بقلم: شاذلي خليل
لقد شهدت بلادنا منذ سنوات خلت و كسائر بعض البلدان العربية و حتى الاسلامية المستهدفة هجمة غير مسبوقة و لا مثيل لها , قد خطط لها أصحابها بأن تكون في ظاهرها ” ثورة الكرامة ” و في باطنها ” الفوضى العارمة ” و“ الانتقام و الثأر ” , و ذلك بقصد تركيع الشعوب العربية و الاسلامية و ارجاعها الى المربع الأول , مربع الاستغلال و الاستعمار و الاستبداد و العبودية المقيتة , و اعادة الاستحكام فيها و حكمها و التحكم فيها بالوكالة و ذلك بواسطة العملاء و الخونة و المتاجرين بالدين و بالمشاعر و بالملتحفين بالعقيدة المغشوشة و المشوهة و بالأجندات التي جلبوها معهم من مواقع و من مواطن و مقرات اقامتهم لسنوات , بدعوى النضال و الهجرة القصرية و المنفاء و التغريب , من وراء البحار و المحيطات .
هذا و قد افتضح أمرهم و انكشفت سرائرهم و نواياهم و أحوالهم بمجرد حلولهم بأرض الوطن , و انه و تحت غطاء مرور البلاد بفترة و مرحلة ” الانتقال الديمقراطي ” , و انتفاعا نما يسمى ” بالتصويت عقاب ” و ” التصويت لصالح الخائفين من الله ”و بذلك تمكنوا من اعتلاء سدة الحكم , بعد أن تواروا خلف ” الشرعية ” و بذلك أيضا استباحوا لخاصة أنفسهم البلاد و العباد بمنطق ” الغنيمة ”, و تمكنوا بتلك الكيفية من التحكم في مفاصل الدولة بفضل تركيز أتباعهم و أتباع تابعيهم في شكل ترضيات و محاباة , من اولئك الذين منتشرين ببلادنا و قبل قدومهم علينا في شكل خلايا نائمة , كانت و لوقت لا بأس به تعمل على ترتيب تلك الأجندات و التعليمات في الخفاء و خفية و حشية من قمع و جور و استبداد النظام الجائر السابق , الذي كان يسومهم العذاب و التعذيب , لشر أعمالهم و لسوء نواياهم و لوحشية دسائسهم و فتنهم و مؤامراتهم .
و انه و مهما كانت تلك الأسباب و تلك المسببات , فان الشعب التونسي لم يكن أصلا منخرطا في ذلك الصراع الأديولوجي أساسا القائم بين النظام السابق و تلك الفئات , التي اتخذت من الدين توظيفا لسياساتها و لنضالاتها المزعومة , في اطار و منطق و أجندة” الاخوان العالمي ” , و وثيق ارتباطها مع أجندات ” الشرق الأوسطي الجديد ” , و تيارات المخططات الأمريكية الصهيونية و أعاصيرها العاتية على ربوع العالمين العربي و حتى الاسلامي .
و انه و مهما يكن من أمر هذا الصراع , الذي لم يكن لشعبنا فيه لا ناقة و لا جمل , فقد أصرت تلك الفئات على تمرير أجندات مؤجريها ببلادنا كلفهم ذلك ما كلفهم , و بذلك شهد وطننا موجة غير عادية من القلاقل و عدم الاستقرار , ما أنزل الله بها من سلطان , لا نزال نتعرض لانعكاساتها و لتداعياتها و مضارها الى تاريخ الناس هذا و الى يومنا هذا , و ما كان لشعبنا أن يتلهى بها و أن يمر بها أو يتعرض لها , بالنظر للقضايا الكثيرة و لعديد الاستحقاقات و الانتظارات الحارقة و الملحة و الهامة , التي كانت تنتظر حلولا سريعة و عاجلة لها منذ عديد الأزمنة , تلك القضايا و الملفات التي طالها النسيان و التجاهل و التغييب من طرف سياسيينا و حكامنا , سامحهم الله تعالى , لاعتبارات تخصهم و بقيت مجهولة الى وقتنا الحاضر .
و قد آن الأوان للتفكير بصفة جدية و جادة في ضمان مصير و قدر و مستقبل أجيالنا القادمة , و ذلك ببداية توفير ” الحياة الكريمة ” لها , و بعيدا عن أجندات و مخططات مجهزي ” قوارب الموت ” و ” المستقطبين ” لشبابنا , كي يكونوا حطبا و وقودا و وحوشا و قتلة بتعلة ” الجهاد المقدس و الفوز بجنة الخلد و النعيم ” ببؤر التوتر , التي ما تزال نيرانها مستعرة و متأججة بربوع عالمنا العربي و الاسلامي .
و انه و مع كساد تلك التجارة , التي اتخذت كهدف رئيس لها ” الاتجار و المتاجرة بالبشر ” , فقد شهد شعبنا صحوته الحقيقية في الآونة الأخيرة , بعد يقينه الحقيقي و الوطني , بأن حلول مشاكله تكمن بوطنه , أولا و آخرا و نهائيا , و التي له أن يفعلها بفضل ارادته و شجاعته و جرءته و عماه و مثابرته , في اصرار و ايمان بقدراته و بمصيره و بمستقبله و بوطنيته و بمواطنته و بانتمائه الفعليو الواقعي و الحقيقي لوطنه و لا لغيره , و الذي بدونه لا يستطيع تحقيق ذاته و لا حتى أحلامه .
هذا و مع ايماننا الخلص بأن ما كان قد انساق وراءه فئات ضالة من شبابنا من أذغاث الأحلام , و التي أضحت حاليا كوابيسا , و المتمثلة في ” قوافل الموت ” , المحكمة التنظيم و الاعداد في الداخل و الخارج , في نطاق و اطار تلك الأجندات السالف الاشارة اليها , و بعد انقلاب السحر على الساحر , ذلك الشباب المغرر به , و الذي بصق على ثدي أمه التي كانت ولدته و رعته حتى يترعرع و يباغ سن الرشد و التمييز بل حرصت في تسليحه بالعلم و المعرفة , حتى يميز بين ما هو حلال أو حرام , ذلك الشباب الذي تنكر نهائيا لوطنه و لأبناء جلدته , ذلك الشباب الذي تبرء من جنسيته و انتمائه اليه و لو تحت تأثيرات و مؤثرات معينة و لا تخصنا أصلا و أساسا , ذلك الشباب الذي كان قد حرص على الانسياق وراء أهوائه و غرائزه و أجنداته , ذلك الشباب الذي اعتقد جازما بأ، ما انساق وراءه من تيارات هدامة كان يمثل في حقيقته الخلاص الأوحد و الوحيد له , و الحال أنه قد تناسى أنه بانخراطه ذلك قد اقترف ما يسمى في الأعراف الدولية ” بالاعتداء على أمن و سيادة دولة شقيقة ” , كما الحال و الشأن عند حادثة ” الاعتداء على السفارة الأمريكية ” ببلادنا , تلك الحادثة التي عوقبت جراءها بلادنا بأسوء و أذل الكيفيات و التعويضات … .
فهل فكر هؤلاء ” المجاهدين ” حسب اعتباراتهم هم , في عواقب و انعكاسات و تداعيات ما قد أقدموا على فعله و مدى خطورته حاضرا و مستقبلا على وطنهم الأم …؟ , و عند شروعهم في خوض غمار مغامرات لا يتوقع نهايتها و مئالها و عمقها , لآ نظن ذلك أصلا , باعتبار أن هؤلاء قد ألقوا وراءهم و خلفهم كل تلك الاعتبارات و المفاهيم الى غير رجعة و الى الجحيم أصلا , فهم قد أعدوا أنفسهم وقتها للسفر الى الجنة المنتظرة , و التي كان وعدها بهم معديهم و مسفريهم , الذين أثروا على حساب تلك الطرفة و الأحجية و الكذبة , و الذين يرتعون و يمرحون ببلادنا بل يتصدر البعض منهم المشهد السياسي حتى , و اللبيب بالاشارة يفهم … .
و انه و بعد أ، مني هؤلاء و مخططاتهم بالخيبة الذريعة و المتوقعة , يبقى السؤال و التساؤل قائما و مطروحا و الذي يفترض نفسه بعدما أسفرت عنه الأوضاع الحالية , كيف بنا أن نسامحهم و نقبل بهم من جديد للعيش بين أحضاننا و نأتمنهم على أمننا و استقرار بلادنا و عبادنا ؟ , و هم الذين كانوا قد امتهنوا الموت و القتال و القتل و قد لطخت أيديهم و ضمائرهم و أنفسهم بدماء الأبرياء و الضحايا من بلدان عربية شقيقة ؟ , و الحال أنه و عند قبول عودتهم ستكون بلادنا قد تورطت في صراعات و مؤاخذات قانونية و غرم لضرار جراء الخسائر و الدمار الشامل , لم يكن لبلادنا قرار أو يد أو حتى تخمين فيه أصلا و أساسا ,لكنه قد حصل بفعل شباب قد ضل طريقه و قبض بعد ثمن فعلته تلك النكراء … , و تحت تأثير ساسة قد تداولوا على حكم بلادنا في غفلة من أمر هذا الشعب المسالم و المتسامح في أصله و كيانه و طبيعته , و الذي تم توريطه بدوره في صراعات لا تهمه , جراء خيانة و غباء بعض ساسته و حكامه , الذين كانوا يفتقدون بدورهم لأبسط الوعي الوطني … .
هذا و مع ما كانت قد عملت على بنائه بلادنا من ” مسار ديمقراطي ” و من استتباب نوعي للأمن ز الأمان و الاستقرار بكامل ربوعها , و كذا التشريع لشن الحرب الفعلية على الارهاب و على التهريب و على الفساد و على التهرب الجبائي و الضريبي و مكافحة العصابات المافياوية على اختلاف أنواعها و مشاربها , و من تأسيس للمواطنة و للوطنية الحقيقية و العدالة الاجتماعية و الاقتصادية بحق , و من سياسة تشاركية و تضامنية , و عامة التأطير لبعث و ارساء مجتمع متسامح و متوازن يؤمن بالحرية و العدالة و النظام و مختلف حقوق الانسان الكونية واقعا , و بالكرامة الوطنية و الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن المفدى , و بفرحة الحياة الأبدية التي طالما كان ينشد تحقيقها شهدانا و مفكرينا و مصلحينا على امتداد عصور و قرون .
أنه لعمرنا سؤال و تساؤل مقلق و محير في الآن ذاته يساور حاليا البعض القليل , و الحق يقال من ساستنا و حكامنا , و قد أصرينا على هذا القول بالنظر لما قد لوح به من مات بعد و من المؤكد منذ عهد بعيد ضميره الذي تولى من جهته بيعه الى مؤجريه من بلدان الغرب … , من مبادرة ” التوبة ” كحل طرحه لهذه المعضلة في وقاحة كاملة و تامة أمام الملء , ظانا منه أن شعبنا يتمتع بالبلاهة بما كان , و الحال أنه لم يعد لتنطلي عليه أكاذيبه بمثل ما كان بالأمس القريب , عند الانتخابات الخاصة بالشيخ و جماعته سنة 2011 , وان ما أصدع عنه من هراء و هذر و حتى هذيان كان مرده خشية تعرضه و فرقته و جوقته و جماعته … , من امكانية تعرض حميعهم للمؤاخذة القضائية و السياسية ,لانخراطهم الفعلي و الحقيقي و الواقعي في آليات التسفير و الانتفاع من ثماره و ايراداته و موارده , و انهم على يقين تام بأن هؤلاء العائدين من بؤر التوترسيكونون و سيشكلون بمثابت ” شهود اثبات و عيان ” لما اقترفوه من جرائم و أفعال و خيانات حيال هذا الشعب الأبي .
هذا و في نطاق السعي لتوفير أكثر حماية و أمن و أمان لوطننا و بلادنا من هؤلاء ” العائدين من بؤر التوتر ” و هذه ”القنابل الموقوتة ” في نظرنا , وبقصد التوقي و الاتقاء من شرهم و من أشرارهم المتوقعة نقترح ما يلي :
أولا : تكوين خلية أزمة على الصعيد الوطني تضم ممثلين عن الوزارات التي تعنى بالأساس بشأنهم كالعدل و الداخلية و الخارجية و غيرها اكي تؤسس و تخطط لوضع استراتيحية شاملة و متكاملة للتفاعل مع ملفهم الخطير و الحساس في الآن ذاته .
و ثانيا : الاسراع بفتح تحقيق شامل للبحث و مقاضاة و محاكمة كل الذين تورطوا في عملية تسفير شبابنا الى الخرج خلسة و الى بؤر التوتر حسب الأجندات الأجنبية و على أن يكون ذلك من اختصاص المجاكم العسكرية بكامل تراب الجمهورية .
و ثالثا : مقاضاة و محاكمة كذلك الذين قاموا بأي طريقة كانت باستقطاب شبابنا و التأثير على و التغرير به للانخراط ضمن العصابات الارهابية المختلفة و المنتشرة في العالم و مهما كن تموضعها على الخارطة العالمية , و أن يكون ذلك و كذلك من اختصاص المحاكم العسكرية التونسية المختلفة الموزعة بكامل تراب الجمهورية و حسب مقرات اقامة عائلات المطلوبين ببلادنا و قبل رحيلهم الى الخارج .
و رابعا : احالت الأطراف السياسية الذين ثبت تورطهم في هذا الملف الساخن و الحساس بصفة مباشرة أو غير مباشرة أمام نفس المحاكم العسكرية و بعد رفع الحصانة عنهم ان كانوا بوابا بجلس الشعب حاليا .
و خامسا : استنفار قواتنا الأمنية و الديوانية و العسكريةعلى اختلاف اختصاصاتها لمزيد تشديد المراقبة و الحراسة , بقصد صد الاختراقات و عمليات اجتياز حدودنا البحرية و البرية و الجوية , و تكثيف البحث و الكشف عن الخلايا النائمة و مواقع مخازن الأسلحة المتوقع وجودها و انتشارها ببعض ربوع البلاد و مدننا و قرانا و أريافنا و حبالنا و صحارينا .
و سادسا : تكون غرف عمليات بكل الولايات من ولايات الجمهورية تربط بين مناطق الشرطة و الحرس الوطني و المراكز الديوانية و مقرات و تلك المقرات التلبعة للولايات و النيابات العمومية بمختلف المحاكم الابتدائية المتعددة و المحاكم العسكرية و الثكنات العسكرية للدفاع الوطني , مع ربط هذه المكونات بشبكة اتصالات رقمية متطورة , مع احكام ترابط تلك المكونات حتى تنفذ المهام المنوطة بعهدتها على أحسن و أسرع وجه ممكن .
و سابعا : تمكين المستشفيات و المستوصفات و المؤسسات الصحية و الاستشفائية بشبكة اتصالية رقمية متطورة و عصرية و ربطها بكل غرف العمليات الجهوية , مع امدادها بكل المستلزمات التي تمكنها من أداء مهامها على الوجه المطلوب .
و ثامنا : تنصيب كاميراءات مراقبة بكبرى مدننا و ربطها بغرف العمليات الجهوية .
و تاسعا : تدعيم حراسة المؤسسات و المنشآت العمومية و حتى الخاصة السياسية منها و الاقتصادية و الاجتماعية و التربويةو الثقافية و السياحية و الترفيهية .
و عاشرا : تدعيم حراسة الأحياء السكنية في شكل بعث خلايا تطوعية من أهالي الأحياء للعناية بهذا الشأن ليلا و نهارا .
و احدى عشر : مطالبة كل الوزارات بتدعيم اداراتها الجهوية و المحلية و مندوبياتها المختلفة و دواوينها المتعددة بمنظومات اتصالية رقمية عصرية و متطورة , و العمل على تشديد حراستها في أوقات العمل و خارجها , بقصد تخفيف العبء على المنظومة الأمنية .
و اثنى عشر : بعث رقم أخضر يتمكن من خلاله كل مواطن من الابلاغ و الاخبار عن ” العائدين من بؤر التوتر ”.
و ثلاثة عشر : التأسيس لخلايا أزمة جهوية يترأسها والي الجهة تعقد اجتماعاتها في كنف السرية المطلقة لوثوق صلة نشاطاتها بالأمن القومي و يضمن اتصالها بخلية الأزمة الوطنية لمدها بالتقارير اللازمة في شأن هختصاصاتها الأمنية بالأساس .
و أربعة عشر : اعادة النظر و الحرص على مراجعة خارطة تمركز و انتشار القوات و الوحدات الأمنية و الديوانية و العسكرية بكامل تراب الجمهورية , في كامل السرية التامة , لتمكينها من سرعة و سهولة و سلاسة تحركاتها و بأكثر نجاعة لتدخلاتها , و العمل على تطوير تجهيزاتها و معداتها و مراكزها مع توفير أكثر لتحصيناتها و تجويد امكانياتها اللوجستيكية حتى تكون متطابقة مع المواصفات العالمية في شأن اختصاصاتها ,مع تعصير أدائها الميداني و ما يتلاءم مع التطورات الأمنية الراهنة .
هذا و ان تعهيد المحاكم العسكرية بالنظر و الحكم في قضايا ” العائدين من بؤر التوتر ” ورده أصلا و أساسا في كون الجرائم المقترفة من طرفهم و لو بالخارج , كان منطلقه من أرض الوطن بالترحيل و التسفير بعد قضاء مرحلة الآستقطاب و الدمغجة , تلك الجريمة المركبة و المترابطة من عديد الأركان و العناصر و الأجزاء و المكونات الكتمثلة في وصفها النهائي ” التآمر على أمن الدولة الداخلي و الخارجي باستعمال السلاح و بعد التعامل مع الأجنبي ” , و هي تكون بذلك لا تختلف في شيء عن جريمة ” الخيانة العظمى ” , تلك الجريمة التي هي من اختصاص المحاكم العسكرية الدائمة و الخاصة و التي يحكم فيها بالاعدام بصريح نص العقاب ان ثبت اقترافها , كما الشأن بالنسبة لحريمة ” الاعتداء على أمن دولة شقيقة بواسطة السلاح و التآمر عليها ” , تلك الجريمة التي لا دخل لبلادنا فيها , وذلك كله لتخفيف العبء على ” القطب القضائي المتخصص و المختص في مختلف جرائم الارهاب ”.
هذا و اننا على قناعة تامة و راسخة ,بأن شعبنا لا و لن يقبل مطلقا و تماما و كمالا بعودة هذه الفئات الضالة و المضلة الى أرض الوطن , بعد أن تأكد تورطها في القتل و الاعتداء المسلح و التنكيل بجثث الضحايا الأبرياء و بعد التآمر على أمن و سيادة دولة عربية شقيقة من عالمنا العربي و الاسلامي .
و اننا على قناعة تامة كذلك بأنه قد حان الوقت للتخطيط لاستراتيجية جادة و جدية لانقاذ و المحافظة على شبابنا الباقي و الذي ما زال سليما , من مثل هذه الانزلاقات و المنزلقات , التي لا طلئل من ورائها , هذا الشباب الذي يمثل حقيقة حاضر و مستقبل تونسنا التواقة للمعاصرة و للحداثة و للحرية و للسلم و للسلام وللأمن و الأمان وللديمقراطية في أسمى معانيها و في أفضل مضامينها , و لذلك وجب التعامل بحزم و بصرامة مع هذا الملف الحساس , و الذي لو نر من الوجهات الرسمية مع الأسف الشديد ايلاءها له العناية و الاهتمام الكافيين في شأنه الى تاريخ الناس هذا , مع رجانا كل الرجاء الاهتمام به بالقدر الكافي لخطورته و لوخيم تداعياته الحاضرة و المستقبلية , اذ لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر … .
و لا عاش في تونس من خانها
و لا عاش من لم يكن من جندها
شارك رأيك