أعدّ ائتلاف جمعياتي متكون وناشطين وموثقين مشروعا لتجميع الموارد الرقمية للثورة التونسية وعهد بأرشفتها إلى مؤسسة الأرشيف الوطني التونسي.
وقد انتهت المرحلة الأولى من المشروع المتمثلة في تجميع الموارد الرقمية. ولئن كان مجال تجميع الأرصدة التي يرغب الخواصّ المتعاطفون مع هذا المشروع في إيداعها بمؤسسة الأرشيف الوطني مفتوحا، فإنّه بات من الضروريّ أن نتوجّه مستقبلا إلى تجميع الموارد المكتوبة والشفوية عن الثورة، مثل البيانات، ومحاضر جلسات الاجتماعات، والتقارير، والإحصائيات التي صدرت عن الاتحاد العام التونسي للشغل وعمادة المحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية..
وقد تكفّلت المكتبة الوطنيّة بجمع المقالات الصادرة في الصحف الالكترونية والمنشورات الصّادرة في شبكات التّواصل الاجتماعيّ، والرسوم، والأغاني، وصور الكاريكاتور، والرسوم الجدارية… ويقترح هذا الائتلاف القيام بالمساعي الضّروريّة من أجل اقتناء أشرطة الفيديو التي بثّتها قناة فرانس 24 أو المواقع الاجتماعية الفرنسية واحتفظت بها المكتبة الوطنية الفرنسية(BnF) ومكتبة التوثيق العالمي المعاصر(BDIC) ووكالة جينيريك Génériques.
وليس تجميع وثائق الثورة بالأمر البسيط الخالي من التّعقيد. فالمؤكّد أنّ صعوبة التعرّف إلى مؤلّفي هذا الأرشيف، وتشتّت الموارد السمعية – البصرية عبر البلاد وكذلك خارجها، إضافة إلى تنوّع المحامل، عوامل تجعلنا نعي بأهمّية التّعريف بهذا المشروع إعلاميّا، ونشر الوعي بضرورته. وهذا اليوم الدّراسيّ سيستهلّ بتقديم الرّصيد الذي تمّ تجميعه، وعرض نماذج منه تتمثّل في أشرطة فيديو غير مسبوقة.
وسيقيّم الائتلاف ما تمّ تجميعه، ويدعو المنظمات التي قامت بدور في هذه الانتفاضات (اتحاد الشغل، الرابطة، عمادة المحامين، المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية) إلى المشاركة في المائدة المستديرة وإلى تقديم وثائق الأرشيف التي في عهدتها.
وسيكون هذا اللّقاء أيضا مناسبة لتكريم الأشخاص الذين قدّموا المساعدة في عمليّة البحث عن هذا التّراث الرّقميّ.
ويتكون هذا الإئتلاف الجمعياتي أرشيفيين، موثّقين، مؤرّخين، محلّلين إلى جانب باحثين أفراد، وطلبة، ومتبرّعين ومؤسسات وطنية، هي الأرشيف الوطني التونسي، والمعهد الأعلى للتوثيق، والمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر، والمكتبة الوطنية التونسية، وشبكة دستورنا.
شارك رأيك