بقلم :وليد البلطي
يتوجه رئيس الحكومة صحبة 130 رجل اعمال، نحو ثلاثة دول أفريقية في إطار الروية الجديدة للديبلوماسية الاقتصادية، بغية فتح أسواق جديدة للتونسيين،لم أفاجئ بهذا القرار و لا برحلة الاعمال، لان العمل الحكومي اصبح للأسف يرتكز على عناوين إعلامية تشد القرّاء و لكن المحتوى أجوف و مضخم.
قد تجد الرحلة في مبتغاها تجسيدا لارادة بعض رجال الاعمال، لتحقيق ربح أفضل و اضمن بالخارج، نظرا لتعطل آليات الانتاج و الإنتاجية، لتعقيد الوضع السياسي و سوء الحوكمة للمرافق العمومي و ارتفاع سقف المطلبية تحت الغطاء النقابي، وقد يقال ان استثمار رجال الاعمال التونسيين بهاته البلدان من شانه ان يدخل عملة صعبة للبلاد، اليست تونس أولى بان يستثمر ابناءها فيها و نحن في أشد الحاجة الى خلق مواطن شغل لغاية خلق الثروة ، ام عجزت حكومتنا على توضيب الأوضاع للنهوض بالاقتصاد ؟
أليس حري برئيس الحكومة، ان يدرك ان رجال الاعمال المرافقين له، قد عجزوا على مساندة اقتصادهم التونسي قبل الذهاب تحت غطاء رسمي للبحث على أسواق و شراكة، جديدة في بلدان بتنا نعيش في وهم صور لنا ،اننا نحن التونسيون اذكى و اقدر منهم في التخطيط و التدبير ،؟أليس من الغباء ان نخلق الثروة بامكانيات تونسية خارج تونس و في هاته البلدان بالذات و نحن في أشد الحاجة اليها ؟ ام انها الديبلوماسية الاقتصادية في صورتها الإعلامية السياسية و باطنها الأجوف ؟
لقد دخل قانون الاستثمار حيّز التنفيذ في غرة افريل من سنة 2017، و عِوَض ان نرصّ الصفوف و نبدد العقابات لتشجيع الاستثمار الداخلي، نحزم أمتعتنا و نذهب للبحث عن أسواق جديدة ، لأننا فقدنا السيطرة على أسوقنا المحلية ؟
اليوم يذهب رئيس الحكومة صحبة رجال الاعمال الى ثلاثة بلدان أفريقية، فلماذا لا يذهب غدا صحبة طاقمه الوزاري نحو المغرب الشقيق ليطلع على التجربة المغربية في دفع الاستثمار المحلي و استقطاب رؤوس الاموال الأجنبية ? نحن بحاجة الى ان يتوجه رئيس الحكومة و رجال الاعمال الى المناطق الداخلية لدفع التنمية في ظل مجلة الاستثمار الجديدة، فلا حاجة لنا بالدبلوماسية الاقتصادية التي تهيئ لهجرة رؤوس الاموال التونسية خارج الوطن ، بقدر ما نحتاج الى هاته الدبلوماسية لغاية استقطاب رؤوس الاموال الأجنبية، فمتى تكون وجهة رئيس الحكومة و رجال الاعمال ، تونس بمناطقها الداخلية ؟ متى ؟
*المواقف والأفكار التي تنشر في قسم “أفكار” لا تلزم إلا أصحابها ولا يعني نشرها من قبلنا تبنينا لها بأي صفة من الصفات .
شارك رأيك