انعقدت صباح اليوم الخميس 12 جانفي 2017 بمقرّ وزارة الشّؤون الثّقافيّة جلسة عمل حول المعوقات والصّعوبات التّي تعرقل مسار العمل الثّقافي في تطاوين باشراف الوزير محمّد زين العابدين وبحضور والي تطاوين، محسن بن علي وكلّ من النّائبة جميلة الجويني والنّائب البشير الخليفي عن ولاية تطاوين إضافة إلى ثلّة من مثقّفي الجهة ومبدعيها وإطارات وزارة الشّؤون الثّقافيّة.
وتمحورت الجلسة حول موضوعين أساسيّين أوّلهما يتعلّق بتدارس إمكانيّات تحقيق انطلاقة نوعيّة جديدة لمهرجان القصور الصّحراويّة الدّولي بتطاوين الذّي يبلغ هذه السّنة دورته الثّامنة والثّلاثين وثانيهما يتعلّق بالعمل الثّقافي بكامل الولاية وكيفيّة النّهوض به ودعمه بما يتماشى وتطلّعات أبناء الجهة ويجسّد توجّه السّياسة الثّقافيّة الجديدة الرّامية إلى إعطاء الجهات أكثر فاعليّة في إبراز مخزونها الثّقافي والحضاري وتحويلها إلى أقطاب ثقافيّة ومراكز للانتاج الفكري والفني.
ومثلت الحاجة إلى التّرفيع في الدّعم المادّي المسند إلى المهرجان الدّولي للقصور الصّحراويّة بتطاوين أبرز مطالب أعضاء هيئة هذا المهرجان الذّي يستقطب مئات الآلاف من المواطنين من تونس وكذلك من الشّقيقتين ليبيا والجزائر وهو مهرجان محلّي نابع من خصوصيّة المنطقة ويوفّر فرصة لمبدعي الجهة ومثقّفيها لتقديم تصوّراتهم وانتاجاتهم وقد بيّن وزير الشّؤون الثّقافيّة في هذا الخصوص أنّ الوزارة سترفّع في المنحة المسندة للمهرجان بما يمكّن تطاوين من التّمتّع بالتّمييز الإيجابي في المجال الثّقافي وبيّن أيضا أنّ تدارك الهوّة القائمة بين المهرجانات في مجال الدّعم أمر ضروري وأنّ الوزارة تعمل على تمتيع الجهات وخاصّة الدّاخليّة والحدوديّة منها بحقّها في التّنمية الثّقافيّة.
كما استعرض الحاضرون مختلف الاشكاليّات اللّوجستيّة التّي تحول دون التّنظيم المحكم للمهرجان، وناقشوا إمكانيّات تذليلها مع إطارات الوزارة الذّين أكّدوا من ناحيتهم استعدادهم لوضع خبراتهم على ذمّة هيئة المهرجان كما تناولوا كذلك سبل التّنسيق والتّعاون فيما يخصّ ترميم وإنارة القصور الصّحراويّة و تهيئة ساحة المهرجان ودعم المهرجان بالعروض الفنّية وغيرها من المجالات..
تواصل حقيقي بين المركز والأقطاب الجهويّة من أجل تنمية ثقافيّة شاملة ودائمة
وتهدف الاستراتيجيا الوطنيّة التّي تمّ الانطلاق في تجسيدها من خلال برنامج ” مدن الفنون” وقريبا برنامج مدن الحضارات الى أن تصبح الجهات أقطابا ثقافيّة حقيقيّة تشعّ على معتمديّاتها وعلى الولايات المجاورة لها وكذلك البلدان القريبة
تطاوين أعلنت مدينة للفنون منذ25 ديسمبر 2016 وقد دشّن الوزير ساحة الفنون بها حتّى تكون فضاء للعمل الثّقافي “المتواصل والمستمرّ” و تمّ تكوين ” لجنة جهويّة لمدن الفنون” كما أكّده مندوب الولاية للشّؤون الثّقافيّة، السّيد ونّاس معلى خلال هذه الجلسة وستعقد أولى اجتماعاتها يوم الاثنين 16 جانفي 2017 لتعمل بالتّنسيق مع اللّجنة الوطنيّة لمدن الفنون على دراسة مبادرات ومشاريع مثقّفي الجهة التّي تعكس تصوّراتهم للمشهد الثّقافي بجهتهم لتتولّى الوزارة إثر ذلك متابعة تلك المشاريع وتأطيرها وتمويلها باعتبار أنّ دور الإدارة المركزيّة اليوم، ضمن السّياسة الثّقافيّة الجديدة هو “توفير طرق الإمكان” كما جاء على لسان السّيد الوزير فيما يوكل لمثقّفيها ومبدعيها تصوّر الشّأن الثّقافي بجهاتهم وصياغته .
من ناحية أخرى بيّنت السّيدة شيراز سعيّد، مديرة إدارة البناءات أنّ الإدارة بصدد إعداد برنامج وظيفي للتّدخّل وترميم وتهيئة الفضاء المخصّص للمعهد الجهوي للموسيقى ومركز الفنون الدّراميّة بتطاوين كما سيتمّ العمل على تهيئة دور الثّقافة التّي تحتاج لذلك من بينها دار الثّقافة رمادة ودار الثّقافة غمراسن وغيرها من الفضاءات الثّقافيّة في حين تبقى اشكاليّة بناء مسرح للهواء الطّلق رهينة التّنسيق مع رئاسة الحكومة حيث وزارة الشّؤون الثّقافيّة غير مؤهّلة لبناء المسارح الثّقافيّة.
وأبرز وزير الشّؤون الثّقافيّة في نهاية هذه الجلسة أهمّية التّنسيق والتّواصل المستمر الذّي يندرج ضمن استراتيجيّة محكمة للعناية بالجهات وتنميتها ثقافيّا واقتصاديّا واجتماعيّا.
شارك رأيك