احتجاجات الصحفيين في تركيا (صورة سكاي نيوز)
شنت تركيا حملة قمع غير مسبوقة على وسائل الإعلام، مما رفع العدد الإجمالي للصحفيين السجناء في العالم إلى 259 صحفيا.
ويعتبر هذا الرقم أعلى مستوى يبلغه احتجاز الصحفيين منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين الدولية في إعداد إحصائها السنوي في عام 1990.
ووفق ما جاء في التقرير السنوي للجنة حماية الصحفيين الدولية والمنشور في موقعها بالعربية وبعدة لغات أخرى فقد بلغ عدد الصحفيين السجناء في جميع أنحاء العالم 259 صحفياً بحلول يوم 1 ديسمبر 2016. وتحتجز تركيا ما لا يقل عن 81 صحفياً، حسب سجلات لجنة حماية الصحفيين، وهو أعلى عدد من الصحفيين المحتجزين في الوقت نفسه تسجله أي دولة – وجميعهم يواجهون اتهامات بمزاولة أنشطة مناهضة للحكومة. وتحتجز السلطات التركية عشرات الصحفيين الآخرين، إلا أن لجنة حماية الصحفيين لم تتمكن من التأكد من أن احتجازهم مرتبط مباشرة بعملهم.
أما الصين، والتي احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الصحفيين السجناء في عامي 2014 و 2015، فقد تراجعت إلى المرتبة الثانية هذا العام إذ بلغ عدد الصحفيين السجناء فيها 38 صحفياً. واحتلت مصر وأريتريا وإثيوبيا المراتب الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي كأسوأ بلدان من حيث سجن الصحفيين. وهذه البلدان الخمسة الواردة في مقدمة إحصاء لجنة حماية الصحفيين مسؤولة عن سجن أكثر من ثلثي جميع الصحفيين السجناء في العالم.
وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “إن الصحفيين الذين يعملون على جمع المعلومات ونشرها يؤدون خدمة عامة، ولهم حقوق يحميها القانون الدولي. لذا فإنه من المفزع أن نجد هذا العدد الكبير من الحكومات تنتهك التزاماتها الدولية من خلال سجن الصحفيين وقمع التعبير الناقد. وتتصدر تركيا طليعة هذا التوجه الاستبدادي. وكل يوم يمضيه صحفيو تركيا في السجون وعلى نحو ينتهك قوانين البلد نفسه، يؤدي إلى تراجع مكانة تركيا في العالم”.
لم تظهر إيران في هذا العام بين البلدان التي تحتل أسوأ خمس مراتب من حيث عدد الصحفيين السجناء، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2008، ويعود ذلك إلى أن العديد من الصحفيين الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن أثناء حملة القمع التي تلت انتخابات عام 2009 أتموا مدة سجنهم وأفرج عنهم. أما منطقة الأمريكيتين، والتي لم يكن يوجد فيها أي صحفي سجين في عام 2015، فتظهر على إحصاء هذا العام إذ بلغ عدد الصحفيين السجناء فيها 4 صحفيين.
ووفقاً لإحصاء لجنة حماية الصحفيين، يواجه حوالي ثلاثة أرباع الصحفيين السجناء في العالم والذين يبلغ عددهم 259 صحفياً اتهامات بمزاولة أنشطة مناهضة للدولة. وبلغت نسبة الصحفيين المستقلين بين الصحفيين السجناء 20 في المائة – وظلت هذه النسبة تتناقص باطراد منذ عام 2011. الأغلبية العظمى من الصحفيين السجناء هم من العاملين في الصحافة المطبوعة و/أو الإلكترونية، في حين تبلغ نسبة العاملين في وسائل البث المرئي والمسموع 14 في المائة.
إحصاء الصحفيين السجناء يشمل فقط الصحفيين المحتجزين لدى السلطات الحكومية، ولا يتضمن الصحفيين المختفين أو المحتجزين لدى جماعات من غير الدول. (هذه الحالات، كحالة الصحفي البريطاني المستقل جون كانتلي، المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية، مصنفة ضمن فئة الصحفيين “المفقودين” أو “المخطوفين “.) وتُقدّر لجنة حماية الصحفيين أنه يوجد 40 صحفياً على الأقل في عداد المفقودين أو أنهم مختطفون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يعرض الإحصاء معلومات حول كل صحفي محتجز بحلول منتصف الليل من تاريخ 1 ديسمبر 2016، بما في ذلك تحديد البلد الذي يحتجزه، والاتهامات الموجهة إليه ونوع الوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها. ولا يتضمن الإحصاء العدد الكبير من الصحفيين الذين احتجزوا في أوقات مختلفة على امتداد العام وأفرج عنهم قبل تاريخ 1 ديسمبر.
ويشار الى أن لجنة حماية الصحفيين هي منظمة دولية مستقلة غير ربحية تعمل على حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.
ع.ع.م. (تقرير)
شارك رأيك