اعترف الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بوجود انتهاكات لحقوق الانسان زمن حكمه وأفاد في بيان أصدره عن طريق محاميه منير بن صالحة بـأنه قد تابع جلسات الاستماع التي انعقدت ولا تزال وتم فيها تقديم شهادات تكلم أصحابها عن معاناتهم زمن حكمه معربا عن تعاطفه معهم ومع كل التونسيين في أي زمان من أزمنة حكم البلاد.
وأضاف في بيانه أنه من الواجب التذكير أن البلاد مرت خلال فترة حكمه بمراحل دقيقة واجهت الدولة خلالها تحديات أمنية ومخاطر حقيقة لم يصطنعها ولم يضخم منها أو يبالغ فيها مضيفا أنه يترك للمؤرخين النزهاء مهمة الخوض في تفاصيلها وكشف خفاياها.
وشدد على أن الدولة التونسية بأجهزتها الأمنية كانت خلال فترة حكمه أحيانا في مواجهة أجنحة سرية وعسكرية لتنظيمات حزبية تدعي العمل في العلن وفي أحيان أخرى كانت تواجه تنظيمات سياسية اختارت العمل خارج الشرعية والقانون ومارست العنف وحرضت عليه داعيا المؤرخين النزهاء التأكد من حقيقة قوله.
واعترف ان مواجهة هذه التنظيمات السياسية من الممكن أن يكون قد أدى إلى تجاوزات مست من حقوق الانسان مذكرا الرأي العام التونسي وكل الباحثين عن الحقيقة والإنصاف أنه لم يتردد في الاعتراف بذلك لحظة الحصول على المعلومة بخصوص هذه التجاوزات.
وأشار إلى أنه قد بادر حينها ببعث لجنة مختصة في البحث في خصوص هذه التجاوزات وكلف حينها الرشيد ادريس الذي تولى الاشراف على هذه اللجنة الذي جاء تقريرها مفصلا بخصوص الانتهاكات التي إليها المشاركون في جلسات الاستماع ، وفق نص البيان.
وقال إنه أمر بنشر كافة تفاصيل تقرير اللجنة بصحيفة الصباح لقطع الطريق أمام من يتهم نظامه أنذاك بالتعتيم والتغطية مشيرا إلى أن التقرير سجل صحة الانتهاكات و حدد المسؤوليات وأذن بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن ذلك.
واقر بأن النظام الذي كان على رأسه برغم ايجابياته فانه لم يكن نظاما خاليا من الأخطاء والتجاوزات مثله مثل أي نظام بأية دولة كانتوفي أي زمان ومكان.
كما اعتبر أن تقديم هذه الشهادات في جلسات الاستماع بالطريقة التي شاهدها دون تقديم الرواية المقابلة للأحداث يحول هذه الجلسات الى عمل القصد من طمس الحقائق وليس ابرازها لأن التاريخ لا تصنعه أنصاف الحقائق بل تصنعه الحقيقة كاملة بلا نقصان و لا تحريف ولا تزييف ولا تحريض ، وفق نص البيان.
وعبر عن تعاطفه مع التونسيين ضحايا الارهاب والعنف السياسي معبرا عن خشيته أن تكون جلسات الاستماع محاولة لإلهاء التونسيين عن المشاكل الحقيقية التي تهددهم بشكل جدي وهي الإرهاب والأزمة الاقتصادية الخانقة.
واختتم بن علي بيانه” إني أترك الحقبة التي كنت فيها على رأس الدولة التونسية في حفظ المؤرخين المحايدين النزهاء الذين أفوض لهم محمة تحديد ما لنا وما علينا طيلة مدة اضطلاعنا بمسؤولية حكم البلاد و يعلم الله أننا عملنا على حماية تونس وشعبها وترابها ولم ندخر جهدا في انتهاج جميع السبل الكفيلة بتحقيق العيش الكريم للتونسيين والكفيلة بحفظ كرامتهم وأن المحاسب الوحيد في ذلك هو الله عز وجل الذي وسف نلاقيه يوما بحسناتنا وسيئاتنا وهو خير المحاسبين” مستشهدا بآية قرآنية ” ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل وكفى كنا حاسبين”.
شارك رأيك