و أوضح ذات المسؤول أن ثمن التذكرة من الجزائر العاصمة نحو عنابة هو 2000 دينار جزائري و من عنابة نحو تونس هو 3000 دينار جزائري.
و أوضح ياسين بن جاب الله أن تحديد تسعيرة تذكرة السفر على خط السكك الحديدية الجزائر ـ عنابة ـ تونس سيتم الأسبوع المقبل خلال لقاء مع الوفد التونسي، غير أنه اكد أن التسعيرة ستتراوح بين 5 و 6 آلاف دج، وهو الخط الذي يتوقع أن يشهد نسبة استغلال مكثفة، كون إطلاقه يتزامن مع موسم الاصطياف وارتفاع عدد الجزائريين الذين يتوافدون على تونس التي تشهد اقبال أكثر من 1.5 مليون جزائري على تونس بغرض السياحة.
و بحسب المدير العام للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية فإن الشركة التونسية للنقل بالسكك الحديدية قد تمكنت من إعادة تهيئة النفق الذي يقع في إقليمها،و هو الذي حال دون إطلاق خدمة القطار خلال موسم الاصطياف الماضي.و عن الخدمات الجديدة المقترحة على متن قطار خط الجزائر-تونس فإن المسؤول الجزائري قال أن الخط سيكون مكهربًا لضمان سرعة 160 كلم/سا ،بالإضافة إلى تخصيص فضاءات للنوم و الإطعام و عدة خدمات أخرى لضمان راحة المسافرين ،مع العلم أن القطار سيمر عبر عدة مدن جزائرية و تونسية و يضمن رحلة ذهاب و إياب يوميًا.و نشير إلى توقف قطار نقل المسافرين على خط الجزائر-تونس منذ سنة 2006.
المشروع كان مقررًا سنة 2016 لكنه تأجل لأسباب تقنية
و كانت الشركة التونسية للسكك الحديدية قد أعلنت شهر أوت الماضي عن انطلاق الخط الرابط بين مدينتي عنابة وتونس حيّز الاستغلال، تزامنًا مع الحركة غير العادية التي تشهدها المعابر الحدودية يوميًا بدخول العشرات من السيارات إلى تونس طلبًا للسياحة.
وحسب بيان الشركة التونسية، فإن خط السكك الحديدية الذي يبلغ من 150 إلى 200 كلم سيكون مشغولاً بسفرية واحدة ذهابا وإيابا، بين مدينتي عنابة وتونس مرورًا بمدينة سوق أهراس، وسيكون سعر التذكرة 2000 دينار جزائري أي ما يقارب 40 ديناراً تونسيًا.لكن تأجلت العملية إلى غاية السنة الجارية لأسباب تقنية بحتة.
و أكد المسؤول الجزائري عن الأهمية الاقتصادية التي يكتسبها هذا المشروع من خلال تقليص مدة السفر بين الجزائر و تونس،مشددًا أن هذا المشروع سيكون له دور مهم في تجسيد مشروع المغرب العربي الكبير، باستعمال سكان المنطقة لهذا القطار للتنقل من الجزائر نحو تونس و العكس صحيح.
وكان وزير الأشغال العمومية والنقل الجزائري بوجمعة طلعي قد أعلن في وقت سابق عن استعداد الجزائر لإعادة بعث خط السكة الحديدية الرابط بين الجزائر وتونس، وأن مصالحه قامت بمعالجة جميع المشاكل التقنية والنقاط السوداء الموجودة على مستوى الخط القديم، خاصة أن عدد الطلبات على هذا الخط تعرف ارتفاعا كبيرا خاصة في العطلة السنوية.
كما أعلن سفير تونس في الجزائر عبد المجيد الفرشيشي في وقت سابق أنه “يوجد هنالك مشروع لتطوير النقل بالسكك الحديدية، الإخوة في الجزائر يعملون على تطوير هذا النقل من عنابة إلى المناطق الحدودية، هنالك تفكير جدي، خاصة وأن الخط كان يشتغل، وهنالك نية لعودة الخط إلى العاصمة تونس”.
وحسب متتبعين لشؤون النقل في الجزائر فإن الحكومة الجزائرية مجبرة أكثر من أي وقت مضى على تطوير سكك الحديد، لتفادي أخطار ناجمة عن تدهور وضعية الطرق ومحدودية شبكة النقل البري وعيوب الطريق السيّار، في وقت دقت فيه وزارة النقل ناقوس الخطر بسبب تصاعد عدد السيارات المهول، بعد أن تجاوز ال 08 ملايين مركبة، 4 ملايين سيارة منها في الجزائر العاصمة وحدها، وفي وقت تشير فيه توقعات إلى الوصول لـــــ20 مليون سيارة في الحظيرة الوطنية في أفق 2025.
هذا و أجمع جزائريون و تونسيون لـــ”أنباء تونس” على أن إعادة فتح هذا الخط من جديد سيساعد العائلات الجزائرية التي تفضل قضاء عطلاتها في تونس زيارتها بكل أريحية، كما ستشجع السياحة التونسية أكثر على حساب السياحة الداخلية في الجزائر، في وقت الذي تعتزم فيه وزارة السياحة الجزائرية استرجاع سواحها الذين اختاروا الوجهة التونسية لقضاء عطلهم السنوية، من أجل إنعاش الخزينة العمومية بعد تراجع عائداتها جرّاء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية.
قطار TGV مغاربي يربط بين الجزائر تونس والمغرب
من جهة أخرى كشف ياسين بن جاب الله ،المدير العام للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية عن مشروع قطار عالي السرعة “تي جي في “،الذي يضمن نقل مسافري البلدان المغاربية الثلاثة ،انطلاقًا من المغرب ويمر عبر الجزائر ليصل إلى تونس .وأشار بن جاب الله إلى انطلاق الدراسات في الجزائر لتنفيذ المشروع ، وجعله في خدمة مواطني البلدان المغاربية الثلاث لكن ذات المسؤول الجزائري لم يحدد موعد تنفيذ هذا المشروع الرائد و الحيوي و الهام.وقال المتحدث في تصريحه أن هذا المشروع يدخل ضمن مخطط شركة النقل الجزائرية بالسكك الحديدية، الرامي إلى تحديث وصيانة عتادها وخطوطها الحالية، التي خصص لها مبلغ 127 مليار دينار جزائري لتنفيذها والشروع فيها منذ 2014 ، والتي يستغل منها 4000 كلم حاليًا فقط، بهدف استغلال نحو 12500 كلم على المستوى الجزائري وكهربتها ووضع الإشارات اللازمة وإدخال الهاتف اللاسلكي بما يعني تحديث جميع الخطوط بصفة كاملة وشاملة في غضون 2025 .
علمًا أن خط سكة حديدية آخر يربط الجزائر بالمغرب يمتد من الحدود الغربية إلى مدينة وجدة، وقد تم توقيف العمل بهذا الخط سنة 1995 بعد قطع الجزائر علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب، على خلفية التدخل المغربي في الشؤون الجزائرية، في ظل الأزمة الأمنية التي كانت تعيشها الجزائر في تلك الفترة، ومنذ ذلك الحين يطالب المغرب بفتح خط السكة الحديدية الجزائر- وجدة، وهو ما ترفضه السلطات الجزائرية، بسبب التعنت المغربي في قضايا تخص بلادنا فضلا عن استفزازها المستمر لنا ضمن حربها القذرة ضد كل ما يرمز للجزائر.
وكان رؤساء الدول المغاربية الذين أسسوا اتحاد المغرب العربي سنة 1989 قد وقعوا على اتفاق يقضي بفتح خط سكة حديد يمتد من تونس إلى المغرب، بالإضافة إلى ربط الطرق السيارة لثلاثة دول مغاربية فيما بينها، إضافة إلى توسيعها لتشمل دولا مغاربية أخرى كليبيا وموريتانيا، غير أن الظروف الجيوسياسية التي عرفتها الدول المغاربية حالت دون تجسيد هذا الحلم.
توقعات بأن يصل عدد المسافرين عبر قطار الجزائر-تونس حوالي 600 ألف مسافر سنويًا
هذا و يتوقع مسؤولي البلدين في أن يبلغ عدد المسافرين عبر قطار الجزائر-تونس حوالي 600 ألف مسافر من البلدين سنويًا و أن الرقم مرشح للارتفاع،خاصة و أن السفر عبر القطار يعتبر أكثر أمانًا للمسافرين.
شارك رأيك