الرئيسية » 10 آلاف إرهابي ينتمون إلى تنظيمات إرهابية يهددون بــــ”اجتياح” الجزائر و تونس

10 آلاف إرهابي ينتمون إلى تنظيمات إرهابية يهددون بــــ”اجتياح” الجزائر و تونس

 

 

 

 

من الجزائر: عمّـــار قــردود

تبدي السلطات الجزائرية تخوفاتها سرًا وعلنية من أن تتسع دائرة الفوضى التي تعيشها جارتها الشرقية الكبيرة ليبيا لتصل إليها تداعياتها الخطيرة خاصة وأن الجزائر لم تتعافى بشكل نهائي بعد من طاحونة الإرهاب التي عاثت فسادًا ودمارًا في البلاد لأزيد من عشرية كاملة، ناهيك عن حدودها غير المستقرة نسبيًا مع الجارة الشرقية الصغرى تونس وحدودها الجنوبية مع مالي وحدودها الغربية مع الجارة المغرب،

حيث تم منذ أيام نشر 7 آلاف دركي جزائري على الحدود الجزائرية-المغربية على خلفية التوتر الجديد بين البلدين بعد حادثة اللاجئين السوريين.
و القيادة السياسية والعسكرية في الجزائر منزعجة أشد الانزعاج و عبرّت في أكثر من مناسبة عن رفضها الحازم والقاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، و سارعت مضطرة وفي خطوة استباقية منها لإبعاد شبح التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا إلى فتح قنوات تواصل مع مختلف أطراف الأزمة الليبية.

الدبلوماسية الجزائرية تسابق الزمن من أجل منع أي تدخل أجنبي في دول الجوار

وأعزا مصدر ديبلوماسي جزائري لــــ”أنباء تونس” أن التحرك الكثيف وغير المسبوق للديبلوماسية الجزائرية في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص من أجل إيجاد حلول سلمية وعاجلة لمختلف بؤر التوتر المحيطة بها خاصة بليبيا، إلى قناعة واقتناع السلطات المدنية والعسكرية في الجزائر بأن اندلاع فتيل الأزمات في كل من مالي وليبيا لم يأت من فراغ وأن المستهدف من كل ذلك هو الجزائر و” أن أيادٍ أجنبية تعمل على تحطيم الجزائر وكسر شوكتها وإدخالها في أتون حروب لا تبقي ولا تذر”.

وأضاف نفس المصدر أن القيادة السياسية والعسكرية العليا في الجزائر بدأت تشعر بمخاطر حقيقية وداهمة قد تساهم بشكل جلي في تفكيك البلاد ونشر الفوضى بها من خلال قيام “أيادٍ أجنبية” بإيقاظ الفتنة تارة في غرداية وتارة أخرى في منطقة القبائل ومناطق أخرى من الوطن.

وفي هذا الإطار تسعى فرنسا بمعية دول غربية أخرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة وباستعمال أساليب ضغط عديدة إلى توريط وإغراق الجزائر في المستنقع الليبي من خلال المحاولات والمساعي الحثيثة والدؤوبة لإقناع الجزائر بالتدخل العسكري في ليبيا أو على الأقل مساعدة هذه القوى الغربية في تنفيذ رغبتها في التدخل العسكري،تحت غطاء أممي وبالتعاون مع الجزائر بصفتها أكبر دولة إقليمية في المنطقة خاصة من الناحية العسكرية،حيث تعمل فرنسا على استنزاف القدرات العسكرية و المالية للجزائر من أجل اضعافها و من ثمة إمكانية نشر الفوضى بها.

هذا وقد أشار مصدر عسكري رفيع المستوى لــ”أنباء تونس”، إلى “أن إمكانية انضمام الجزائر إلى التحالف الدولي ضد “داعش” مستقبلاً في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها منطقتي الشمال والساحل الإفريقيين يبقى احتمال وارد جدًا، لكن بشرط وهو عدم محاربة داعش خارج التراب الوطني”. وأفاد نفس المصدر إن “هناك استعدادات من الجيش الجزائري لمواجهة خطر داعش وأي تنظيم إرهابي آخر على الجزائر”.

وأضاف أن هناك خططًا أمنية وعسكرية عديدة لمواجهة الإرهابيين مهما كانت قوتهم، مشيرًا إلى استعداد وحدات الجيش الجزائري لكل الاحتمالات، وهو ما سبق وأن أكده نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني أحمد قايد صالح في الأيام القليلة الماضية.

وكانت وسائل إعلام محلية وأجنبية كشفت عن ضغوط متزايدة على الجزائر للموافقة على المشاركة في عملية عسكرية ضد داعش بليبيا التي تزايدت الأنباء في الآونة الأخيرة عن إمكانية إشراك عدد من الدول الكبرى فيها في مقدمتها إيطاليا وفرنسا وأمريكا،لكن الجزائر طلبت مهلة و فرصة أخيرتين من أجل إقناع جميع أطراف الأزمة الليبية بالحل السلمي و هو ما جعل الجزائر ترسل وزير الشؤون المغاربية و الجامعة العربية و الاتحاد الإفريقي عبد القادر مساهل-و هو الرأس الثاني للخارجية الجزائرية التي باتت برأسين خلال آخر تعديل حكومي في الجزائر لأسباب غير معروفة-على جناح السرعة لزيارة مختلف المناطق و المدن الليبية و لقاءه بمختلف أطراف الأزمة الليبية دون استثناء أو إقصاء.

وتعول الجزائر كثيراً على وساطاتها من أجل إنهاء حالة الصراع في ليبيا، وقد أجرت في هذا الشأن، وفق المصدر نفسه، أكثر من 250 لقاء مع شخصيات ليبية منذ سنة 2014. وتمتلك الجزائر علاقات جيدة مع مختلف الأطراف السياسية، سواء المحسوبة على حكومة طرابلس أو تلك الموالية لطبرق.

و تهدف هذه المساعي الحثيثة على أعلى مستوياتها الدبلوماسية الذي تقودها الجزائر بشكل منفرد-بعد إعلانها عن فشل المبادرة التونسية بحجة عدم توفر أسباب نجاحها-لإخراج الوضع السياسي في ليبيا من حالة الجمود التي يعيشها منذ ما يربو عن سنة،من خلال لقاءات واتصالات مع مختلف أطراف الأزمة الليبية لتقريب وجهات النظر. و تأمل الجزائر في إقناع الأطراف الليبية بالوصول إلى تفاهمات قد تُفضي إلى حلحلة الأزمة خيرًا لليبيا و كذلك للجزائر و دول الجوار الليبي.
وفندّ ذات المصدر قطعيًا كل الأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن أن فرق استطلاع أمريكية تقوم بعمليات استطلاع استخباراتية في الأراضي الليبية و تستخدم مطارًا عسكريًا جزائريًا هو القاعدة الجوية العسكرية بئر رقعة بولاية أم البواقي-شرق الجزائر- كمركز للانطلاق إلى الأراضي الليبية بواسطة طائرات وصولاً إلى قواعد جوية ليبية داخل ليبيا، وقال إن الجزائر ترفض أن تكون أراضيها منطلقًا لأي عمليات عسكرية أو استخباراتية أجنبية ولكنه اعترف بوجود تعاون أمني و استخباراتي جزائري أمريكي.

خبراء عسكريون: دول الغرب تريد التدخل العسكري في ليبيا من أجل تقاسم كعكة 150 مليار دولار تكاليف إعادة إعمار ليبيا

ورغم إجماع عدد من الخبراء العسكريون لــــ”أنباء تونس” بأن مسألة التدخل العسكري في ليبيا لم تُحسم بشكل نهائي حتى الآن على الأقل إلا أن الصراع الأمريكي-الروسي المحموم حول بسط النفوذ واستعراض العضلات فيما يشبه حرب باردة جديدة سيُسرّع من عملية التدخل العسكري خاصة من طرف أمريكا التي تريد أن تسبق أي محاولة روسية للقيام بالتدخل في منطقة المغرب العربي مثلما فعلته في المشرق العربي ،و في هذا الصدد توقع الخبراء بأن مسألة التدخل العسكري الغربي في ليبيا باتت وشيكة و أنها ما هي إلا مسألة أيام معدودات و هناك حتى من تنبأ بأن تبدأ العملية العسكرية منتصف شهر مارس المقبل.

وفي ردهم عن سؤال من يتحمل دفع التعويضات المالية للعملية العسكرية المرتقبة في ليبيا أشار الخبراء بأن “دول الخليج العربي هي من ستتحمل عبء المستحقات المالية المترتبة عن العملية العسكرية إلى جانب الحكومة الليبية التي سيتم تكوينها والإعلان عنها قبل بداية التدخل العسكري، كما أن دول مثل أمريكا، فرنسا بريطانيا وإيطاليا حريصة كل الحرص على المشاركة بقوة في الهجوم العسكري بغية فوزها بعملية إعادة إعمار ليبيا بعد الحرب و التي تقدّر بحوالي 150 مليار دولار و هو ما يُفهم على أنه تدخل من أجل كسب المزيد من الغنائم و ليس بهدف القضاء على داعش و أخواتها”.

وعن تداعيات التدخل العسكري المنتظر في ليبيا على الجزائر ودول الجوار لا سيما أمنيًا واقتصاديا أوضح الخبراء بأن” هذا التدخل ستكون له تأثيرات كثيرة وخطيرة كهجرة أو نزوح الآلاف من الليبيين باتجاه الجزائر وما سيخلفه ذلك من أعباء اقتصادية واجتماعية وإنسانية في ظرف يتسم بانهيار كبير في مداخيل الجزائر بسبب تساوي انهيار أسعار المحروقات، إلى جانب تسلل مئات أو آلاف الإرهابيين الذين ينتمون إلى مختلف التنظيمات الإرهابية وخاصة داعش نحو الجزائر وما سيشكلونه من مخاطر على أمن الجزائر و استقرارها و احتمال إقدام بعض الإرهابيين على القيام بعمليات إرهابية انتقامية من الدول المشاركة في التدخل العسكري و على رأسها أمريكا و فرنسا تستهدف مصالحها في الجزائر”.

10 آلاف إرهابي ينتمون إلى تنظيمات إرهابية مختلفة يهددون الجزائر

هذا و اعتبر متتبعون للشأن الليبي أن أسباب تحرك الجزائر المفاجئ ،في الآونة الأخيرة،تتمثل في تحرك قوات الجنرال خليفة حفتر باتجاه الجنوب واقترابه من الحدود الجزائرية،وأعلن عدد من المسؤولين الجزائريين، في وقت سابق، عن رفضهم الحل العسكري، معبّرين عن دعمهم لوصول فرقاء البلاد إلى أي تسوية سياسية من شأنها إنهاء الانقسام والانفلات الأمني.
و من أجل قطع الطريق عن حفتر الذي تدعمه عدة دول كمصر و روسيا و الإمارات العربية المتحدة قررت الجزائر ربط اتصالات مكثفة مع حفتر الذي زار الجزائر سنة 2016 في خطوة مفاجئة و غير متوقعة من الجزائر كما تحادث وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل،الأسبوع الماضي، مع المشير خليفة حفتر بمدينة بنغازي شرق ليبيا في ثاني محطة له في إطار الجولة التي يقوم بها في ليبيا لدعم الحل السياسي للأزمة في البلاد. وتناول الاجتماع الأوضاع الراهنة في ليبيا و تطورات المشهد السياسي مع التركيز على أهمية دعم الحوار الليبي-الليبي دون تدخل أجنبي بناء على الاتفاق السياسي و المصالحة الوطنية.
وأبدى ذات المصدر العسكري تخوفاته من إمكانية تسرب بعض العناصر الإرهابية إلى الحدود الجزائرية و التونسية. وأفاد محدثنا أن معلومات تشير الى أن العناصر المنتمية لما يسمى تنظيم “داعش” في ليبيا يتجاوز عددهم 5 آلاف عنصر في حين ينتمي حوالي ألفي عنصر إلى تنظيم أنصار الشريعة وخمسة الاف اخرين ينتمون الى تنظيم القاعدة وجميعها تنظيمات متنازعة فيما بينها،و أن هذا العدد المهول من الإرهابيين يشكلون خطرًا حقيقيًا على أمن الجزائر في حال قيام بعض الدول الغربية بتوجيه ضربات عسكرية لهذه التنظيمات الإرهابية و أن احتمال تسللهم إلى الجزائر يبقى واردًا جدًا في ظل طول الشريط الحدودي بين الجزائر و ليبيا الذي يقدر بـــ900 كلم.
وقدم نائب وزير الدفاع الوطني و رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح معلومات تشير إلى تضاعف عدد الإرهابيين في ليبيا،خلال السنتين الأخيرتين، حيث قال إن عدد الإرهابيين في ليبيا تضاعف مرتين على الأقل في عام 2014، بسبب تدهور الوضع الأمني في هذه المنطقة. وبلغ ـ حسب تقدير مصادر متطابقة ـ عدد الإرهابيين في ليبيا ما لا يقل عن 10 آلاف إرهابي ينتشر أكثر من نصفهم في مدن الشرق الليبي، بينما يوجد الباقي في محيط مدينة طرابلس خاصة في منطقة الزاوية التي تعد معقلاً رئيسيًا للإرهابيين في غرب ليبيا.
وقال مصدرنا إن إرهابيين من أكثر من 20 جنسية يوجدون في ليبيا ومنهم جزائريون، وأضاف أن تنظيمات مسلحة في ليبيا تعمل بتنسيق كبير مع تنظيم بوكو حرام الإرهابي في نيجيريا الذي بايع داعش.
مصدر ليبي:عدد العناصر الإرهابية في ليبيا 10 آلاف إرهابي حسب إحصاء سنة 2015
و صرح ناصر الهواري مؤسس المرصد الليبي لحقوق الإنسان الذي رصد خريطة الجماعات الإرهابية الموزعة في الأراضي الليبية أن عدد العناصر الإرهابية في البلاد يتراوح من 8 إلى 10 آلاف إرهابي فيما يبقى العدد قابلاً للزيادة.وأكد الهواري على وجود خمسة فصائل إرهابية مؤثرة و ذلك وفقًا لإحصاء تم سنة 2015.
وأوضح الهواري أن أخطر تلك التنظيمات الإرهابية في ليبيا يتمثل في “داعش” الذي يبسط سيطرته على عديد من المواقع الليبية،ولاحظ أن مدن ليبية أخرى تنقسم ما بين سيطرة “القاعدة” و”أنصار الشريعة” المتمركزة أيضا في مدن مصراتة وصبراتة وأجدابيا لكن دون الوصول إلى حد السيطرة على هذه المدن بصورة كاملة.
وفي ما يتعلق بنفوذ تلك الجماعات قال الهواري “رغم وجود تلك الكيانات المختلفة إلا أن تنظيم داعش هو الأقوى لاسيما أنه يضم عناصر أكثر. كما أنه يتلقى دعما بصورة مستمرة من حيث المال والمقاتلين. ومن المرجح أن يدخل تحت لوائه أغلب الجماعات الإرهابية بعد ذلك”.كما أكد الهواري وجود “انضمام لعناصر عربية وإفريقية من المرتزقة قادمة إلى الأراضي الليبية لزيادة الكتلة العددية للقوات الإرهابية”.
1700 مجموعة مسلحة و350 ألف عنصر يحملون الملايين من الأسلحة بليبيا

وأشار مصدرنا أن هناك 1700 مجموعة مسلحة تنتشر عبر كامل التراب الليبي وأن حوالي 350 ألف عنصر يحملون السلاح في هذا البلد وأن عدد الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي بيد هذه العناصر يقدر بالملايين.

وحول إمكانية مهاجمة داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى للجزائر و تونس و بقية دول الجوار الليبي قال ذات المصدر إن “كل الاحتمالات واردة “مؤكدًا أن للجيش الجزائري المتمركز جيدًا على طول الحدود جميع الإمكانيات العسكرية والبشرية وهو متأهب لكل محاولة هجوم إرهابية”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.