بقلم :وليد البلطي
نقلت جريدة الشارع المغاربي يوم 11 مارس 2017 ، في مقال لها ، عن رئيس الجمهورية الاسبق ،فؤاد المبزع ، ان بيان الغنوشي لم يكتب يوم 14 جانفي 2017، انه في رده على بن علي ، قال له حرفيا “ماثماشي رجوع.. ماعندك وين راجع البلاد في ثورة” متابعا بأن بن علي طلب وألح على الإتصال بعبد الله القلال إلا أنه لم يتمكن من ذلك.
وفِي هذا الصدد ، انا استغرب من هذا التصريح الكاذب الذي جاء على لسان، من أدى القسم و أؤتمن على اسرار البلاد في يوم من الأيام، لكن في رد على ما جاء على لسانه هذه حقيقة الأحداث كما نقلها لي احد شهود العيان، لان جميع الناس تعرف في الأوساط السياسية ، ان السيد فؤاد المبزع، لم يكن شجاعا في يوم من الأيام و لن يكون ابدا،فالقاصي و الداني يعرف ذلك و لعل الدوائر المقربة منه بالضاحية الشمالية و التي تعرفه بإسم “فوفو”، تعرف حيد صولاته و جولاته زمن ما قبل 14 جانفي 2011 ، بدكان الحلاق قبالة المركز التجاري الزفير .
و في سرد للحقيقة، كما رواها احد شهود العيان، فان الوزير الاول محمد الغنوشي، قد طلب من العقيد سيك سالم، جلب كلا من رئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال و رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع “لالقاء كلمة للشعب، وحيث جيء اولا بالسيد فؤاد المبزع، على متن سيارة تابعة لرئاسة الجمهورية في مرحلة أولى ثم في مرحلة ثانية بالسيد عبد الله القلال الذي كان في وقتها بولاية سوسة او المنستير ،بصدد تنصيب الوالي او احد كتاب لجان التنسيق .
وقد اثار انتظار الرئيسين بمقر الامن الرئاسي على خلاف المعتاد، قلق السيد عبد الله القلال، الذي تسائل على وضعية الحال مطالبا بقدوم الوزير الاول ، وقد كان الخوف و الارتعاش واضحين للعيان على السيد فؤاد المبزع الذي كان جالسا فوق كرسي، يدخن سيقار cigare ، مرددا “الرئيس خلانا و مشا، اش باش نعملو توة “.
هذا و على اثر قدوم السيد محمد الغنوشي، تم إعداد الترتيبات لالقاء الكلمة التي سمعناها يوم 14 جانفي 2011، و على اثرها، اتصل بن علي بفؤاد المبزع، والذي كان يردد “والله يا سيدي خاطيني الامن الرئاسي هو الي عمل كل شيء ،انا خاطيني ،ياسيدي ارجع و يرجع كل شيء كيما كان “ولو واصل بن علي الضغط عليه في الهاتف، لأجهش فوفو بالبكاء،مما استوجب تدخل محمد الغنوشي لتهدئة وضع بن علي ،بعد عرضه الوضعية الامنية للبلاد.
والسؤال المطروح في ذات الموضوع ،لماذا صرح اليوم فؤاد المبزع بهذا ، متجليا كذبا للعموم في دور البطل الشجاع، ؟الا يخشى ان يرد على تصريحاته السادة سامي سيك سالم او محمد الغنوشي او عبد الله القلال؟ لماذا تكلم بعد أكثر من ستة سنوات اتسمت بالسبات العميق؟
في جميع الحالات لن يصدق احد ،ماجاء بتصريح فؤاد المبزع بجريدة الشارع المغربي، فالكل يعرف الدور السلبي الذي لعبه بعد سقوط النظام ، بالرغم انه كان احد دعائمه الاساسية، علما ان الامر قد استوجب زمنها تغيير جميع الأرقام الهاتفية لقصر قرطاج، لقطع سبل التواصل مع بن علي .و في الأخير أقول للسيد فؤاد المبزع او فوفو كما يروق له “ردها عليّ ان استطعت ”
http://acharaa.com/ar/209720
*وليد البلطي : خبير في الحوكمة و مقاومة الفساد
شارك رأيك