الرئيسية » رجيم معتوق : من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء ! (صور)

رجيم معتوق : من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء ! (صور)

رجيم معتوق بنفزاوة من ولاية قبلي منطقة صحراوية أرضها رملية ذات غطاء نباتي ضعيف لا يوجد بها إلا بعض القبائل الرحل تعيش على تربية الحيوانات التي تتأقلم مع مناخ الجهة كالأغنام و الابل .

 

بقلم وفاء القلعي 

و رجيم معتوق قرية على الحدود الجزائرية تبعد عن مقر الولاية حوالي 120 كلم و سكان هذه المنطقة الصحرواية يعيشون حياة صعبة نظرا لعدم توفر أبسط مقومات الحياة حيث انها معزولة عن باقي البلاد و أغلب المصالح العمومية.

و بعد استكشاف باطن الأرض سنة 1972 تم العثور على كميات هائلة من المياه قدرت حصة هذه المنطقة منها ب2000 ل/ث على عمق 350 متر كانت كافية لانطلاق مشاريع فلاحية و تنموية بها .

 

و قد اعتبرت  رجيم معتوق قبل الثمانينات منطقة عسكرية نظرا لوجود معتقل بها. تم غلق المعتقل في 2012 إلا أن المنطقة بقيت تحت الإدارة العسكرية وتم إنشاء ديوان خاص لتنمية القرية سنة 1988 أربع سنوات بعد انطلاق الأشغال .

 

و قد  نظمت وزارة الدفاع الوطني يوم 26 أفريل الجاري  زيارة لفائدة الصحفيين  إلى ديوان تنمية رجيم معتوق  الذي تم  إحداثه بموجب قانون عدد 145 لسنة 1989. ويتمثل دوره  في إحداث 2160 هك من واحات النخيل ومرافق إجتماعية و مساكن ، توزع على المنتفعين في شكل مقاسم فلاحية بحساب 1،5هك للمقسم الواحد.

 

و بفضل مشروع تنمية رجيم معتوق الذي أشرفت  عليه وزارة الدفاع  تم حفر 31 بئرا مع ربطها بشبكة الكهرباء وتجهيزها بمضخات و حماية المقاسم من خلال تركيز 872485 متر من مصدات الرياح و تم غرس أكثر من 290 ألف غرسة و قد بلغ عدد المنتفعين الجملي 1267 و تم إحداث حزام أخضر ضد زحف الرمال على طول 25 كلم من الواحات كما تم  تحسين ظروف العيش وتطوير نمط الحياة ب6 تجمعات سكنية (حوالي 7 آلاف نسمة ). كما تم الترفيع في إنتاج التمور حيث أنه قد فاق حتى موفى 2016 جميع مصاريف المشروع كاملة.

و قد بلغت عائدات التمور من 2007 الى 2016 حوالي  140 مليون دينار مع الاشارة ان كلفة المشروع بلغت 95 مليون دينار .

30 سنة مرّت على نجاح المرحلة التجريبية بزراعة 300 هكتار من واحـات النخيـل في منطقة صحراوية بفضل الدور التنموي للجيش الوطني التونسي.

و قد صرح العميد فتحي شقشوق، مدير عام ديوان تنمية رجيم معتوق لأنباء تونس أن هذا المشروع ساهم في إحياء منطقة صحراوية أرضها رملية، ذات غطاء نباتي ضعيف وبمعدل أمطار أقل من 85 مم سنويا لا يوجد بها إلا بعض القبائل الرحل تعيش على تربية الحيوانات التي تتأقلم مع مناخ الجهة كالأغنام والإبل وتفتقر لأبسط مقومات الحياة ومعزولة عن باقي البلاد وكل المصالح , و تحويلها إلى منطقة خضراء تتوفر  بها كل متطلبات الحياة . وإضافة إلى غراسة النخيل وإحداث الواحات “أصبحنا نجد في منطقة رجيم معتوق جميع أنواع الخضار والغلال وكذلك نبتة الصبار والمورينجا متعددة الفوائد والاستعمالات الطبية وغيرها من النباتات.

 

و الهدف من هذا المشروع هو  تركيز السكان الرحل بالمنطقة  وتحسين ظروف عيشهم وإحداث مواطن شغل جديدة للحد من النزوح  مع تخفيف الضغط على الواحات القديمة بجهتي قبلي وتوزر بالاضافة إلى الزيادة في الإنتاج الفلاحي وخاصة دقلة النور القابلة للتصدير ب20 ألف طن سنويا وكذلك مقاومة التصحر من خلال إحداث حزام أخضر ضد زحف الرمال.

 

و من  آفاق مشروع تنمية رجيم معتوق  التشجيع على تركيز المستثمرين الخواص واستغلال مياه ”النز“ لزراعة الأعلاف والأعشاب الطبية وإدراج المنطقة في منظومة السياحة الصحراوية و التركيز على البحث العلمي الواحي وطرق الري والاقتصاد في المياه وتنويع الغراسات وإدماج أصناف جديدة واستغلال فواضل النخيل في الأعلاف والأسمدة واستغلال الطاقة الشمسية.

 

فرجيم معتوق تحولت من صحراء قاحلة  الى جنة خضراء  خاصة و ان السكان بدعم من ديوان التنمية  أثبتوا  جدارتهم و حوّلوا مساحات شاسعة من الأراضي الجرداء إلى واحات تنبض بالحياة والاخضرار يذهلك مظهرها إن رأيتها من الأعلى وأنت على متن الطائرة، أصبحت اليوم بفضل «إرادة لا تقهر» حاضنة  عدد من أنواع المزروعات  وحتى الزيتون الذي تكيّف مع أرضها ومناخها الجاف وبات يعطي مردودا يضاهي ذلك القادم من الولايات الشمالية المختصة في إنتاجه.

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.