نشر المؤرخ خالد عبيد، اليوم الاثنين، تدوينة على صفحته الخاصة بموقع الفايسبوك قدم ضمنها قراءته للأزمة السياسية والديبلوماسية الحاصلة بين دول الخليج وقطر.
وفيما يلي ما نشره خالد عبيد:
” قطر تدفع الآن ثمن ممارستها سياسة اللعب على المتناقضات، سياسة مع وضدّ في نفس الوقت، لم تستوعب قيادة قطر أنّ الوضع تغيّر منذ منعرج 2013 والذي سبق أن تحدّثت عنه في الإبّان، أُنذرت مرّة أولى في 2014 واليوم ما نشهده المرحلة الثانية نحو إنهاء الدور القطري بعد أن سبقته حملة إعلامية كبيرة اقليميا وحتى أمريكيا، وإذا لم ترضخ قطر إلى شروط عمقها الخليجي ومجالها الحيوي والحياتي فالمرحلة الثالثة قد تكون التدخل العسكري الخليجي بضوء أخضر أمريكي أو تحريك بعض القطريين في الداخل تمهيدا لإزاحة حكم أمير قطر الحالي أو ربما حتى عائلة آل خليفة أصلا من كان يتتبّع مجريات الساحة الدولية والاقليمية ربما لاحظ زيارة ولي العهد السعودي إلى امريكا ثم روسيا وفي الأثناء انعقدت قمة الرياض.
في اعتقادي، الطبخة قد نضجت منذ مدة وآن أوان تجسيمها على أرض الواقع، طبخة تقوم على غلق الملف السوري نهائيا وبسرعة والقبول ببقاء الأسد إن لزم الأمر شريطة موافقته على بعض الشروط ومنها الابتعاد عن المحور الإيراني، وتكريس كل الجهد نحو محاصرة إيران وتحجيم دورها بكل الطرق ومن هنا نفهم التقارب السعودي نحو العراق،وهذا ما يحاول إقناع الروس به في الكواليس مقابل الموافقة على مناطق نفوذ قوية لهم في سوريا والبحر المتوسط وغلق الملف الأوكراني والقرم إن لزم الأمر.
عموما لا أريد ان أطوّل أكثر فقد سبق لي التنبيه إلى ذلك خاصة عندما ذكرت بأنّ صفحة ما يسمى “الإسلام السياسي” قد طويت ونعني هنا دعمه اقليميا ودوليا قد انتهى وهذا ما لم تستوعبه قطر وقد تستوعبه إثر هذا الحصار والضغوطات، قلت المهمّ أنّ هذه سياسة متحرّكة تحكمها مصالح خليجية واقليمية وسيقع إيجاد حلّ في أقرب وقت ممكن، ولكن ستكون لها بالتأكيد ارتدادات في المنطقة المشرقية وفي تونس أيضا، لأنّنا لاحظنا أنّ هناك اصطفافا بين من يمكن تسميتهم أنصار قطر وأعدائها، وما يهمّني تأكيده أنّ هذا الاصطفاف في تونس دليل على مدى انقسام التونسيين وتخبّطهم في ظلّ الظروف الاستثنائية التي يعيشونها، وهو ضار بالمصالح العليا لتونس، وفي نظري الاصطفاف وراء سياسة المحاور لا يمكن أن يمرّ بتونس.
يكفي ما دفعنا من ثمن باهظ له أحيانا والأفضل أن نبقى على سياسة تتأقلم مع وضعيتنا وهي سياسة النأي عن الاصطفاف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وأحيانا الخارجية لأيّة دولة كانت والعمل على تجاوز الخلافات بين الأشقاء، خلافات طفت اليوم بمثل هذه القوّة في تاريخ يذكّر العرب بنكستهم، إثر خسرانهم في حرب جوان1967، حرب شنتها دولة اسرائيل في هذا اليوم بالذات من سنة 1967، واحتلت فيها ما تبقى من أرض فلسطين والقدس وشبه جزيرة سيناء والجولان…”
شارك رأيك