قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن التوافق مع نداء تونس كان اضطراريا وبراغماتيا رغم الخصام السياسي بين الطرفين أملته مصلحة البلاد، خاصة وأن الطرفين مقتنعان بأن التوافق سياسي لا عقائدي، في أكبر دليل على فصل الحركة بين الدين والسياسة.
وشدد الغنوشي في حوار مع برنامج نقطة حوار مع قناة بي بي سي على أن مصلحة تونس فوق كل اعتبار قائلا إن حركة النهضة سلكت نهج التوافق ليس مع نداء تونس وحسب، بل لقد سبقت هذه التجربة حكم الترويكا، بحيث أصبحت تجربة تونس السياسية في عهدها الجديد قائمة على تشارك وتعايش سبعة أحزاب في السلطة، في تجربة تجعل تونس الاستثناء الديمقراطي الوحيد في المنطقة العربية.
وعن قرار فصل الجانب السياسي عن الدعوي فسر الغنوشي كيف اضطرت السياسة ومن يمارسها للتخفي في عهد النظام الدكتاتوري وراء ستار النشاط الحقوقي والنقابي، والنشاط الديني في المسجد، حتى كانت الثورة وعهد الحرية الذي لم يعد فيه أي مبرر أن تتخفى السياسية تحت اي عناوين اخرى.
وأضاف “في هذه المرحلة تسمى فيها الاشياء بمسمياتها وتمارس فيها الأنشطة تحت لافتاتها وتصنيفاتها الأصلية، فمن أراد السياسية فليكون حزبا ومن أراد العمل النقابي ليلجأ للنقابة، وللمهتمين بالدين تشكيل جمعيات دينية أو الانصراف للدعوة والموعظة الدينية”.
وتابع قوله” لأنه لم تعد ثمة حاجة في عهد الحرية لحزب شمولي اختارت حركة النهضة التحول إلى حزب سياسي يمارس نشاطا سياسيا في خطوة إرادية دون ضغوط داخلية أو خارجية”.
وعن سؤال حول مدى اعتماد الحزب الديموقراطية الداخلية يؤكد الغنوشي أن القانون الداخلي للنهضة يقوم على مبدأ التوافق، مشيرا الى أن تشكيل المكتب التنفيذي يتم بترشيح زعيم الحزب عدد من من الأعضاء يطرحهم على أنظار مجلس شورى النهضة للتزكية النهائية، ولمجلس الشورى أن يقبل التشكيلة المقترحة أو يرفضها أو يعدل فيها في سياق عملية توافقية بين إرادة رئيس الحركة ومجلس الشورى.
وعن مستقبل الحركة يقول الغنوشي إن اهتمامه بمستقبل تونس ومستقبل الشباب ومستقبل المناطق الفقيرة والمحرومة في العمق التونسي، أكبر من اهتمامه بمستقبل حركته، ويضيف أن ما يهمه أكثر من مستقبل النهضة هو مستقبل الديمقراطية في تونس، مشددا على أن الحركة محكومة بالمؤسسات لا بالأشخاص.
شارك رأيك