بقلم خالد عبيد*
الظاهر أن قطر لم تستوعب الرسالة تماما مثل صدام حسين أثناء غزوه للكويت سنة 1990؛ هناك فخ وقطر تسير إليه بخطى حثيثة ، الاستنجاد بالأجنبي إن صحّ فهذا يعني نقطة اللاعودة، إذ سيُحْي أحقاد الماضي، سيّان إن كان هذا الأجنبي إيران أو تركيا، لأنّ قطر ستوسم حتما بالعقوق الباتّ، وإشارات الإدارة الأمريكية والمراوحة بين توجيه مكمن الداء إلى قطر والاستعداد للوساطة هي الفخّ ذاته.
من الواضح أنّ قطر ستُلْبس أو أُلْبست فعلا رداء رعاية “الإٍرهاب”، وهي التي تدرك فعلا أنّ محيطها الجغرافي ومجالها الحيوي قد استعدته ويحمل أضغانا تاريخية معها، فكان أن عملت على تجاوزه من خلال الدور الملتبس واللعب على المتناقضات وبالمتناقضات في ذات الوقت، وتنفيذ سياسة الآخر بالوكالة دون مواربة أحيانا، والتوْق إلى حلبة الكبار تماما مثل الضفدعة التي أرادت محاكاة البقرة فكان أن حدث ما حدث وهو ما لا نرجوه حقيقة لأيّة دولة عربية.
فهل سيتغلّب صوت الحكمة لدى الجميع وخاصّة في قطر التي عليها أن تستوعب جيّدا أنّ اللعبة قد انتهت وأنّ دورها لم يعد من لُزوم حتى لا يقع إفهامها ذلك بطرق أخرى ويبقى كيان دولة اسرائيل هو المستفيد الوحيد ممّا يحدث في المنطقة العربية ويليه دول الطوق المحيطة بالعرب ونعني تحديدا إيران وتركيا.
*مؤرخ جامعي مختص في التاريخ السياسي المعاصر
شارك رأيك