من الجزائر:عمّار قردود
“سماح” تم إختطافها من طرف إرهابيون “دواعش” لحاجتهم لتطبيب بعض مرضاهم أو أعضاءهم المصابين بجروح.
كشف مصدر مقرب من عائلة الممرضة الجزائرية المختطفة منذ 5 أيام بمدينة مصراتة الليبية في تصريح حصري لــ”أنباء تونس” أن “سماح.ب” البالغة من العمر 24 سنة و التي تنحدر من مدينة بابار بولاية خنشلة-شرق الجزائر-تم اختطافها من إرهابيين ينشطون تحت لواء تنظيم “داعش”،و أنه تم اختطافها بالقرب من المستشفى التعليمي بمدينة مصراتة الليبية،أين كانت بصدد التوجه إلى عملها،حيث تعمل كممرضة بالمستشفى المذكور آنفًا.
و بحسب صديقتها الليبية “جواهر.ج” البالغة من العمر 26 سنة و التي تعمل معها بذات المستشفى و كانت شاهدة عيان على حادثة الاختطاف و قامت بتصوير الحادثة بتفاصيلها و سلمتها إلى المصالح الأمنية الليبية المختصة فقد كانتا هي و سماح تسيران في الشارع باتجاه المستشفى التعليمي بمصراتة و تتبادلان أطراف الحديث ،قبل أن تستأذنها للذهاب لشراء قارورة ماء من إحدى المحلات القريبة،لتتفاجئ بوقوف سيارة سوداء اللون بالقرب من زميلتها و بعد ذلك سمعت صراخ سماح التي تمت محاصرتها من طرف 4 أشخاص من ضمنهم إمرأتين،و تم إرغامها بالقوة على ركوب السيارة و الانطلاق بها صوب وجهة مجهولة.
جواهر التي كانت تتحدث معنا بارتباك شديد قالت لـــــ”أنباء تونس” أنها تتمنى أن تكون صديقتها سماح بخير و أ، لا تتعرض إلى أي مكروه،و توقعت أن تكون المجموعة الإرهابية التي اختطفتها لحاجتها لتطبيب بعض مرضاها أو أعضاءها المصابين بجروح ما و أن احتمال الإفراج عنها و إخلاء سبيل وارد في أي لحظة،خاصة و أنه تم تغطية عينيها بحجاب أسود لحظة اختطافها لمنعها من رؤية مكان المجموعة الإرهابية.
و يناشد مصدرنا عبر “أنباء تونس” السلطات الجزائرية و الليبية على حد سواء خاصة وزارة الشؤون الخارجية و القنصل العام الجزائري بمصراتة للتدخل و التحرك لمعرفة مصير الممرضة الجزائرية المخطوفة و الحؤول دون تعرضها إلى أي مكروه و إعادتها إلى عائلتها التي تقيم بليبيا منذ أزيد من 20 سنة.
“أنباء تونس” من جهتها اتصلت بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية و استفسرت عن القضية و تم إبلاغها أنه تم إنشاء خلية أزمة مصغرة و تم ربط الاتصال مع السلطات الليبية و أنها تعمل على تحديد موقع تواجد الممرضة الجزائرية المختطفة و هوية المجموعة الإرهابية التي قامت بإختطافها،و نفى مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية في الجزائر لـــــ”أنباء تونس” استعداد الجزائر لدفع فدية مالية للإرهابيين في مقابل إطلاق سراح الرعية الجزائرية.
هذا و شهدت و تشهد عدد من المدن الليبية موجة غير مسبوقة من الاختطافات، التي طالت مسؤولين ومواطنين و رعايا أجانب وسط مشهد سياسي وعسكري مرتبك.وبحسب تقارير إعلامية، فإن حالات الاختطاف ارتفعت وتيرتها خلال الشهر الجاري والمنصرم لتصل إلى خطف 10 مواطنين، اختلفت أسباب اختطافهم ما بين الاحتجاز مقابل المال او الاختطاف على الهوية بسبب العداءات بين المجموعات المسلحة، لا سيما مليشيات “ورشفانة” الموالية للبرلمان المتحكمة في منافذ العاصمة جنوباً وغرباً.
وكان رئيس لجنة الترتيبات الأمنية التابع للمجلس الرئاسي الليبي عبد الرحمن الطويل، أعتبر أن تنامي هذه الظاهرة جاءت كمحاولة لإظهار حكومة الوفاق غير متمكنة من السيطرة الأمنية على طرابلس و باقي المدن الليبية. وأضاف “الأسباب السياسية وراء ظاهرة الاختطافات غير ظاهرة، وغالبيتها تنفذها جماعات مجهولة بغية الحصول على المال أو لابتزاز المسؤولين لتنفيذ مصالحهم، لكن في النهاية هي مجموعات تدفعها جهات سياسية بهدف زعزعة أمن ليبيا”.
شارك رأيك