رحّب رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، في كلمته الموجهة إلى القمّة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض، بمشاركة الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة مجددا أمنياته له بالنّجاح والتوفيق في سامي مهامّه.
وثمن السبسي، اليوم الأحد، ما يُبديه ترامب من اهتمام بتعزيز علاقات الصّداقة والتّعاون والتّشاور بين الولايات المتّحدة الأمريكية والدّول العربيّة والإسلامية لـمُـواجهة التحدّيات المشتركة.
وعبر أن أمله أن أن تُواصل الولايات المتّحدة الأمريكية تعزيز علاقات الصّداقة والشّراكة التي تربطها بالعالم العربي والإسلامي والاضْطِلاع بدورها الرِّيادِي في توطيد دعائم الأمن والسلم في منطقتنا والعالم.
وقال رئيس الجمهورية في كلمته أن العالم يشهد اليوم في كثير من أجزائه أوضاعًا غير مسبُوقة من الاضطراب وانخرام الأمن بسبب استمرار النزاعات وتعدُّدِ بُؤر التوتّر وتنامي التّهديدات التي ما فَتِئَتْ تَستنزف مُقدّرات عدد كبير من البلدان وتُعيق مسارات التنمية فيها.
وأضاف أن هذه الأوضاع الـمُؤلمة في منطقتنا أفضت الى خسائر فادحة في الأرواح ودمارا هائلاً في البُنى التحتية، فضلًا عمّا تسبّبت فيه من مآسٍ إنسانية متواصلة قائلا “ليس من المعقول أن تَظَلّ هذه المنطقة رَهِينةَ هذه الأوضاع الـمُتردِّية فنحنُ مُؤْتَمَنُونَ على المصالح العُليا لبلداننا وضمان مُستقبل أبنائها”.
وتايع قوله” لا يَخْفَى عليكم أنّ هذه الأوضاع المتأزمة في منطقتنا تُشكّل تُرْبَةً خِصْبةً للتطرّف والإرهاب والجريمة المنظّمة .وإذ نُثمّن عاليا الجهود المبذولة ضمن التحالفات الإقليمية والدّولية للتصدّي لآفة الإرهاب: ، داعيا إلى ضرورة مُواصلة العمل المشترك من أجل بلورة استراتيجية شاملة ومُوحّدة تنخرط فيها الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية”.
كما اعتبر السبسي في كلمت أن ظاهرة التطرّف والإرهاب تُعدّ دَخيلةً على تونس ومُجتمعها مبينا أن الحكومة التونسية أولت أهمية قصوى لمجابهتها لإنجاح تجربتها الديمقراطية الناشئة وتحقيق تطلّعات شعبها لمزيد من التنمية والازدهار، قائلا في ذات السياق “نحن مُدركون أنّ الطريق إلى ذلك طويل، ومحفوف بالتحدّيات”.
وأضاف”رغم مَحدُوديّة مواردها فقد سخّرت تونس كلّ الإمكانيات المتاحة للتصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة واستفادت كثيرا من دعم أشقائها وأصدقائها في هذا المجال ممّا مكّن من إحباط عديد المخطّطات الإرهابية وتحقيق مزيدٍ من الاستقرار في الوضع الأمني العام بالبلاد”.
وبين أن تونس اعتمدت استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الظاهرة تقوم على مُقاربة شاملة مُتعدّدةِ الأبعاد تهدف إلى تحصين المجتمع ضدّ التطرّف من خلال تعزيز قِيَمِ الإسلام الـمُعتدل والـمُستَنير وتَجْذِير ثقافة الحوار والتسامح واحترام كلّ الأديان والمعتقدات، فضلا عن تجريم كافة أشكال التحريض على الإرهاب.
وذكر أن تونس انخرطت في دعم كلّ الجهود والمبادرات الرامية إلى محاربة الإرهاب على غرار انضمامها إلى التحالف الإسلامي لـمُحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وكذلك التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة ضدّ تنظيم “داعش” الإرهابي.
وشدد على أن مُواجهة المخاطر والتهديدات العابرة للحدود، وخاصة آفة الإرهاب، يستوجب في اعتقادنا، الدَّفْعَ في اتجاه تسريع مَسَاراتَ التسوية السّياسية لمختلف الأزمات القائمة في المنطقة لا سيما إيجاد حلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية واستعادة الأمن والاستقرار في كل من ليبيا وسوريا واليمن بما يُمكّن شعوب المنطقة من الخروج من الأوضاع الحالية الخانقة والتّفَرّغ للبناء والتنمية.
وأكد أن دِقّةَ المرحلة تقتضي مِنّا جميعا رصّ الصفوف وتكثيف الجهود، وتوفير كلّ سُبل التعاون بين دُولنا في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية.
شارك رأيك