قال عضو الهيئة السيايبة لحركة نداء تونس فوزي معاوية، اليوم الثلاثاء 7 فيفري، انه لاشك و أن تجارب الانتقال تضع الحياة السياسية في تعرجات عدم الاستقرار و تسارع الأحداث وتقلبات المشاهد السياسية وسرعة الصعود والانحدارفي التموقع وفي تقلد المسؤوليات.
وقال في تدوينة له على صفحته الرسمية، انه غالبا ما يكون كل ذلك بعد طول مدة انغلاق سياسي خانق وصانع للكبت والحرمان و للاحباط وهو ما يولد رغبة في المشاركة المحبذة لدى المجتمعات المدنية ومدعومة من طرفها بما قد تجسّمه في هذا الانتقال من توسيع لدائرة الفاعلين و المتدخلين في الشأن العام.
واضاف: “و لكن كل بلاد و أرطالها كما يقول المثل, اذ ما برز في تجربتنا التونسية على أهميتها وثرائها هو انفجار رهيب
لطموحات اكتسحت كلها المجال السياسي ولهفة لانظير لها لاحتلال المواقع الأولى دون اعتبار للمواقف مع دخول كل من
هب ودب فيما يمكن اعتباره مجازفة بالعمل السياسي دون توفر الحد الأدنى من التجربة ومن الكفاءات المطلوبة للقيادية
أو للمؤهلات الضرورية لتسيير الشأن العام ’و اتخذت الظاهرة أبعدا سريالية تندمج فيها التراجيديا مع المهزلة والسخرية
والبهلوانية..و الأغلبية على شبه اتفاق ساري المفعول وأن السياسة لا تعدو ان تكون لعب وتلاعب ومراوغة ومناورة
ومن المضحكات المبكيات أننا أصبحنا نجد مدعين للزعامة دون ماض ودون دعم لا مادي و لابشري من داخل الهيئات
أو الاحزاب ودون نسبة ولا انتساب وأحيانا يكفي الظهور المتكرر في مشهد اعلامي مرتبك و في طور التشكل والنضج
لترسخ قناعة الكثيرين بأنهم أصبحوا زعماء أفذاذا وتزيد مؤسسات سبر اللآراء الطين بلة في هذا المشهد عندما تؤكد وأن
محبوبي الجماهير هم أصحاب الأصوات الجهورية والهستيريا الكلامية ومحترفي “السفسطائية”والشعبوية مؤكين على
انطباعية أغلبية المعبرين عن آرائهم من داخل عيناتهم المختارة وقد يكونوا على” حق” ولكن في الواقع نجدهم مع ذلك
يكرسون” حقيقتهم” التى صنعوها من زوايا نظرتهم المقيدة زمانا ومكانا باختيارعيناتهم”.
وافاد انه من خصائص هذا الانتقال ان من بلغوا سدة الحكم قد ساهموا الى حد كبير في بعثرة المرجعيات وفي فتح أبواب المواقع
الأولى والحساسة الى الموالين لهم مهما كانت مؤهلاتهم هزيلة ما داموا موالين طائعين الى أولياء نعمتهم خاضعين، كل ذلك على حساب استقرار مؤسسات الدولة وارباك دورها في اطار “التدافع”المنشود لدى البعض والمقبول لدى من بلغ بهم تكريس براغماتية مبالغا فيها حد بعثرة حتى لا نقول ضياع المشروع برمته.
واعتبر فوزي بن معاوية ان كل ذلك ساهم في تورم الأناءات لدى عدد من سياسيينا وأصبح اللهث وراء المناصب غاية الغايات واصيب المجال السياسي بتلوث غير بريء يعرقل التجديد الضروري” للطبقة” السياسية تجديدا يتأرجح بين قوى القديم و الجديد بين مصالح متضاربة حول بناء دولة القانون و المؤسسات و تحقيق انتظارات و آمال أغلبية التونسيات و التونسيين.
ر.م
شارك رأيك