تم اليوم الأحد تحت أجنحة جبل سمامة بسبيطلة من ولاية القصرين وتحديدا بمنطقة “الوسّاعية”، إعلان جبل سمّامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية، في إطار الدورة الثالثة لتظاهرة “الإنزال الثقافي” التي ينظمها المركز الثقافي الجبلي بسمّامة ومؤسسة رامبورغ للفنون الثقافية بتونس بدعم من المجلس الجهوي لولاية القصرين والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.
كما تم الإعلان بالمناسبة عن انطلاق أشغال بناء مشروع المركز الثقافي الجبلي بالمنطقة الذي يُعدّ الأول من نوعه في تونس وفي الوطن العربي حسب ابن سمامة عدنان الهلالي الذي تبرّع بهكتار من أرضه لفائدة المشروع وتكفّلت مؤسسة رامبورغ بتجسيده على أرض الواقع باعتماد يناهز نصف مليار، حتّى يصبح لعشاق الفنون والمبدعين بسمامة فضاء يحتضن مواهبهم وإبداعاتهم وتصبح سمامة نقطة إشعاع ثقافية بامتياز، تكسر الصورة السلبية والنمطية التي صنعها أصحاب الافكار الظلامية ومحبو الموت والسواد، وفق ما أكدته رئيسة جمعية رامبورغ للفن والثقافة بتونس ألفة ترّاس على هامش ندوة صحفية إلتأمت بإحدى هضاب “الوسّاعية”، وقد تم فيها اتخاذ الحجارة المغلفة بجلود الأغنام كراسيا ومن الإكليل والعرعار بساطا.
وأضافت ألفة ترّاس في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنّ مشروع المركز الثقافي الجبلي، سيكون مشروعا نموذجيا لا مثيل له، لأنّه وفق تصوّرها، سيكون بمثابة الفضاء الثقافي والترفيهي والاجتماعي والتربوي، لما سيحتويه من نوادي متعددة الاختصاصات (مسرح، سينما، موسيقى، رقص…) وورشات عمل حية في الفن التشكيلي والقرافيتي… ومكتبة عمومية وروضة أطفال وفضاء للصناعات التقليدية، وسيوفّر للمشتغلات في جمع الاكليل ولنسوة المنطقة مورد رزق يغنيهن عن الجبل الملغوم، موضحة أنّ المشروع سيكون جاهزا خلال شهر سبتمبر المقبل على أقصى تقدير.
وأكد عدنان الهلالي من جهته أنّ إعلان جبل سمّامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية، هو ليس مجرّد عنوان لاحتفالات مستوردة وعروض مبهرة، بل أنّ هذه العاصمة ستبنى حجرا حجرا من خلال ورشات مسرح الجبل التي ستسيج الجبل من جهاته الأربع ومن خلال عيد الرعاة وتظاهرة “كونترا- فن” و “رواق سمّامة” و”مسيرة الزهور” وفوق “التروبادور” و”أصوات سمّامة” و”غار بويز” و “المهرجان الدولي للبريك دانس”…، مضيفا أنّ هذه العاصمة ستكون انتفاضة ضدّ ثقافة الجدران والزنازين وسيكون المركز الثقافي الجبلي مشروعا للزرع الثقافي والتأسيس الفعلي.
وانطلقت التظاهرة بكرنفال ضخم أثّثه اكثر من سبعمائة تلميذ وتلميذة، قدموا من عدة مدارس ريفية بالجهة إلى جانب ثلة من شباب ومتساكني المنطقة، أصرّوا على مواكبة تظاهرة الإنزال الثقافي 3، تحدّيا لأعداء الحياة والوطن وتشبّثا بجبلهم رغم الحرمان والتهميش، وفق تعبير عدد من متساكني المنطقة.
وشارك في التظاهرة شبان من المكناسي ونابل ومنزل بورقيبة وشبان أفارقة وفنانون ومسرحيون وممثلون تونسيون، فضلا عن مشاركات أجنبية فرنسية وجزائرية على غرار الفنان المسرحي فرانسوا قران الذي دعم المشروع الثقافي الجبلي منذ بدايته والفنان الجزائري محمد صالح ميمون الذي قدّم باقة من الأغاني النابعة من التراث الجزائري.
وفوق هضبة “الوسّاعية ” وبمسرح الجبل الذي صنع من الطبيعة مدارجه، أُقيم حفل فني وتنشيطي، أثّثه عدة فنانين منهم بيرم كيلاني “بندرمان” وأيمن الحمزاوي، لزرع البسمة والفرحة في قلوب اطفال وشباب الأرياف الذين عبروا بطريقتهم عن فرحتهم الكبيرة بهذه الاحتفالية الفريدة من نوعها والتي لم يغفل فيها منظموها عن تكريم وتوسيم عائلات شهداء المؤسستين العسكرية والأمنية والمدنيين الذين استشهدوا بسفح جبل سمّامة وذلك على أصوات وزغاريد نسوة المنطقة.
شارك رأيك