علق النائب عن كتلة الحرة الصحبي بن فرج في تدوينة على صفحته بموقع الفايسبوك على التطورات السياسية والديبلوماسية الحاصلة بين دول الخليج وبعض الدول العربية وقطر.
واستعرض بن فرج في تدوينته الدور الاقليمي الذي كانت مناطة به قطر ومخابراتها منذ سنة 2012.
في هذه اللحظة الفارقة تتزاحم في الذهن الأفكار والذكريات والاحداث :
- في أواخر 2012 كانت قطر تسيطر فعليًّا باسم الديموقراطية والربيع العربي على تونس وليبيا ومصر، وكانت مخابراتها ترتع كما شاء لها الاخوان في العراق وسوريا وليبيا: جمعيات وأحزاب واموال واعلام ومراكز بحث ومفكرين …..كنت من القلة التي تنبأت بان الانتفاخ القطري الاصطناعي لن يؤدي الا الى الانفجار بحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة
- تراجعت السعودية واحتلت قطر الواجهة الخليجية والعربية والدولية واستعدت للمرور الى مرحلة الربيع الخليجي(تصريح راشد الغنوشي في نيويورك) وهو ما يعني اعادة تشكيل العروش والممالك والإمارات على أساس ثلاثية :الإخوان المسلمون، العثمانية الجديدة والقيادة القطرية
- كنا من القلّة التي تنبأت بأن الهوس القطري سيتحطم حكما على أسوار دمشق العتيدة ، وهذا ما وقع
وبدأ الانحدار مع معركة القصير ، وإزاحة حمَد من السلطة وانقضاض الجيش المصري على حكم الاخوان ….ثم توالت النكسات في تونس (سياسيا) وليبيا(عسكريا)
- لم تقرأ قطر المشهد جيّدًا، وواصلت سياسة جنون العظمة وان كان بكثير من الدهاء والالتفاف وببعض من التراجع التكتيكي لفائدة الدور السعودي(في مصر، واليمن،سوريا والعراق وحتى تونس) مع الإرتكاز على دور أكثر لتركيا المتهالكة والتمسك بمواقعها في ليبيا(وعينها على تونس ومصر والجزائر) حيث كانت تعول على متغيرات دولية قادمة تعيدها الى صدارة الاحداث
- كان الرهان الرئيسي على انتخاب هيلاري كلينتون لإطلاق الموجة الثانية من الربيع العربي: في سوريا ثم في ليبيا وربما في الخليج
وكانت الخيبة كبيرة وعظيمة مع انتخاب دونالد ترامب، وارتكبت المنظومة القطرية الاخوانية الخطأ الذي لا يُغتفر: التدخل في الشأن الداخلي الامريكي(تذكروا دور الجزيرة ومشاركة الاخوان في المظاهرات التي عقبت تولي ترامب)
في نفس الوقت، إستعملت السعودية كل ما توفر لدى اللوبي السعودي في أمريكا وعلاقاته التاريخية بالجمهوريين لإعادة ترويض الادارة الجديدة ودفعت أثمانا طائلة من أجل ذلك
اين سيُصرف الاتفاق الامريكي السعودي؟
*في اليمن حربٌ طاحنة زجت فيها السعودية بكل ما تملك ولا يمكن لها أن تحلم بأي نصر هناك
*في سوريا نزلت روسيا وإيران بكل الثقل العسكري والبشري واللعبة صارت أكبر من الجميع وأخطر من أن تتولى فيها السعودية دورا أكبر من حافظة النقود وخزان المتطوعين
*في العراق تراجعت مكانة السعودية لدى الطائفة السنية مع انهيار داعش
لم يبق إذا الا الجائزة القطرية : تتخلص من منافس عنيد وتنتقم لسنوات الاهانة الفارطة وتضع يدها على مخزون نفطي وغازي فرعوني وتبعد عن رقبتها سيف “التغيير الديموقراطي”
هل نستسلم للشماتة في دولة تطاولت على حجمها قبل حجم دول وحضارات وشعوب أخرى ؟
هل نذكر فقط حجم الجرائم التي ارتكبتها في حق شعوب العراق وسوريا وليبيا وتونس؟ بل في حق الانسانية جمعاء
هل نغمض أعيننا على أن ما يقع اليوم في قطر إنما هو تواصل لما وقع في العراق مع صدام حسين وفِي ليبيا مع معمر القذافي وما كاد أن يقع في سوريا مع بشار الأسد : إسقاط الدول عبر تغيير الأنظمة بالقوة(تحت مسميات أخرى، وبأيدٍ مختلفة)
هل ندخل عن وعي أو بدون وعي في مرحلة تصفية كل نتائج ومخلفات الربيع العربي في تونس بغثّه وسمينه مدفوعين فقط بغريزة الانتقام…….وندخل في مطحنة الفعل ورد الفعل، أم نستفيق على حقيقة واحدة تجمعنا:لقد دفع وطننا ثمن غاليا طيلة سبع سنوات نتيجة الاصطفاف وراء المحاور الإقليمية والدولية، فهل نحن مستعدون لدفع أثمان إضافية؟ أم حان الوقت لنقول جميعا وبصوت واحد: تونس أولا وأخيرا.
ما يبكيلك كان جفنك وما يندبلك كان ظفرك.
شارك رأيك