من الجزائر:عمّـار قـردود
اعترافات إرهابي تائب تكشف: “ابن لادن إفريقيا” الجزائري “مختار بلمختار” لم يُقتل و لكنه أصيب بالشلل أنباء عن تواجد الإرهابي مختار بلمختار بموريتانيا منذ 2016 ويتنقل بينها وبين الجزائر و ليبيا. الجزائر أوقفت تعاونها العسكري مع نواكشوط بسبب رفضها التعاون في القبض على بلعور.
تبنى تحالف إرهابي يطلق على نفسه اسم “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي حركة إرهابية جديدة تضم العديد من المجموعات في منطقة الساحل، الهجوم الذي أسفر عن مقتل جندي فرنسي في مالي الأسبوع الماضي،وذلك في بيان نقلته وكالة “الأخبار” الموريتانية.وقالت الجماعة في بيان بث على مواقع التواصل الاجتماعي ونقلته الأخبار إن الجندي وقع “في مكمن في منطقة دونتزا” بمالي قرب حدود بوركينا فاسو.
وكانت باريس أعلنت الأسبوع الماضي مقتل الجندي “في مواجهة مع إرهابيين” خلال عملية مشتركة بين قوة برخان الفرنسية وجيشي مالي وبوركينا فاسو قرب الحدود مع الأخيرة.
و نشير إلى أنه أعلن عن الجماعة الإرهابية الجديدة بداية مارس الماضي، واندمجت فيها عدة مجموعات مسلحة ناشطة في منطقة الساحل، وشمال مالي، وهي “أنصار الدين”، و”إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة”، و”كتيبة المرابطون” للإرهابي الجزائري مختار بلمختار، و”جبهة تحرير ماسينا”، واختارت الجماعة المالي إياد أغ غالي أميرًا لها.
و يؤكد هذا التحالف الإرهابي الجديد و الذي اتخذ من منطقة الساحل الإفريقي مقرًا له و منطلق لأعماله الإرهابية على أن الإرهابي الجزائري الخطير مسعود عبد القادر أو مختار بلمختار، أو “خالد أبو العباس” أو “الأعور” أو “السيد مارلبورو” أو “أبن لادن منطقة شمال و ساحل إفريقيا” لا يزال على قيد الحياة عكس ما ادعته إمريكا و فرنسا على أنه قد قتل لكن لم يعد زعيمًا مثلما كان لأسباب معينة من بينها تعرضه لإصابة خطيرة،حيث تشير مصادر “أنباء تونس” إلى إصابته بالشلل النصفي و هو السبب الذي جعل الإعلان عن اندماج أربع جماعات إرهابية ناشطة في منطقة الساحل الأفريقي بقيادة المالي إياد أغ غالي بدلاً عن الجزائري بلمختار.
و يظهر في مقطع فيديو نشرته وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة عقب الإعلان عن التنظيم الإرهابي الجديد “نصرة الإسلام و المسلمين” إياد أغ غالي زعيم “أنصار الدين” سابقًا متوسطًا “أمراء” التنظيمات الأخرى: يحيى أبو الهمام أمير منطقة الصحراء، ومحمدو كوفا أمير كتائب ماسينا، وأبو عبد الرحمن الصنهاجي قاضي منطقة الصحراء، والحسن الأنصاري نائب أمير “المرابطون”.
ويؤكد حضور نائب زعيم تنظيم “المرابطون” الحسن الأنصاري بدلاً عن مختار بلمختار في اجتماع أمراء الإرهاب في الساحل خلال الإعلان عن التنظيم الإرهابي الجديد، فرضيتين لا ثالث لهما و هي: يا إما مقتله-و هو الاحتمال الذي فنده مصدرنا بالنظر لعدة معطيات- أو تعرضه لإصابة بليغة في الضربة الجوية الفرنسية الأخيرة في ليبيا-و هو الاحتمال الذي رجحه مصدرنا و ذهب أكثر من ذلك و كشف عن إصابة الإرهابي الجزائري مختار بلمختار بالشلل النصفي مرجحًا احتمال كبير عودته و تعيينه زعيمًا على “نصرة الإسلام و المسلمين” محل المالي إياد آغ غالي في حال تماثله للشفاء..
هذا و قد أعلن مسؤول أميركي بتاريخ 28 نوفمبر 2016 أن الضربة الجوية التي نُفذت خلال نوفمبر 2016، بدعم من الاستخبارات الأميركية، أسفرت عن مقتل بلمختار، وهو الخبر الذي تتريث السلطات الجزائرية في الإعلان عنه لغياب أدلة دامغة تثبته.
وسبق أن أُعلن مقتل بلمختار زعيم جماعة “المرابطون” التي شنت العديد من الهجمات الدامية في منطقة الساحل، خصوصًا في يونيو 2015 خلال هجوم أميركي في ليبيا.
حلف “أمني و إستخباراتي”خماسي لتقويض نشاط “داعش” و “جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في الشمال و الساحل الإفريقيين
و قد كشفت مصادر أمنية وديبلوماسية متطابقة لـــ”أنباء تونس” أن الجزائر وتونس وطرابلس وباريس وبماكو رفعت من حجم تعاونها الأمني والاستخباراتي خاصة فيما يخص تبادل المعلومات بشكل يكاد يكون يومي حول النشاط المتزايد لأنصار تنظيم “داعش” الإرهابي في شمال مالي وليبيا، و كذلك التنظيم الإرهابي الجديد “نصرة الإسلام و المسلمين” الذي تبنى أولى عملياته الإرهابية منذ الإعلان عن تأسيسه.
وأفاد مصدر أمني جزائري موثوق “أنباء تونس” أن الجزائر قررت الرفع من تعاونها الأمني والاستخباراتي بناء على تقارير أمنية تفيد بتزايد الجماعات الإرهابية بشكل مخيف، ما أستدعى الرفع من العمليات العسكرية من تمشيط ومسح و ترصد و استنفار أمني و عسكري و تشديد الرقابة على الحدود الشرقية و الجنوبية و حتى الغربية ،و أن هناك معلومات شبه مؤكدة تفيد أن عدد من الجماعات الإرهابية و على رأسها تنظيم “المرابطون” الذي يتزعمه الإرهابي الجزائري مختار بلمختار كانت “قاب قوسين أو أدنى” من إعلان ولاءها لتنظيم “داعش” الإرهابي و الالتحام به من أجل رص الصفوف و توحيد المواقف لمحاربة الأعداء المشتركين لهم،حيث كشف بلمختار في بيان أصدره منذ عدة أشهر أن عناصر تنظيمه-“المرابطون”-شاركوا إلى جانب تنظيم داعش في عمليات ضد قوات الجيش الليبي في سرت و عدد من المدن الليبية سنة 2016،لكن في آخر لحظة باءت محاولة الالتحام بالفشل لأسباب غامضة،ليتم الإعلان أوائل شهر مارس المنصرم انضمام كتيبة “المرابطون” التي يتزعمها مختار بلمختار إلى تنظيم إرهابي جديد باسم “نصرة الإسلام و المسلمين” بقيادة “إياد غالي”.
كما أن التنسيق الأمني والاستخباراتي الخماسي فرضته المستجدات الأخيرة في المنطقة، والتقارير الأمنية والاستخباراتية التي أشارت إلى احتمال عودة النشاطات الإرهابية في شمال مالي من خلال الإعلان عن تأسيس التنظيم الإرهابي الجديد “جماعة دعم الإسلام و المسلمين” و احتمال هروب قوافل الإرهابيين “الدواعش” من ليبيا نحو مالي و دول الشمال و الساحل الإفريقيين و تمدد جماعة “بوكو حرام “النيجيرية ووصولها إلى منطقة الساحل الإفريقي وانتشارها حتى في الجنوب الليبي وإمكانية تشكيل كتائب إرهابية تابعة لتنظيم داعش، حيث يعمل زعماء تنظيم داعش على استقطاب أكبر عدد ممكن من الجماعات الإرهابية الأخرى وإقناعها أو إغراءها بالانضمام إلى التنظيم والعمل تحت لواءه.
هذا وكان تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة قد حذّر الجزائر من مغبة التعرض للهجمات الإرهابية التي يتسبب فيها فرار المقاتلين من بلدهم الأصلي ليبيا نحوها بعد حصارهم فيها وعدم قدرتهم على السيطرة على الأوضاع هناك.
وأكد التقرير نفسه أن الإرهابي مختار بلمختار أمير جماعة “المرابطون” الناشطة بالصحراء يتواجد بالأراضي الليبية إلى جانب “اياد غالي” الذي يقود جماعة أنصار الدين الإسلامية المالية وله قاعدة في جنوب ليبيا. مما يجعل الحدود الجزائرية مع ليبيا عرضة للهجوم من قبل هذه الجماعة.
وجاء في نفس التقرير أنه يوجد ما بين 2000 الى 5000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية ينحدرون من الجزائر، ليبيا، تونس، مصر، مالي، المغرب وموريتانيا، وهو ما يحدث مخاوف كثيرة من تمديد تنظيمات داعش من سرت الليبية، حيث يفر المقاتلين بعدها جنوبًا وغربًا، وبعدها إلى تونس، وهذا ما يؤدي إلى تكوين تنظيمات إرهابية جديدة في شمال افريقيا.
وأشار ذات التقرير أن الضغوطات التي تمارس على تنظيم “داعش” الإرهابي، يدفع بالمقاتلين بالتأثير على بلدان الشمال الافريقي ، بعد نزوحهم لها من ليبيا، مشيرًا إلى القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية والتي عملت على دعمها الأمم المتحدة منذ أزيد من سنة فيما يعرف بعملية “البنيان المرصوص” والذي يعمل على استرجاع مدينة سرت من تنظيم “داعش” التي عاشت تحت رحمة هذا التنظيم لأكثر من سنة ، وذكر التقرير أنه يتم تمويل أنصار بيت المقدس بالأموال من ليبيا بعدما أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية والناشطة في سيناء المصرية .
وأضاف التقرير أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي والذي ينشط في مالي ومنطقة الساحل، يحصل لحد الأن على أسلحة ومختلف الذخائر من ليبيا، كما أوضح ذات التقرير أن الفوضى التي تتخبط فيها ليبيا من كل النواحي والتنافس على السلطة وغنائها بالنفط جعل منها قبلة للتدريب المقاتلين الأجانب بها.
من جهتها حذّرت تقارير أمنية أمريكية من هجمات إرهابية يخطط لها الإرهابي مختار بلمختار أمير جماعة المرابطون المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي الجديد”جماعة دعم الإسلام و المسلمين” في دول الشمال والساحل الإفريقيين، من ضمنها الجزائر. وجاء هذا التحذير الذي تناولته عديد الصحف الأمريكية المعروفة ليؤكد اعتراف أمريكي بأن الإرهابي مختار بلمختار لا يزال على قيد الحياة، بعد اعتراف ضمني من طرف هيئة الأمم المتحدة بأن بلمختار لا زال حيًا يُرهب العالم.
وأفادت ذات التقارير الأمنية الأمريكية إن الإرهابي مختار بلمختار يخطط لهجمات إرهابية ضد أهداف غربية في مالي، وحذرت من هجومًا إرهابيًا كبيًرا يجري التحضير له في دولة مالي ويستهدف رعايا دول غربية، مضيفة أن التحذير يشمل أيضا الجزائر، النيجر، موريتانيا، المغرب، تونس وبوركينافاسو.
أنباء عن تواجد الإرهابي مختار بلمختار بموريتانيا منذ 2016 ويتنقل بينها وبين الجزائر ليبيا
و من جهة أخرى كشف مصدر عسكري رفيع المستوى لـ”أنباء تونس” أن الإرهابي الجزائري “مختار بلمختار” المكنى بـ”بلعور” قائد كتيبة “المرابطون” المنصهرة في التنظيم الإرهابي الجديد”جماعة دعم الإسلام و المسلمين” يتواجد حاليًا بموريتانيا و ذلك منذ 2016 قادمًا منها من ليبيا حيث كان يقيم لعدة أشهر و بعلم من السلطات العليا الموريتانية و أنه كثير التنقل و التواري عن الأنظار خشية تحديد موقعه و استهدافه من عدد من الدول كالجزائر و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و عدد من دول الساحل الإفريقي و ذلك استنادًا إلى تقارير استخباراتية غربية و اعترافات بعض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم من طرف قوات الجيش الجزائري،حيث أفاد إرهابي سلم نفسه طواعية إلى قوات الجيش الجزائري بمدينة جانت بولاية إليزي،شهر فيفري 2016،بأن الإرهابي مختار بلمختار كان يتنقل بشكل شبه دائم ما بين ليبيا،مالي،النيجر و موريتانيا و من ثمة العودة إلى الجزائر و أنه منذ أواخر سنة 2015 كان يفضل الاستقرار بشكل كبير ما بين موريتانيا و النيجر لأسباب أمنية محضة و أنه كان كثير التنقل إلى ليبيا خاصة خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2016 و أنه قرر الانضمام إلى تنظيم “داعش” و النشاط تحت لواءه بمعية عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى و لكن ذلك لم يتم في آخر لحظة لأسباب غامضة،و تعتبر أجهزة الاستخبارات الإرهابي بلمختار العقل المدبر للهجوم على حقل إن أميناس للغاز في الجزائر مطلع عام 2013 والذي انتهى بمقتل 38 شخصًا احتجزهم عناصر التنظيم كرهائن.
وبلمختار الملقب بـ”بلعور” لفقدانه النظر في عينه اليمنى، هو القائد السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتزعم جماعة “المرابطون” التي نشأت في 2013 عن اندماج تنظيمه السابق “الموقعون بالدم” مع “حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، إحدى المجموعات المتشددة في شمال مالي.
الجزائر أوقفت تعاونها العسكري مع نواكشوط بسبب رفضها التعاون في القبض على بلعور
وأبرز مصدرنا أن السلطات الجزائرية تقدمت بعدة طلبات عبر القنوات الرسمية الديبلوماسية إلى السلطات الموريتانية من أجل التعاون معها للإيقاع بالإرهابي الخطير مختار بلمختار المطلوب لدى العدالة الجزائرية لتورطه في ارتكاب وتنفيذ عدة عمليات إجرامية وإرهابية و الذي كان مقيمًا بالتراب الموريتاني لعدة أشهر و بعلم من السلطات الموريتانية التي تكون قد تكفلت حتى بتوفير الحماية الأمنية له لكن نواكشوط رفضت الطلب الجزائري ما تسبب في حدوث أزمة صامتة بين البلدين وفتورًا ملحوظًا في العلاقات بينهما في الآونة الأخيرة.
وأن رفض نواكشط التعاون مع الجزائر للإيقاع بالإرهابي مختار بلمختار هو من بين الأسباب التي جعلت الجزائر تعلق تعاونها العسكري مع نواكشوط، إضافة إلى غضبها على قرار موريتانيا إنشاء قوة تدخل سريع في الساحل تضم موريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، ومالي وبتمويل أوروبي.
وجاء الإعلان عن هذه القوة العسكرية الجديدة، في الوقت الذي تنسق دول من الساحل مثل موريتانيا ومالي والنيجر مع الجزائر في إطار قيادة الأركان المشتركة التي أنشئت العام 2010 ومقرها بتمنراست لمكافحة الإرهاب في الساحل، عبر التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين هذه الدول.
ويشار إلى أن العلاقات بين الجزائر وموريتانيا شهدت أزمة إثر طرد موريتانيا الدبلوماسي الجزائري بلقاسم شرواطي في 22 أفريل 2015 وردت الجزائر بالمثل بإعلان المستشار الأول في السفارة الموريتانية بالجزائر محمد ولد عبد الله شخصًا غير مرغوب فيه.
ورغم تلك الأزمة، فإن التنسيق الأمني بين البلدين تواصل، حيث شارك نائب رئيس أركان الجيش الموريتاني اللواء حننه ولد سيد في سبتمبر 2015 برفقة قيادات في الجيش، في اجتماع رؤساء أركان دول الميدان بتمنراست لبحث التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.
ومنذ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 2008، شهدت العلاقات مع الجارتين تأرجحًا بين التقارب والفتور، فبينما عارضت الجزائر انقلاب ولد عبد العزيز في البداية بسبب إقصائه لحليف الجزائر السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله؛ رحب بالانقلاب للسبب نفسه المغرب، الذي يراقب الآن عن كثب عودة العلاقات بين نواكشوط والجزائر، والمسار الذي ستسلكه خلال المرحلة القادمة؛ خاصة في ظل التطورات الأخيرة في ملف الصحراء الغربية.
مقاتلات “أف-15” الأمريكية أصابت بلعور في غارتها سنة 2015 لكنها لم تقض عليه
وأفاد ذات المصدر أنه تم رصد تواجد بلمختار في مدينة “إجدابيا” الليبية في شهر ديسمبر 2015، حيث تم رصده في مقطع فيديو عُثر عليه، كما تم تصويره كذلك في منطقة حدودية قريبة من النيجر تسمى “إمساك السودة”. وبحسب اعترافات الإرهابي التائب، فإن بلمختار ظهر بصحبة قيادات بميليشيات “ثوار إجدابيا” وأنه هو شخصيًا كان ضمن الإرهابيين الذين التقوا ببلمختار بليبيا قبل الضربة الجوية التي شنتها مقاتلات أميركية في ليبيا في جوان 2015، والتي جاءت لاستهداف زعيم جماعة “المرابطون” مختار بلمختار لكنه نجا منها بأعجوبة كبيرة ولكنه تعرض إلى إصابة بليغة في رجله اليسرى وتمكن من الفرار والتوجه نحو النيجر.
وأكد المصدر أن الإرهابي بلمختار، يدير التنظيم حاليًا من داخل ليبيا ومن قبل كان يديره من موريتانيا، على الرغم من تخطيطه وتنفيذه للهجوم الإرهابي الفاشل على قاعدة خريشبة النفطية بالمنيعة، شهر مارس الماضي، في محاولة للفت الانتباه وفكّ الحصار على إرهابيّين آخرين منضوين تحت ما يسمى قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي.
وكشف ذات المصدر أن الإرهابي القيادي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بلمختار لم يدخل الجزائر منذ صائفة 2015، حتى بداية 2016.
وقال الإرهابي التائب “عبد الجليل قومام”المكنى بـ”أبو الرقراق”-وهو إرهابي قام بتسليم نفسه طواعية لمصاح الأمن بمدينة جانت بولاية إليزي فيفري 2016 وكان ينشط ضمن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقال إنه اشتغل تحت إمرة مختار بلمختار بحركة الموقعون بالدم قبل تأسيس حركة المرابطون سنة 2013-في معلومات سرية كشفها لمصالح الأمن الجزائرية إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أجرى مفاوضات مع السلطات الموريتانية بغية التوصل إلى صلح ينهي الحرب بينهما.و هي معلومات تتطابق مع تلك الاعترافات التي أدلى بها الإرهابي الموريتاني القيادي في تنظيم القاعدة “عبد الرحمن ولد محمد الحسين” المكنى بـ”يونس الموريتاني”-وهو مهندس التحاق الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتنظيم القاعدة وتحولها إلى فرع له في المغرب الإسلامي – للأمن الموريتاني بعد تسلمه من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2012.
وتأتي تأكيدات الإرهابي التائب “أبو الرقراق” و قبلها ما تفضل به الإرهابي يونس الموريتاني بوجود مساع للصلح بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي و موريتانيا، لإضفاء المزيد من الصدقية على مضمون الوثيقة التي رفعت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية السرية عنها، ضمن وثائق أخرى عثر عليها في المخبأ الذي كان فيه أسامة بن لادن، وتوثق نقاش قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان لمضامين خطة لإعداد اتفاق مع الحكومة الموريتانية يلزم جناح القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعدم استهداف موريتانيا لمدة عام قابلة للتجديد، وهو ما يطرح علاقة موريتانيا بتنظيم القاعدة طيلة الـــ15 سنة الماضية.
و كثيرًا ما امتازت علاقة الطرفين بالمهادنة التامة و هو أمر محير و مثير للشكوك و التساؤلات، خاصة و أن تنظيم القاعدة كان يضم في صفوفه عدد معتبر من القياديين و الإرهابيين الموريتانيين و منذ أن كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ويركز عملياته الإرهابية ضد الجزائر،حتى سنة 2005 عندما قام التنظيم الإرهابي بتنفيذه لعملية لمغيطي في شهر جوان 2005،والتي قتل فيها 15 جنديًا موريتانيًا، لتبدأ مرحلة صراع مفتوح بين موريتانيا والتنظيم امتدت حتى العام 2012، مع فترات مد وجزر، تخللتها عدة ضربات وجهها التنظيم إلى موريتانيا منها مقتل ثلاثة سياح فرنسيين، نهاية 2007، ثم قتل القاعدة لـ12 عسكريًا موريتانيًا في تورين في سبتمبر 2008، قبل اختطاف ثلاثة سياح أسبان على طريق نواكشوط- نواذيبو في أواخر نوفمبر 2009.
وقد ردت موريتانيا على هذه العمليات باعتقال عدد من المنتمين للقاعدة داخل البلاد، ومحاكمتهم، والدفع بقوات من الجيش إلى عمق الشمال المالي للدخول في مواجهات مفتوحة مع كتائب القاعدة.
وفي سنة 2012 بدأت المفاوضات بين موريتانيا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للتوصل إلى هدنة. وقد تعهدت موريتانيا بعدم مشاركتها في أي عملية عسكرية تستهدف القاعدة والحركات المرتبطة بها في مالي، وهو ما وفت به في التدخل الفرنسي الذي بدأ بعد هذه المفاوضات،حيث امتنعت موريتانيا عن إرسال جنودها للمشاركة في التدخل الفرنسي في شمال مالي، والذي بدأ يوم 7 جانفي 2013، وهي الرسالة التي جاء الرد عليها من أمير إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحي أبو الهمام، والذي قال إن تنظيمه سيعامل الدول التي تعاملت معهم بالحياد، ولم تشارك بجنودها فيما وصفه “بالحرب الصليبية”، ستعاملها بالمثل..
وأكد الإرهابي التائب قومام الذي كان ينشط في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في معرض كشفه لهذه المعلومات الهامة والخطيرة لمصالح الأمن الجزائرية أن التنظيم حرص خلال سنواته الأولى في الصحراء على إرسال رسائل تهدئة لأنظمة المنطقة باستثناء الجزائر، وخصوصًا مالي، وموريتانيا، والنيجر، حتى يتفرغ التنظيم للجزائر باعتبارها المستهدف الأول في منطقة الشمال الإفريقي مشيرًا إلى السلطات الموريتانية و بسبب ضعف جيشها و قلة ذات اليد وافقت على المهادنة لكن دون التوصل إلى اتفاق رسمي تلافيًا لأي بلبلة قد يحدثها الإعلان الرسمي عن ذلك.
وأفاد الإرهابي التائب أن الإرهابي مختار بلمختار اختار الإقامة بموريتانيا دون غيرها يعود إلى وجود هدنة رسمية بين الحكومة الموريتانية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لكنها غير معلنة، حيث أنه منذ سنة 2012 لم تنفذ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أي عملية ضد موريتانيا وبالمقابل لم تقم الحكومة الموريتانية بأي عملية ضد التنظيم الإرهابي المذكور.
شارك رأيك