عاد نشاط معبر رأس جدير الحدودي، اليوم الاحد، تنفيذا للاتفاق التونسي – الليبي، الذي تم التوصل اليه منذ اسبوعين، والقاضي باستئناف حركة تنقل البضائع لتعود معها حركة تنقل المسافرين التي لم تتوقف بقرار رسمي من اي طرف، بل توقفت بسبب اعتصام بن قردان الذي تواصل لاكثر من شهرين احتجاجا على منع التجار من التزود بالسلع عبر المعبر الذي يعد شريان الحياة بالنسبة للمنطقة ككل.
وعادت حركة التصدير، ونشاط الشاحنات الكبرى للسلع التونسية التي كان الكثير منها رابضا على الطرقات منذ فترة (في حين توجهت شاحنات اخرى الى معبر الذهيبة – وازن بتطاوين رغم طول المسافة)، كما توجه عديد التجار من بن قردان الى ليبيا لاقتناء سلعهم، في الوقت الذي لم تتحدد فيه بعد شروط او ضوابط ادخال السلع عبر المعبر.
ورغم توقفها لشهرين فان حركة دخول الليبيين الى تونس عبر هذا المعبر، قد استأنفت بنسق ضعيف منذ مساء يوم امس، بعد السماح لهم بالعبور من قبل المعتصمين الذين اوقفوا اول امس كل حركة وحتى سيارات الاسعاف، بسبب تخوفات من امكانية التراجع عن قرار فتح المعبر امام التجار يوم الاحد لعدم وجود وثيقة او نص بيان واضح يستندون اليه، وفق وكالة تونس افريقيا للأنباء.
يذكر أن مدينة بن قردان قد شهدت حراكا احتجاجيا انطلق بالسلمي مع اعتصام “سيب بن قردان تعيش” لتنفلت الامور الى حالة من التوتر والفوضى وحرق للعجلات والمناوشات بين المحتجين ووحدات الامن، بالاضافة الى تنفيذ الاتحاد المحلي للشغل لاضراب عام بيوم. ولم تتوصل زيارة وفد وزاري الى المنطقة الى امتصاص غضب المحتجين او تخفيف حدة الاحتقان، رغم المساعي لاعادة فتح معبر رأس جدير والقرارات المتعلقة بانطلاق اشغال منطقة صناعية وتهيئة السوق المغاربية وقرارات اجتماعية واخرى تهم عائلات الشهداء.
وامام هذه الوضعية وتواصل الاعتصام بين بن قردان وراس جدير، توالت المبادرات لحلحلة المشاكل سواء من قبل مكونات المجتمع المدني او من خلال مفاوضات رسمية تونسية – ليبية في اكثر من مناسبة، توجت باتفاق عاد بمقتضاه المعبر الى حركته اليوم، فيما ينتظر المحتجون تنفيذ القرار الليبي لإلغاء اتاوة العبور المفروضة على التونسيين بما قيمته 30 دينارا بداية من شهر فيفري الماضي. ومع عودة معبر راس جدير الحدودي الى حركته المعتادة للمسافرين وخاصة البضائع، تنتعش الحياة ببن قردان وتعود الحركة التجارية بها كمزود رئيسي لمختلف البضائع المستوردة، الى جانب هدوء المنطقة واستعادتها لاستقرارها الاجتماعي الذي بقي رهين الاوضاع بالمعبر في الوقت الراهن، في انتظار دخول المشاريع الكبرى المبرمجة للمنطقة حيز الاستغلال وخاصة منها المنطقة الصناعية التي انطلقت اشغالها او المنطقة اللوجستية كمشروع ينتظر انطلاقه قريبا.
يشار الى أنه رغم استئناف الحركة عبر معبر راس الجدير، الا ان الاعتصام لا يزال قائما.
شارك رأيك