من الجزائر : عمار قردود
كشفت مصادر أمنية جزائرية مطلعة لــــــ”أنباء تونس” أن إرهابي قام بتفجير نفسه بحزام ناسف،يوم الأربعاء 19 أفريل، في منطقة جبلية تسمى “السطايفية” بمرتفعات جبال عين النحاس ب بلدية بن باديس بولاية قسنطينة-شرق الجزائر-، فيما استسلم إرهابي آخر لقوات الشرطة الجزائرية، إثر محاصرتهما، بجبال عين نحاس.
وحسب ذات المصادر التي تحدثت لــــ”أنباء تونس””عن تفاصيل هذه العملية الأمنية النوعية لمصالح الأمن الجزائري و التي انتهت مساء يوم الأربعاء، في حدود الساعة الخامسة و 20 دقيقة فإن الإرهابيان يعتبران من أخطر عناصر سرية “الغرباء” المنضوية تحت لواء تنظيم “داعش” الإرهابي و التي تتخذ من منطقة الشرق الجزائري معقلاً لها و منطلقًا لتنفيذ عملياتها و اعتداءاتها الإرهابية و كانا من رفاق أمير هذه السرية “نور الدين لعويرة” المكنى بــــ “أبو الهمام” و الذي تم القضاء عليه من طرف قوات الجيش الجزائري بمعية إرهابي آخر ،شهر مارس الماضي،و بحسب المعلومات الأولية التي تحصلت عليها “أنباء تونس” فإن هذان الإرهابيان كانا يخططان للقيام بعملية إنتحارية وسط مدينة قسنطينة.
و أفادت نفس المصادر أن الإرهابي الأول المكنى “أبو الهيثم” كان يحضر لعملية إنتحارية قبل أن يقوم بتفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بعد فشله في تخطي حاجز أمني، و بعد أن اكتشف أنه محاصر من طرف قوات الشرطة من كل الجهات، فيما قام الإرهابي الموقوف المكنى “أبو صهيب” بالاستسلام وتسليم نفسه لمصالح الأمن.
و أوضحت مصادرنا أن وجود حزام ناسف بحوزة هذين الإرهابيين هو دليل واضح و كافي على نيتهما في تنفيذ عملية إنتحارية ضد أهداف أو منشآت حيوية بولاية قسنطينة قبل أن تتمكن مصالح الأمن الجزائري من إفشال و إجهاض مخططاتهم الإجرامية.هذا و لا تزال عملية التمشيط التي أطلقتها قوات الجيش الجزائري متواصلة حتى الآن بمرتفعات جبال عين النحاس لتعقب إرهابيين محتملين،أو كشف مخابئ للإرهابيين و تدميرها.
و أشارت مصادرنا أن الجيش الجزائري يعمل منذ عدة أسابيع على مطاردة عناصر هذا الفصيل الإرهابي الداعشي، والذي ينخرط فيه إرهابيين مختلفين يمثلون بقايا الجماعات الإرهابية في الجزائر، حيث تمكنت قوات الجيش من القبض على الأمير السابق لكتيبة أو سرية ”الغرباء” المدعو ”ب.م” والمكنى بـ”مصعب”، شهر نوفمبر 2015، وذلك في كمين محكم بمدينة عزابة بولاية سكيكدة، بعد أن بث شريط فيديو في جويلية 2015، يعلن فيه الولاء لتنظيم ”داعش” الإرهابي، الذي يقوده أبو بكر البغدادي، قبل أن يخلفه في منصبه مساعده المدعو “أبو الهمام”، الذي ينحدر من ولاية قسنطينة، وقد سبق له النشاط ضمن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.و تم القضاء عليه من طرف الجيش الجزائري شهر مارس المنصرم بقسنطينة.
وأوضحت المصادر أن سرية ا”لغرباء” الداعشية التي تنشط على مستوى ولاية قسنطينة، تعتبر أهم وأخطر فصيل إرهابي بالمنطقة، بسبب انتماء ما لا يقل عن 35 مسلح لهذا الفصيل الإرهابي، ينشطون في مناطق جبلية وعرة بولاية قسنطينة وفقًا لتقارير أمنية واستخباراتية.و أنه و بعد القضاء على الزعيم الثاني لسرية “الغرباء” الإرهابي”أبو الهمام” حاول إرهابيو السرية تنظيم صفوفهم و تعيين أمير جديد لهم خلفًا للأمير المقتول و لكن لحد الآن لم يتمكنوا من ذلك.
و ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم إرهابي بتفجير نفسه بولاية قسنطينة التي شهدت في الآونة الأخيرة تحركات مريبة و كثيرة لإرهابيي سرية “الغرباء” الداعشية،حيث قام إرهابي انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا بتفجير نفسه بالقرب من مركز أمني، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بينهم عنصرا أمن، ومقتل منفذ الهجوم بتاريخ 26 فيفري الماضي بقسنطينة و بالتحديد أمام الأمن الحضري رقم 13 بباب القنطرة في قسنطينة،عندما حاول إرهابيًا تفجير نفسه داخل مقر الشرطة باستعمال حزام ناسف، غير أن أحد رجال الأمن فتح عليه النار ليقوم الإرهابي بتفعيل الحزام، ما أدى إلى إصابة شرطيين بجروح.وفي أكتوبر الماضي، نفذ 3 إرهابيين هجومًا على مطعم بمنطقة “الزيادية” في شمال قسنطينة أسفر عن مقتل شرطي بالرصاص.
شارك رأيك