تولّى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أمس بمتحف باردو افتتاح معرض “الأماكن المقدسة المشتركة” الذي ينتظم من 19 نوفمبر الى 12 فيفري 2017 .
وقد نظم المعرض بمبادرة من رئاسة الجمهورية وبالتعاون بين المعهد الوطني للتراث ومتحف حضارات أوروبا والمتوسط (MuCEM) بمرسيليا ومتحف باردو. وقام رئيس الجمهورية بجولة في أروقة المعرض الذي يحتوي على أكثر من 150 قطعة من المعروضات الأثرية والصور الفوتوغرافية واللوحات الزيتيّة والأفلام الوثائقيّة التي تُبرز شعائر وعادات البحر الأبيض المتوسط وخاصّة نقاط الالتقاء والتواصل بين الديانات السماوية الثلاث.
والتقى رئيس الدولة على هامش المعرض بعائلات بعض من ضحايا عمليات ارهابية وقعت في كل من تونس وفرنسا، حيث أكّد لهم وقوف تونس إلى جانب ضحايا الارهاب في كلّ مكان وضرورة التوحّد والتضامن بين الشعوب لمواجهة هذه الآفة.
وتمّ بالمناسبة إطلاق اعلان “تونس ضدّ الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان” بحضور عدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد وأفراد لعائلات ضحايا الإرهاب وشخصيات ثقافية.
هذا المعرض وليد تعاون فريد بين المعهد الوطني للتّراث ومتحف حضارات أوروبا والمتوسّط بمرسيليا وقد أنتج بدعم فاعل من ” الجمعيّة الدّوليّة لأصدقاء متحف باردو” ومعاضدة سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي ومساعدة المعهد الثّقافي الإيطالي ويقدّم حولي 150 عملا فنّيا نادرا من تونس ومن العالم تعكس أوجه المشترك الدّيني في حوض المتوسّط وتحمل في رمزيّتها معاني التّلاقي والتّواصل والعيش المشترك على مدى قرون.
وقد اعتبر وزير الشّؤون الثّقافيّة محمّد زين العابدين أنّ هذا المعرض يقدّم ” نداء للتّعايش المشترك وللسّلام” ويعبّر عن سخاء الثّقافة الإنسانيّة التّي تحترم الهويّة الثّقافيّة وتنفتح على الآخر وإلى انخراط تونس بما هي ملتقى للحضارات والثّقافات في هذه الحركة المشتركة التّي تثمّن قيم الحوار والتّلاقي.
من جهته بيّن السّفير الفرنسي بتونس أوليفيي بوافر دارفور أنّ هذا المشروع المشترك بين تونس وفرنسا يبيّن عمق علاقات التّسامح الدّيني بين البلدين على مدى العصور وأبرز أنّ حضور عائلات ضحايا الإرهاب من تونس وفرنسا دليل على توحد ضفّتي المتوسّط ضدّ آفة معاكسة لمعاني التّلاقي الانساني عبر التّاريخ وهي ظاهرة الإرهاب.
المسار الذّي يقدّمه المعرض سيحمل زوّاره من 19 نوفمبر 2016 وإلى غاية 12 فيفري 2017 عبر أبرز الوجوه و الأماكن المقدّسة المشتركة بين الأديان التّوحيديّة في المتوسّط مسار لا تبشير فيه ولا تكفير بل ائتلاف وانتصار للقيم الانسانيّة المشتركة التّي نادت بها الدّيانات التّوحيديّة الثّلاث ونبذ لكلّ نعرات العنف والتّعصّب والإرهاب.
ع.ع.م. (بلاغات)
شارك رأيك