الحدث مطلع هذا الأسبوع في مجال الحياة الجمعياتية هو حفل التكريم الذي احتضنته يوم الثلاثاء 7 فيفري الجاري دار الثقافة ببن عروس على شرف ثلاث جمعيات برزت في المدة الأخيرة بأنشطتها الاتصالية، من خلال انتاج اشرطة فيديو عرضت على التصويت من قبل الشباب مستعملي شبكة الانترنات.
المبادرة تعود إلى رغبة في التعاون و التكامل و التضامن بين برنامجين يسعيان إلى دفع العمل الجمعياتي و تطوير أدائه. و نعني بذلك برنامج “ابرز” و برنامج “على خاطرك تونسي”.
قوتان من المجتمع المدني تلتقيان ليتحدث عنهما الجميع و لتكشفا مدى طيبة التونسيين و تعاطفهم مع بعضهم البعض و مدى جمال الهوية التي تجمعهم و القيم النبيلة التي تربوا عليها.
ف”ابرز” هذا البرنامج الذي ظهر إلى الوجود في شهر أفريل 2016 هو ليس سوى برنامج تعاوني يقدم المنح و المساعدات للجمعيات التونسية الناشئة لدعم جهودها في انجاز مشاريعها. و هذا البرنامج يتمتع بالتمويل المباشر من قبل المركز الثقافي البريطاني عن طريق شريكيه “مؤسسة الياسمين” و “جمعيتي”.
وليس غريبا أن نجد البوم برنامج “على خاطرك تونسي” يركز الاهتمام على العمل الميداني المكرس للانجاز و الإضافة دون الاكتفاء بلعب دور المتلقي للأعمال الخيرة أو المجمع لها. وهذا التعاون الثنائي بينه وبين برنامج “ابرز” كفيل بأن يسمح بالتعرف على الجمعيات و ما تقوم به من مبادرات جديدة و بتمكينها من الأدوات الفنية و العملية التي تساعدها على التواصل مع المواطنين و المجتمع الواسع بشكل أفضل.
وأثمر هذا التعاون التضامني المتكامل تنظيم مسابقة شاركت فيها 40 جمعية من تونس الكبرى و بنزرت و مدنين تتوفر على صفحة على “الفايسبوك” و تتمتع بشعبية محلية تعكس قدرتها على تعبئة الشباب.
و قد تلقت هذه الجمعيات تكوينا للغرض خلال دورة تدريبية مكثفة على امتداد 4 أيام أمنها خبراء دوليون مختصون في استراتيجيات الاتصال و ذلك لتتمكن هذه الجمعيات من تطوير قدراتها على التواصل مع الشباب و من تنظيم الحملات الاتصالية النافذة.
و قد افرزت هذه المسابقة بروز 3 جمعيات تميزت بإنتاج أفضل أشرطة فيديو عن أنشطتها و ذلك بواسطة التصويت الالكتروني المباشر من قبل الشباب.
و أكدت النتائج ، التي تم الإفصاح عنها في الحفل المذكور بحضور روبار ناس المدير العام للمركز الثقافي البريطاني ، إسناد المرتبة الأولى لجمعية “جربة أنسوليت” المختصة في الحفريات لاكتشاف التراث المادي و اللامادي و العمل على تثمينه عن طريق الترميم و التوثيق.
و تحصلت على المرتبة الثانية جمعية “ساعدني على التعلم” التي تسعى إلى المساعدة على تحسين المستوى التعليمي و التقليص من نسية الانقطاع المدرسي و لا سيما في المناطق الفقيرة.
أما المرتبة الثالثة و الأخيرة فقد آلت إلى الجمعية التونسية للمواطنة و التطوع التي تعمل على ادماج الشباب في المجتمع المدني و الجمعياتي و تشريكهم في اتخاذ القرار.
أما الجوائز الممنوحة لهذه الجمعيات الثلاثة فتتمثل في مجموعتي خدمات. تقوم الأولى على المساعدة على التواصل مع أجهزة الاعلام باختلاف أصنافها و الحضور في البرامج التلفزية و الإذاعية المحلية و الوطنية .
أما الثانية فتقوم على خدمة الاتصال الرقمي المتمثل في التصميم المميز للجمعية (لوغو) و إعداد ميثاقها الرسومي (شارت قرافيك)
وجدي مساعد
شارك رأيك