المتمثل في توفير النقل المدرسي يمس أدنى طبقات السلم الاجتماعي وأكثرها هشاشة هي الفئة الريفية محدودة الدخل ومعدومة إمكانيات ووسائل التواصل الاجتماعي مع الجهات المركزية.
ومن أهم وسائل ملامسة روح هذه الفئة توفير النقل المدرسي الريفي بهدف رفع المشقة في التنقل وتوفير الجهد للتلميذ ليقبل على عملية التعلم وهو موفور القوة وصافي الذهن ووقّاد الفكر في إطار من المساواة وتكافؤ الفرص مع زميله القاطن قريبا من المؤسسة التربوية أو من الحاضنة الحضرية.
ويعتبر العمل على تكريس مشروع النقل المدرسي الريفي وتجويد خدماته مهمة أساسية من مهام بعث ديوان الخدمات المدرسية الذي انطلق طيلة ستة أشهر بتشارك مع السلط الجهوية المحلية المجتمع المدني ممثلا في جمعية المدنية بتغطية ثلاث ولايات هي سيدي بوزيد وسليانة والقيروان في مرحلة أولى ثم ليتوسع فيما بعد إلى ست ولايات أخرى هي الكاف وجندوبة والقصرين وباجة ومدنين وقفصة، وفي مرحلة ثالثة امتد ليضيف خمس ولايات أخرى هي قبلي وتطاوين وتوزر وقابس والمهدية ،
وبذلك غطت خدمات النقل الريفي المدرسي ما مجموعه أربع عشرة ولاية من ولايات الجمهورية في مفتتح السنة الدراسية 2016/2017 وانتفع منها 18000 تلميذا بالمدارس الريفية النائية بتعاون مع الغرفة الوطنية للنقل الجماعي ومؤسسات الحكم المحلي ذات الاهتمام بالموضوع من ولايات ومعتمديات حيث تم رصد مبلغ قدره مليون وخمس مائة ألف دينار لتغطية نفقات هذا التدخل.
وينطلق ديوان الخدمات المدرسية في مقاربته لوظيفة النقل المدرسي من منطلقين أساسيين أولهما تكافؤ الفرص والمساواة بين التلميذ الناشئ في بيئة ريفية وقرينه الناشئ في بيئة حضرية حيث أن بعد التلميذ عن المؤسسة التربوية كان من أكبر عوامل الانقطاع عن المدرسة بما يسببه التنقل على القدمين من مشقة وإمكانية التعرض لمخاطر العوامل الطبيعية من فيضان أودية وانزلاقات ووعورة المسالك الجبلية وخطورة مهاجمة الكلاب السائبة والحيوانات المفترسة وثانيهما مجابهة ومحاربة الانقطاع المدرسي من حيث أن توفير النقل يحد من رغبة التقاعس عن الدراسة لدى التلميذ.
وعلاوة على البرمجة والتخطيط بالأهداف التي توخاها ديوان الخدمات المدرسية في تناوله لملف النقل المدرسي الريفي ، فإنه عمل بالتوازي مع ذلك على فتح قناة التواصل مع الميدان من حيث تلقيه البلاغات من المواطنين وتتبع تشكّياتهم عبر إدارة التواصل لكي يتدخل بشكل مباشر لفائدة طالب خدمة النقل المدرسي أو غير مباشر عبر الاتصال بالناقل من شركات نقل ونقل جماعي إدارات عمومية متداخلة كالمندوبيات الجهوية والسلط المحلية لتلافي مكامن النقص في هذه الخدمة التي يعتبرها مشروع إصلاح المنظومة التربوية أساسا لنجاح مهمة التربية والتعليم.
و.ق
شارك رأيك