عدت إلى التأمل في نص دستور الجمهورية الثانية الصادر بتاريخ 26 جانفي 2014 و توقفت عند الفصل 74 المتعلق بشروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية و تبينت جليا فحوى الفصل و غاياته غير الجلية.
يقول الفصل ” يشترط في المترشح يوم تقديم ترشحه أن يكون بالغا من العمر خمسا و ثلاثين سنة على الأقل. وإذا كان حاملا لجنسية غير الجنسية التونسية فإنه يقدم ضمن ملف ترشحه تعهدا بالتخلي عن الجنسية الأخرى عند التصريح بانتخابه رئيسا للجمهورية”.
عندها اصطففت وراء الصافي سعيد فيما ذهب إليه من دعوة إلى تحوير نص الدستور عبر استفتاء شعبي ينتظم للغرض.
صرح الصافي سعيد بهذا الرأي لدى مشاركته في برنامج “لمن يجرؤ فقط” بتاريخ الأحد 2 أفريل 2017 على قناة الحوار التونسي مشددا على أن يكون المترشح لرئاسة الجمهورية تونسيا قلبا و قالبا و أن لا يكون له أي ارتباط بأية دولة أجنبية بأي شكل من الاشكال.
وفي هذا السياق و بضرب من الاستفزاز من منشط البرنامج تحدث ضيف الحصة عن الهاشمي الحامدي رئيس “حزب العريضة الشعبية” الذي ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية فأجاب مع شيء من الاستهزاء بأنه ينزع الجنسية التونسية عن الهاشمي الحامدي معتبرا إياه مواطنا بريطانيا عليه ان يتوجه إلى بريطانيا إن هو أراد الترشح للانتخابات الرئاسية بها شريطة أن يكون واضحا مع مصالح الجباية البريطانية ، في حين أن الفصل 24 من الدستور ينص على” تحجير سحب الجنسية الوطنية من أي مواطن”
ويذهب ضيف الحصة في تحليله إلى أن البايات العثمانيين استطاعوا أن “يتتونسوا” و لكنهم بقوا غير تونسيين بدليل أنهم سرعان ما باعوا البلاد و سهلوا دخول المستعمر الأجنبي إليها.
و يتهم ضيف الحصة بالكذب كل من يحمل الجنسية الأجنبية و يدعي أنه مناضل. كما يتهم بالكذب كل من يقول بأنه تخلى عن العمل بالخارج و ما يدر من مرتبات طائلة للعودة إلى البلاد من أجل خدمة الوطن
و يعيب الصافي سعيد على منشط الحصة دعوته ل”السياسيين” و “أشباه السياسيين” إلى برنامجه إذ لا غاية له إلا تضخيم صورتهم و تلميعها. كما أعاب عليه استدراجه لتقييم بعض الأشخاص من الوجوه المعروفة على الساحة السياسية مبينا له أنه إنما قدم لهذا البرنامج “لتحليل الأحداث و مناقشة الأفكار لا للحديث عن الأشخاص”.
و على الرغم من ذلك فإنه لم يقدر على عدم السقوط في الفخ و تحدث عن رئيس الجمهورية السيد الباجي قائد السبسي الذي قال عنه إنه”يتميز بقوة الذكاء”
فعن سؤال حول ما إذا سيخرج الباجي قائد السبسيمن القصر الرئاسي من الباب الكبير بعد انتهاء مدته النيابية أجاب ” هو يريد كذلك و لكنه لم يتوفق بعد و إلى حد هذه اللحظة إلى ضبط باب الخروج.” مضيفا “الرئيس الباجى قائد السبسي دخل قصر الجمهورية منقذا و يريد أن يخرج منه بطلا” ومتسائلا إن هو “سيسعفه في ذلك الزمن أو الرجال المحيطون به أو الظروف أو القمة العربية التي سجلت نعاس القادة العرب من فرط الملل الذي غلب عليهم.
وجدي مساعد
شارك رأيك